استراتيجية سابك ترمي إلى أن تصبح أكثر عالمية وتميزاً في تقديم منتجاتها جعلت "سابك" الاستدامة ضمن أهم العناصر التأسيسية لرؤيتها لعام 2025م، التي تُعد استراتيجية شاملة ترمي إلى ضمان تحقيق هدفها لتصبح أكثر عالمية وتميزاً في تقديم منتجاتها، وأكثر تكاملاً في عملياتها، الأمر الذي يُمكنها من تلبية الاحتياجات المتجددة للأسواق والمجتمعات المحلية والأطراف الأخرى ذات العلاقة، وفي ذات الوقت، يسمح لها بمواصلة تحقيق مردود تجاري عالٍ، والإسهام في تحسين مستوى المعيشة في جميع أنحاء العالم. وتُشكل الاستدامة جانباً مهماً في جميع قطاعات أعمال "سابك"، ويُعزز مواصلة التحسن في هذا الجانب تحديد أهم الإنجازات والأهداف، وتتبع مؤشرات الأداء الرئيسة. ويُركز هيكل حوكمة الاستدامة بالشركة على تحديد مخصصات من الموارد لنشر خبرات الاستدامة، والثقافة الملهمة، والأفكار المبتكرة، ما يُسَرّع وتيرة التغيير، وفي ذات الوقت يؤدي إلى مشاركة التقدم المحقق بشكل شفاف. وتحرص الشركة في كافة عملياتها على الالتزام بالكفاية في استخدام الموارد الطبيعية المحدودة، وتقليص التأثيرات المحتملة لتغير المناخ، وتطمح لأن تكون الشركة الرائدة في مجال ترشيد الطاقة التشغيلية، والحد من كثافة انبعاثات الغازات الدفيئة، وبناء وتشغيل أكثر المصانع استدامة وكفاية. وتؤدي الاستدامة إلى رفع مستويات الربحية، كما تحد من احتمالات التعرض للمخاطر على المدى الطويل، وتهيئ الشركة لإيجاد قيمة عالية معززة من خلال بناء الموارد الاقتصادية والطبيعية والبشرية والاجتماعية، لا سيما بعد جعل الاستدامة عماد أعمالها، و"سابك" على يقين بأن هذا الجهد يستحق العناء، كون الاستدامة توفر مساراً توجيهياً ورافداً حيوياً يُمكّن الشركة من ابتكار وتوفير حلول الغد. وأطلقت "سابك" عام 2015م مبادرتها التحولية لتعزيز استراتيجيتها لعام 2025، ساعيةً من خلالها لأن تكون الشركة العالمية الرائدة المفضلة في مجال الكيماويات. وتأتي هذه المبادرة الجديدة لتحقيق مزيد من المرونة والفعالية من حيث التكلفة، وجعل الشركة أكثر استعداداً للعمل في بيئة سريعة الحركة والتغير. كما نظّمت هذه المبادرة التحولية أعمال الشركة للتركيز على المنتجات الأساسية والمتخصصة بشكل أكبر، والعمل بشكل أفضل لمواجهة التحديات الخاصة بها ممثلةً في إيجاد مواد خام مبتكرة، ولتلبية متطلباتها المتعلقة بتأسيس المشاركات التعاونية. كما تُسهم هذه المبادرة مع الاستدامة في جعل موارد الشركة أكثر تركيزاً على الزبائن، ما يُمكّن من إيجاد حلول تلبي بشكل وثيق مع احتياجاتهم. وتتعامل "سابك" مع جهات مختلفة من الأطراف ذات العلاقة التي تتأثر بأعمالها، نظراً لكونها من أكبر شركات البتروكيماويات في العالم، وتنتشر مواقعها في نحو خمسين بلداً، ومن ثم تتعاظم أهمية التواصل مع هذه الجهات لتتمكن الشركة من فهم احتياجاتهم المتغيرة وتلبية متطلباتهم، حيث يُعد ذلك أمراً جوهرياً لاستراتيجياتها وتوسعات أعمالها. اتخذت "سابك" بعض الخطوات الريادية لمشاركة الأطراف ذات العلاقة خلال الفترة الماضية، وشمل هذا الأمر مشاركة "سابك" في عدد من الفعاليات البارزة، بما في ذلك مؤتمر الأممالمتحدة لتغير المناخ "مؤتمر الأطراف 21" في باريس، و"مؤتمر الأطراف 22" في مراكش، حيث عرضت الشركة مبادرات استثماراتها في التقنيات والحلول المستدامة، وهي