في 1/1/1400 ه الموافق 20 نوفمبر 1979 اقتحمت الحرم المكي الشريف مجموعة مسلحة يتجاوز عددهم 100 فرد يقودهم الهالك جهيمان بن سيف العتيبي وبجانبه شقيق زوجته محمد عبدالله القحطاني الملقب ب-بالمهدي، طلب جهيمان من المصلين مبايعة القحطاني مدعياً أنه المهدي المنتظر وقد أحدث احتلال الحرم صدمة أليمة وموجة غضب عارمة في كافة أرجاء العالم العربي الإسلامي، وكانت على نفوس الشعب السعودي أشد وقعاً وإيلاماً، توقفت بعد حادثة الحرم الأنشطة الثقافية وتقلصت البرامج الترفيهية التي كانت تعرض من خلال قنوات التلفزيون، وتركت تلك الحادثة صمتاً مريباً و فراغاً ثقافياً وأدبياً وترفيهاً كرس التململ والتراجع في كثير من البرامج التي كانت مقررة لها المضي إلى الإمام في ومواكبة العصر ومتطلباته، وأخذت التساؤلات الصامتة تصطدم بجدار الحدث الذي لم يكن بالحسبان وقوعه، فتحت تلك الحادثة باباً ولج منه الصحويون والمتربصون الذين ملأوا مكتبات التسجيلات السمعية بالأشرطة التي تكرس لأحاديث الغيبيات، وماجاء في بعض الكتب من أشراط الساعة مثل كتاب الملاحم والفتن وماشابه ذلك من الأحاديث الملتبسة والضعيفة التي قال عنها الفقهاء: إنه لايصح الاعتداد بماورد فيها من أقوال، تركت هذه الزوابع الأبواب مشرعة للمدعين واحتدم الجدل بين أصحاب المذاهب الفقهية المختلفة وتوسعت دوائر الخلاف غذتها جهات ونمت الأحقاد فيها حتى أصبح التطرف جيشا أقوى من الجيوش النظامية وأشد ضراوة.