أعلنت وزارة الداخلية التونسية عن القبض على خلية إرهابية مكونة من ثلاثة عناصر على علاقة بالإرهابي انيس العامري منفذ هجوم الدهس بشاحنة في العاصمة الألمانية برلين. وقالت الداخلية في بيان "إثر توفر معلومات لدى إدارة الاستعلامات والأبحاث للحرس الوطني بالعوينة وبالتنسيق مع فرقة الأبحاث والتفتيش بفوشانة ولاية بنعروس، تمّ يوم أمس (الجمعة) الكشف عن خلية إرهابية تتكون من ثلاثة عناصر تتراوح أعمارهم بين 18 و27 سنة"، بحسب وكالة تونس افريقيا للأنباء (وات). وتواصل السلطات الألمانية السبت تحقيقاتها في اعتداء برلين غداة مقتل العامري، وتبحث في هذا الإطار عن شركاء محتملين قد يكونون ساعدوه في الوصول الى إيطاليا على الرغم من اجراءات اجهزة الشرطة في البلاد. وقالت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل إن "الخطر الإرهابي ما زال قائما". واكد وزير الداخلية توماس دي ميزيير أن "التهديد الإرهابي يبقى مرتفعا في ألمانيا". وصرح رئيس نيابة مكافحة الإرهاب بيتر فرانك الجمعة "بالنسبة لنا الآن، من المهم جدا تحديد ما اذا كانت هناك خلال الاعداد (لاعتداء على سوق في عيد الميلاد) والتنفيذ، شبكة دعم، شبكة مساعدة، شركاء او اشخاص ساعدوه". ويفترض أن يعيد المحققون الآن بناء المسار الدقيق لرحلة التونسي انيس العامري من برلين الى ميلانو، كما قال فرانك. وتتساءل الصحف الألمانية كيف تمكن من مغادرة ألمانيا على الرغم من انتشار الشرطة. كما بدأت تطرح تساؤلات عن الاجراءات الامنية التي اتخذت بعد الاعتداء. وقالت الشرطة الإيطالية إنه عبر فرنسا ليتوجه الى ميلانو حيث قتله شرطي ليل الخميس الجمعة خلال تدقيق في الهويات بالقرب من محطة للقطارات في المدينة بعدما اطلق النار على رجال شرطة واصاب احدهم بجروح طفيفة. وذكرت وسائل اعلام ألمانية ان المحققين عثروا في حقيبته على بطاقة قطار تشير الى انه استقل القطار من شامبيري في شرق فرنسا ومر بتورينو قبل أن يصل ليلا الى ميلانو. في باريس، صرح المدير العام للشرطة الوطنية الفرنسية جان مارك فالكون في مقابلة تنشر السبت إن المحققين الفرنسيين يعملون "يوميا مع الأجهزة الألمانية، وحاليا مع الأجهزة الإيطالية". وقال فالكون إن ادارة مكافحة الإرهاب في الشرطة الفرنسية "ابلغت بالقضية وتقوم بعمليات تحقيق متقدمة"، موضحا ان "الامر يتعلق بتحديد ما اذا كان هذا الإرهاب قد مر خلال رحلته عبر اراضينا". مخطط هجوم في أريزونا اعتقلت السلطات في ولاية أريزونا الأميركية رجلا وصفته بأنه متشدد معروف بتهمة التخطيط لهجوم منفرد على نهج هجمات تنظيم "داعش". وذكر مسؤولون في مكتب التحقيقات الاتحادي (إف.بي.آي) كما أشارت وثائق في محكمة بالولاية إلى أن الرجل يدعى ديريك ريموند تومسون ويبلغ من العمر 30 عاما وأنه من فينيكس. وقالوا إنه وجه له اتهامان بارتكاب جنايتين وهما مساعدة تنظيم إجرامي وإساءة التصرف فيما يتعلق بالسلاح وهو اتهام بني على أساس أفعال قام بها منذ يوليو 2014 على الأقل. وقال مسؤولون إن تومسون -المعروف أيضا باسم أبو طالب الأميركي- احتجز في سجن في مقاطعة ماريكوبا بعد أن اعتقله ضباط المخابرات يوم الثلاثاء في إطار مهمة لقوة التدخل المشتركة لمكافحة الإرهاب التابعة لمكتب التحقيقات الاتحادي. وهو محتجز لحين دفع كفالة قدرها 100 ألف دولار. ولم تحدد الوثائق المقدمة للمحكمة هدفا لتنفيذ الهجوم. وقال مسؤولو المخابرات إن التحقيق مستمر لكن ليس هناك دلائل تشير إلى تهديدات إضافية. وقال ضباط المخابرات في الوثائق التي قدمت إلى المحكمة يوم الخميس إن تومسون حاول شراء سلاح نصف آلي عبر