موقفان شهدهما الأسبوع الفارط أكدتا من دون أدنى شك أن هناك شلة ممن امتهنوا الإعلام وامتطوا الكتابة لا يبحثون عن العدل ولا تهمهم الحقيقة وآخر ما يفكرون فيه هو المهنية واحترام الآخر، الأول كشفتهم فيه تغريدات رئيس الاتحاد السعودي للكرة الطائرة المسيئة والمليئة بالإسقاطات على ناد سعودي ورجال خدموا الكرة السعودية، تلك التغريدات التي لا يقرها عاقل ولا يتجاهلها رجل رشيد، والغريب أن هؤلاء المتلونين من أقزام الإعلام هم من فتحوا المساحات فضائياً وعلى أوراق الصحف مطالبين بمعاقبة أعضاء لجان على تغريدات قديمة لهم، بينما اختبأوا في الظلام والتزموا الصمت تجاه تغريدات رئيس الاتحاد، وتأكيداً على تبنيهم لثقافة الضجيج هاجموا رؤساء لجان لم يثبت بأنهم اساءوا يوماً لشخص أو كيان طوال تاريخهم الرياضي فقط لأنهم يعملون بمبدأ الحياد ولا تؤثر فيهم ضغوط المتعصبين. والموقف الثاني والذي كشف ألاعيبهم بجلاء فهو قرار الاتحاد السعودي لكرة القدم بتأجيل مباراتي الهلال والفيصلي والاتحاد والجيل ضمن مسابقة دوري الأمير فيصل بن فهد الأولمبي، فعلى الرغم من أن التأجيل جاء بعد طلب الأندية الأربعة إلا أن عاصفة الهجوم وسهام النقد الجائر اتجهت للاتحاد السعودي متهمة إياه بمجاملة الهلال ولم تتطرق لتأجيل المباراة الأخرى، بل أن اتهاماتهم زادت عن حدها بسرد تبريرات خاطئة اخترعتها أهدافهم السيئة حينما ادعوا بأن التأجيل سببه تواجد لاعبين في الفريق الأولمبي في معسكر الفريق الهلالي الأول في الوقت الذي ظهر فيه اداري الفيصلي إعلامياً وأكد أن الموافقة على التأجيل وصلتهم قبل معسكر الهلال. تلك المواقف المتتالية تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن الإعلام الرياضي ابتلي بشلة لا هم لها إلا تحقيق مصالحهم الخاصة والأسوأ أن تقع صحف رسمية في الخطأ ذاته فتنتقد تأجيل مباراة وتتجاهل تأجيل المباراة الأخرى، وكأن الأمر بالنسبة لهم حرب معلنة على فريق واحد، لا تعنيهم فيها المهنية ولا يهمهم كشف العقلاء لنواياهم السيئة. والأمل في أن ممارساتهم باتت منبوذة من قبل الجميع وتصرفاتهم أصبحت مدعاة للسخرية ولم يتبقَ إلا أن يلفظهم الوسط الرياضي ويخرجوا منه دون رجعة. ثانية "لا يمكن أن تكون العدالة لطرف واحد، وإنما لكلا الطرفين". إلينور روزفيلت