نجحت وكالة الأنباء السعودية "واس" في تعرية النظام الإيراني وكشف سياسة الإقصاء السياسي والأيدولوجي ضد الهويات الوطنية والدينية والمذهبية التي تختلف مع هوية النظام الحاكم في طهران وتسليط الضوء على جرائمه التي يمارسها في الداخل على الشعوب غير الفارسية، مما أدى إلى قيام وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الإيرانية، يوم السبت الماضي، بحجب موقع وكالة الأنباء السعودية الرسمية "واس"، بحسب ما ذكرته وكالة أنباء "ميزان" التابعة للسلطة القضائية الإيرانية. وجاء هذا القرار بعد أشهر قليلة من إطلاق موقع وكالة الأنباء السعودية "واس" باللغة الفارسية والتي مثل ضربة قوية لنظام الملالي بعد أن باتت الرسائل التي ينشرها موقع الوكالة تصل إلى المتلقي الإيراني وتحدث أصداء في الداخل الذي يعيش حالة من التوتر. وتؤكد هذه الخطوة على استمرار سياسة القمع السياسي والإعلامي الذي يمارسه النظام الإيراني على المواطنين المغلوبين على أمرهم والذين يعيشيون حالة من الغليان غير المسبوق بسبب اخفاقات النظام في توفير متطلبات العيش الأساسية للمواطنين بالإضافة إلى فشل الملالي في إدارة الملفات السياسية والتي ساهمت في جر طهران إلى التدخل عسكرياً بشكل عبثي في عدد من دول الإقليم. ويأتي قرار إيران بحجب موقع وكالة الأنباء السعودية "واس" ليؤكد على نجاح تجربة الوكالة في استهداف المتلقي الإيراني من خلال لغته الأم، ولمواجهة الأكاذيب التي يروجها النظام الحاكم في طهران في العديد من القضايا والمواضيع التي تتعلق بالمنطقة ولإيضاح الصورة الحقيقية عن مواقف المملكة المشرفة تجاه ما يهم الأمتين العربية والإسلامية، وفي أن يرى الناطقون بالفارسية كيف تعيش المملكة، ولصد محاولات الإساءة للمملكة ودول الجوار باللغة الفارسية. كما يندرج هذا الحجب في سياق الحملة القمعية التي يمارسها نظام الملالي وسعيه لتغييب الحقائق والوقائع عن الشعب الإيراني، حيث يمارس النظام الإيراني حصاراً مشدداً على مواقع الإنترنت وكذلك وسائل التواصل الاجتماعي، منذ انتفاضة الحركة الخضراء عام 2009م إثر إعادة انتخاب الرئيس الإيراني الأسبق أحمدي نجاد، الذي أثار انتخابه الجدل في أوساط الشعب بسبب تشكيكهم في صحة فرز الأصوات والتي أسفرت عن قيام قوات الأمن بتنفيذ حملة اعتقالات واسعة طالت الآلاف من النشطاء ورواد المواقع الإلكترونية. الجدير بالذكر أن ناطق نوري المتحدث باسم مجلس الخبراء الإيراني رئيس لجنة التفتيش في مكتب مرشد الثورة، قد حذر في وقت سابق من المواقع السعودية الناطقة بالفارسية خصوصا "واس فارسي" و"الإخبارية فارسي" بعدما استطاعت هذه المواقع الوصول للقارئ الفارسي الذي احتكره الإعلام الفارسي لسنين طويلة. يشار إلى معالي وزير الثقافة والإعلام د. عادل بن زيد الطريفي أطلق مؤخرا موقع قناة الإخبارية باللغة الفارسية والذي يحاول أن يبني جسور التواصل مع الناطقين باللغة الفارسية من خلال طرح قضايا ونشر أخبار وتقارير صحفية خاصة بهذه الشعوب وما تعانيه من فقر وفساد وتدهور شامل في الأقاليم التي يعيشون فيها، فيما تعكف هيئة الإذاعة والتلفزيون نحو إصدار قناة الإخبارية السعودية بعدة لغات، وإحدى تلك اللغات التي يتم التدريب عليها داخل وزارة الثقافة والإعلام اللغة الفارسية والتي من المنتظر الإعلان عن انطلاقها قريباً.