الإنترنت في يناير 2015 على الرغم من عدم السماح له قانونا بالحصول على سلاح بسبب إدانته في جناية سابقة. وقالوا إن السبب المرجح هو أن تومسون كان يعتزم استخدام السلاح في تنفيذ هجوم منفرد في الولاية. إيطاليا تتسائل تتساءل إيطاليا السبت عما كان يفعله في الضاحية الشمالية لمدينة ميلانو، منفذ اعتداء برلين الذي كان على رأس لائحة المطاردين في اوروبا غداة مقتله في تلك المنطقة. وبالتأكيد لا يتوجه احد بلا هدف الى سيستو سان جوفاني البلدة العمالية السابقة التي لا حياة فيها ويبلغ عدد سكانها حوالى ثمانين الف نسمة. وفيها قتل انيس العامري بعدما اطلق النار على شرطيين خلال عملية تدقيق روتينية في الهويات. والمكان الذي يشكل عقدة نقل مهمة، يخضع لمراقبة خاصة من الشرطة. والمحطة التي رصده فيها رجال الشرطة عند الساعة الثالثة (02,00 ت غ) الجمعة، هي نهاية خط لقطار الانفاق ومنصة كبيرة للحافلات يعبرها يوميا عدد كبير من الاجانب. ومن هذا المكان تنطلق حافلات الى اسبانيا والمغرب والبانيا وجنوب إيطاليا. وقد رد العامري على رجال الشرطة الذين طلبوا اوراقه انه لا يحملها وانه "من كالابريا". وقال العامل المغربي الشاب عزيز لوكالة فرانس برس "اخضع لعملية تدقيق يومية هنا من قبل الشرطة عندما انزل من الحافلة". واضاف ان "المكان مقفر في الليل وهذا يمكن ان يفسر نجاح الدورية في رصد شخص بمفرده". ونقلت صحيفة لا ستامبا عن محققي مكافحة الإرهاب في ميلانو أن العامري وصل بالقطار من فرنسا وتحديدا من شامبيري. ويبدو انه امضى ثلاث ساعات في تورينو حيث يدقق المحققون في تسجيلات كاميرات المراقبة لمعرفة ما اذا كان تحدث الى اي شخص. لكن في اللقطات المتوافرة لديهم حتى الآن، لم يتصل باحد. بعد ذلك، وصل عند الساعة الاولى (00,00 ت غ) الجمعة الى محطة ميلانو المركزية للقطارات ومنها توجه الى سيستو سان جوفاني. هل الهدف كان لقاء اعضاء في شبكة ما؟ او البحث عن اوراق هوية جديدة ليغادر اوروبا؟ او الانتقام لاربع سنوات امضاها في السجن في صقلية بعدما احرق مدرسة في 2011؟ يكتفي المحققون في مكافحة الإرهاب حاليا والذين تنقل وسائل الاعلام الايطالية تصريحاتهم، بعرض فرضيات مشيرين في الوقت نفسه الى ان سيستو سان جوفاني التي كانت "ستالينغراد ايطالية" بسبب نفوذ الحزب الشيوعي فيها، اصبحت مدينة متعددة الثقافات وتضم جالية مسلمة كبيرة. هل كان لديه موعد مع شخص ما؟ اكد قائد شرطة ميلانو انطونيو دي ييسوس امام الصحافيين ان انيس العامري "لم يكن لديه اي صلة مع مسجد سيستو". وقال توماسو تريفولو الذي يقيم في البرج الواقع قبالة محطة القطارات ورأى سيارة الاسعاف تصل بعد تبادل اطلاق النار، ان هذا الوجود للمسلمين يثير قلقا "لدى البعض". وبالتأكيد اجرت إيطاليا تحقيقات حول شبكات مؤيدة للمتطرفين لكن بضع عشرات من الايطاليين فقط التحقوا بتنظيم "داعش" في سوريا او العراق. تمكن الرجل الذي كان على رأس لائحة المطاردين في اوروبا من الوصول بهدوء وهو مسلح الى إيطاليا، وهذا لا يطمئن الايطاليين. واعترف المسؤول في الشرطة دو اييزو بانه "كان يمكن ان ينفذ اعتداءات اخرى"، وتحدث عن "هارب خطير جدا". وقد كان لديه في حقيبة الظهر التي كان يحملها مسدس جاهز للاستخدام كما تبين عندما اطلق النار على رجال الشرطة. وقال عدد من سكان سيستو سان جوفاني التقتهم وكالة فرانس برس انهم مطمئنون. لكن احدهم ويدعى فرانشيسكو ميكالي رأى ان رجال الشرطة الذين قتلوا انيس العامري وتعتبرهم البلاد ابطالا "حالفهم الحظ". واضاف "يمكن بالتأكيد أن يقع اعتداء في إيطاليا كما في فرنساوألمانيا وإسبانيا".