مع إعلان الموازنة العامة للدولة الخميس الماضي والحديث عن رفع أسعار الطاقة الكهربائية بعد عدة أشهر، وجدت من المناسب تخصيص مقال اليوم عن تجربة حدثت معي قبل عدة سنوات في أستراليا حيث عانيت وقتها من ارتفاع فاتورة الكهرباء، وحرصت على تغيير شركة الكهرباء لثلاث مرات على أمل تخفيض قيمة فاتورة الكهرباء، وفي كل مرة أنجح في الحصول على تخفيض أقل من الشركة التي تسبقها ولكن ظلت قيمة الفاتورة مرتفعة! قررت لتجنب الأعباء المالية المترتبة على الفاتورة دراسة طرق ترشيد استهلاك الكهرباء، وبعد البحث وجدت ان الإشكالية التي وقعت فيها هي نوعية مصابيح الإضاءة في المنزل، حيث كانت من نوع رخيص واستهلاكها للكهرباء مرتفع. كانت نوعية الإضاءة في المنزل من نوع هالوجين، وبلغة الكهرباء التي تعلمتها بسبب ارتفاع قيمة الفاتورة فاستهلاك المصباح الكهربائي يقارن بعدد الواط الذي يستهلكه المصباح وحجم الإضاءة التي يصدرها (الشمعة)، ومصابيح الإضاءة التي كانت في منزلي من نوع الهالوجين ويستهلك 100 واط لينتج 1800 شمعة فضلا عن عمرها الافتراضي المحدود والذي يصل إلى ألفي ساعة فقط، وفي المقابل وعلى الجانب الآخر مصابيح الإضاءة من نوع (LED)، فاستهلاك المصباح الواحد 11 واط فقط ويولد ألف شمعة وعمرها الافتراضي يصل إلى 15 ألف ساعة، أي أن فارق استهلاك المصباح الواحد فقط يصل إلى 89 واط، ولكم أن تتخيلوا الفرق في حجم استهلاك الطاقة على مستوى المنزل من مجرد تغيير نوع الإضاءة. في المملكة هناك عوامل أخرى تلعب دورا منها العزل الحراري في المنازل وكذلك التكييف واستهلاكه للكهرباء وغيرها من الأجهزة الكهربائية، وقد تحقق توفير أكبر من الترشيد من استهلاك الإضاءة ولكنها بحاجة إلى دراسة حول حجم التكاليف المترتبة على مثل هذه التغيرات، وفي المقابل فدراسة نوعية المصابيح المتوفرة في المنزل ومقارنتها بمصابيح أقل استهلاكا قد تكون خيارا أسرع لا سيما وأن بعض الدراسات تشير إلى أن استهلاك المصابيح يشكل 30% من إجمالي استهلاك الكهرباء في المنزل ومصابيح (LED) أقل استهلاكا للكهرباء بمقدار يصل إلى 80% من أنواع المصابيح الأخرى.