تمر علينا هذه الأيام الذكرى الثانية لمبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وهي مناسبة عزيزة ومهمة في تاريخ المملكة العربية السعودية كون هذا العهد دشّن مرحلة جديدة من مراحل التطور والرقي، وشكل نقلة نوعية في مسيرة التنمية والبناء. هي ذكرى مختلفة لما اشتملت عليه من حزم وعزم وبناء، نجدد فيها الولاء، ونعلن فيها الفخر بملك أرسى فينا دعائم وطن مستقر تعلو به أيادي الإصلاح والنهضة من جهة، وتقطع دابر أعداء يتربصون بالوحدة واللحمة الوطنية من جهة أخرى.. عامان حافلان بالتحديات والإنجازات التي تثبت للعالم دوماً أن الشعب السعودي على قلب رجل واحد؛ ولاؤه لله، ثم للمليك والوطن.. فالثقة بين القيادة والمواطن أصبحت قوية؛ فكل فرد أصبح جندياً ومدافعاً عن الوطن.. لأن سلمان الحزم جعلنا نشعر بذلك.. عامان مليئان بالإنجازات وبالكرامة، أعادا لأمتنا الهيبة ولمملكتنا ثقلها الديني والسياسي والاجتماعي، وجعلانا نفخر بكل قرار يتخذ لأننا نعرف أنه لصالح وطننا وأمتينا العربية والإسلامية، نفخر أن بلدنا يقود العالم الإسلامي بتحالفاته القوية.. عامان يحق لنا فيهما الفخر بوطن فرض هيبته.. بدءاً من القرار الشجاع والحكيم والأبرز في هذا العهد وهو انطلاق عاصفة الحزم لأجل وضع الأمور في نصابها، ووقف أي استفزاز أو تهديد لأمن المملكة والمنطقة من قبل القوى الطامعة، وحماية أرض الحرمين الشريفين من كل متربص أو طامع.. ثم أتى التحالف الإسلامي ضد الإرهاب، الذي أعاد للأمة الإسلامية قوتها وعزتها.. عامان يحق لنا فيهما الفخر بوطن وقف أمام جميع الظروف الدولية.. وصمد أمام كل المتغيرات الاقتصادية.. وصنع مستقبلاً لأبنائه ببرامج تنموية لتكون «تحوّلاً « جديداً يلبي الطموحات والآمال.. فما برنامج التحول الوطني 2020 ورؤية المملكة 2030 إلا خارطتا طريق للمستقبل -بإذن الله-، تعززان مكانة الوطن على كل المستويات، وتحققان للجيل القادم آفاقاً رحبة من الإبداع والمشاركة في بناء الوطن. نسأل الله أن يمد في عمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ويمتعه بالصحة والعافية، ويحفظ لنا سمو ولي العهد الأمين وسمو ولي ولي العهد، ويحمي بلادنا من كل مكروه ويديم عزها وأمنها واستقرارها ورخاءها.