سهرت عروس البحر الأحمر "جدة" حتى ساعات الصباح الأولى على أهزوجة الاتحاديين "جدة أتي وبحر"، بعدما نثر "العميد" افراحه الكبيرة وتجلى في "ديربي" جدة وقدم واحدة من أفضل مبارياته في المواسم الأخيرة إن لم تكن الأفضل على الإطلاق، وسجلت روحه حضوراً لافتاً ورجحت إلى جانب المستوى الفني المميز كفة "العميد"، لتصبح فرحة أنصاره فرحتين، بالفوز على الغريم التقليدي والوصول إلى نهائي كأس ولي العهد للمرة 12 في تاريخه، وتزامنا مع الاحتفال بمرور 90 عاماً على تأسيسه وهو الحدث الذي سيحتفل به انصاره بعد أيام بحضور أتليتكو مدريد الأسباني. واجاد المدرب التشيلي لويس سييرا الذي وضع حداً لهيمنة الأهلي على لقاءات "ديربي" جدة في الآونة الأخيرة في دراسة حامل لقب الدوري والكأس والسوبر، وتفوق على نظيره السويسري كريستيان غروس، وبرهن على أنه من المدربين "العباقرة"، بعد رسم التكتيك الذي جعل لاعبيه يحجبون قدرات الأهلاويين ويحولونهم إلى ضيوف شرف باستثناء فترات من الشوط الثاني، ونالوا على اثر ذلك انتصاراً مستحقاً ومثيراً 3-2، ولا يمكن إغفال العمل الكبير لإدارة "العميد" برئاسة المهندس حاتم باعشن، إذ استطاعت الإدارة أن تهيئ الفريق حتى تجاوز أزمة خصم نقاطه من الاتحاد الدولي "FIFA". وبذلك يواجه النصر في نهائي كأس ولي العهد بعد مباراة مثيرة شهدها ملعب مدينة الملك عبدالله الرياضية بجدة وسط حضور جماهيري غفير آزر الجانبين من البداية وحتى النهاية. وعلى الرغم من الخسارة المؤلمة إلا أن الأهلاويين صفقوا لفريقهم بعد قدرته على العودة إلى المباراة، لكن الجماهير نفسها ارتكب خطأ سيحمل خزينة النادي غرامة مالية من لجنة الانضباط باتحاد القدم بعد أن تجاوزوت النص بقذف لاعبي الاتحاد بعلب المياه اثناء فرحتهم بالهدف الثاني، إذ اصابت إحدى العلب ظهر المهاجم فهد المولد. وحملت الدقيقة 28 هدف المهاجم التونسي أحمد العكايشي بعد أن تلقي كرة عرضية مثالية من المدافع عوض خريص غمزها بقدمه في الشباك، ولم يترك لاعب الوسط المصري محمود عبدالمنعم كهربا مجالاً للأهلاويين للإفاقة من صدمة الهدف إذ استغل "هدية" العكايشي ولعبها بطريقة رائعة في أقصى الزاوية استقرت في الشباك هدفاً ثانياً للاتحاد "38". الشوط الثاني دخله الأهلي بشكل مختلف ويبدو أن غروس قرأ الاتحاد جيداً وهو ماساهم في سيطرة "خضراء" اعادته للمباراة وإحكام القبضة على وسط الملعب، ومع تراجع الاتحاديين بهدف المحافظة على تقدمهم بهدفين استطاع لاعب الوسط اليوناني ايوانيس فيتفا أن يضرب الدفاع بكرة لعبها ساقطة خلف المدافعين وصلت للمهاجم الهداف السوري عمر السومة الذي مارس هوايته وسددها قوية في الشباك هدفاً اول وهو الهدف رقم 200 له بشعار الأهلي "72"، وماهي إلا خمس دقائق حتى اشعل السومة المدرجات الأهلاوية وأكد على صحة مقولة أن نتيجة 2-صفر هي الأخطر في عالم كرة القدم بتسجيله هدف التعادل من ركلة جزاء احتسبها الحكم محمد الهويش وسط احتجاجات اتحادية على قراره "77"، وحملت آخر دقيقة في المباراة خبراً ساراً للاتحاديين من بطولة نجم الفريق المهاجم فهد المولد الذي نفذ كرة ثابتة مخادعة سكنت في المرمى هدفاً ثالثاً "90".