مبادرات ملهمة تسهم في خفض الانبعاثات في المملكة وخارجها ، وألقت أضواءً على مشروعها الجديد الذي يجمع ويستخدم ثاني أكسيد الكربون، كما عرضت منتجاتها التي تسهم في الحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون ، مثل حلول النقل الخفيف الرائدة. كما حضرت "سابك" وبشكل مميز "المنتدى القيادي لعزل الكربون"، وهو مبادرة دولية تتعلق بتغير المناخ، تركز على تقديم تقنيات فعّالة من حيث التكلفة؛ لجمع واستخدام وتخزين ثاني أكسيد الكربون، وتلقت "سابك" شهادة تقدير في هذا المنتدى نظير المشروع القائم في الجبيل الذي يتولى جمع واستخدام ثاني أكسيد الكربون. وأنجزت "سابك" في عام 2015 مشروعاً جديداً مبتكراً وفريداً من نوعه، ارتبط تأثيره بعدة مواقع ومصانع، ويقوم على تحويل ثاني أكسيد الكربون الناتج من أحد مواقع الشركة إلى منتجات ذات قيمة يمكن استخدامها من قبل مصانع أخرى. سوف يسهم هذا المشروع – بمشيئة الله – في تحقيق تحسن كبير في كفاية استخدامنا للموارد ويؤدي في الوقت ذاته إلى خفض كثافة غازات الدفيئة المصاحبة لعملياتنا، هذا علاوة على تحسين الأداء الاقتصادي. يحفزنا هذا المشروع على تقديم حلول مماثلة يمكنها مساعدتنا في بناء مستقبل مستدام لكوكبنا. وضعت "سابك" - منذ المراحل الأولى لبرنامج الاستدامة - معياراً لقياس هدر المواد، يعينها على الحد من الانبعاثات المؤثرة على البيئة، وإبداع سُبل مبتكرة لاستخدام الموارد بشكل أكثر كفاية، وانصب محور تركيزها على رصد أهم الفرص للحد من هدر المواد أثناء عملية التصنيع، بما في ذلك إطلاق المواد التي يشكل فيها الكربون مكوناً رئيساً، مثل ثاني أكسيد الكربون. وتستثمر "سابك" العلاقات التكاملية بين شركاتها وعملياتها التصنيعية من خلال مشاركة منتجاتها الثانوية والمواد الناشئة عن عملياتها التصنيعية، مثل ثاني أكسيد الكربون، مع منشآتها المتعددة القريبة من بعضها البعض في المملكة. وتحتل الشركة المركز الأول في قائمة كبريات الشركات العالمية المنتجة لمادة جلايكول الإيثيلين، وتنتج عن عمليات تصنيع هذه المادة كميات مركزة من ثاني أكسيد الكربون، كانت تنبعث في الهواء قبل جمعها مؤخراً وتنقيتها لاستخدامها مادة لقيم بمواقع التصنيع القريبة، ما يعزز كفاية استخدام الموارد بشكل تكاملي بين الشركات التابعة. استهدفت الخطوة الأولى لاستثمار هذه الفرصة تفعيل فكرة مبتكرة في شركة "المتحدة" التابعة بمدينة الجبيل الصناعية، وهي من الشركات الرائدة في إنتاج جلايكول الإيثيلين، حيث شيدت "سابك" وحدة تنقية ثاني أكسيد الكربون الناتج عن العمليات التصنيعية في "المتحدة"، إحدى شركات "سابك"، لإنتاج غاز نقي يلبي حاجات قطاعات الأغذية والمشروبات والصناعات الطبية وغيرها. ويُعد المصنع الجديد -الذي بدأ العمل في "المتحدة" عام 2015- الأكبر في مجاله عالمياً بطاقة سنوية تبلغ 500 ألف طن متري من ثاني أكسيد الكربون . كما يُعتبر أيضاً أكبر مشروع للاستدامة يُنفَّذ من خلال التعاون المشترك بين مواقع "سابك" التصنيعية العديدة. وتمثلت الخطوة الثانية في تمكين المواقع التصنيعية القريبة من المشاركة والاستفادة عبر بناء شبكة لنقل ثاني أكسيد الكربون النقي إلى مواقع الشركات التابعة القريبة، لاستخدامه في تصنيع منتجات متنوعة مثل اليوريا، والميثانول الكيماوي، والهكسانول الإيثيلي، وغيرها.