أطلقت مؤسسة النقد العربي السعودية (ساما) في حفل رسمي يوم الثلاثاء الماضي الموافق 13 كانون الأول (ديسمبر) الجاري، تصاميم الإصدار السادس من العملة الوطنية بنوعيها المعدني والورقي في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -يحفظه الله-. تميز هذا الإصدار بتركيزه على إظهار العمق الإسلامي والثوابت الدينية والتاريخية، التي تنعم بها المملكة العربية السعودية، حيث تصدرت صورة المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله- وجه ورقة فئة الخمس مئة ريال (أعلى فئات الإصدار الورقي)، وصورة الكعبة المشرفة، في حين طبع على ظهر العملة صورة للمسجد الحرام بمكة المكرمة، كما وظهر على وجه العملة من فئة المئة ريال (ثاني أعلى فئات الإصدار الورقي)، صورة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-، وصورة للمسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة بوجه وخلف العملة. كما تميز الإصدار السادس للعملة السعودية الجديدة، بإظهاره لتراث وتاريخ المملكة الجميل في عهد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله-، حيث قد أظهر وجه العملة الورقية من فئة ال عشرة ريالات صورة لقصر المربع، الذي يُعد إرثا تاريخيا ولا يزال متميزاً منذ عهد المؤسس، لاسيما وأنه يمثل طراز العمارة والهندسة النجدية الجميلة خلال فترة بناء القصر ما بين الفترة 1936- 1938، وكونه يمثل أيضاً أحد القصور التاريخية الواقعة بمدينة الرياض، وأحد أهم عناصر مركز الملك عبدالعزيز التاريخي من الناحية التاريخية. وتميز الإصدار السادس للعملة كذلك، بإظهاره لصور ومعالم حضارية عكست التطور الاقتصادي والنهضة الحضارية الشاملة التي تشهدها المملكة، حيث على سبيل المثال، قد ظهرت صورة لمركز المك عبدالله المالي بمدينة الرياض بخلف فئة ال عشرة ريالات. وإضافةً إلى ما تضمنه الإصدار من صور ومعالم دينية وتراثية وحضارية قيمة للمملكة، فقد روعي في تصميم مختلف الفئات الورقية والمعدنية الجوانب الجمالية، وذلك من خلال إضافةِ ألوان متناسقة وجذابة، وزخارف هندسية فريدة مستوحاة من التراث المعماري الإسلامي. وأما من ناحية المواصفات الفنية ومستوى توافر الأمان في الأوراق النقدية لهذا الإصدار ضد التزييف والتزوير، فقد حرصت مؤسسة النقد العربي السعودي، على إنتاج الإصدار الورقي للعملة بمواصفات فنية أمنية عالية المستوى تواكب أحدث المستجدات في هذا المجال، حيث على سبيل المثال، تضمنت الأوراق النقدية للشريط الأمني ثلاثي الأبعاد، الذي يُعد من أحدث العلامات الأمنية العالمية المستخدمة حالياً في عملات العديد من دول العالم، كالولايات المتحدةالأمريكية وبريطانيا. ورُوعي كذلك في الإصدار الجديد الجانب الاقتصادي المرتبط بإصدار العملات، بحيث يقلل ذلك بقدر الإمكان من التكلفة الاقتصادية المرتبطة بسك وطباعة العملات الورقة والمعدنية، والتي تتراوح تكلفتها على مستوى دول العالم ما بين 1-3 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي للدولة. ولمراعاة هذا الجانب، فقد عَمدت المؤسسة في الاصدار الجديد إلى استخدام نوعية من الورق وتقنيات من الطباعة تساعد على إطالة العمر الافتراضي للورقة النقدية الذي عادة ما يتراوح مابين 12 – 18 شهرا، إضافة إلى إيجاد نوع من التوازن في الإصدار بين العملتين المعدنية والورقية، خاصة من فئة ما دون الخمسة ريالات الورقية، وهي الممارسة المعتادة في العديد من الدول، والذي بناء عليه تقرر إصدار فئة نقدية معدنية جديدة للتداول قيمتها ريالان واستبدال إصدار الريال الورقي بعملة معدنية، حيث قد أثبتت التجربة العملية ارتفاع تكلفة الريال الورقي، لاسيما وأن عدده في التداول يمثل نصف عدد كافة الفئات الورقية الأخرى مجتمعة المتدوالة في النظامين المالي والنقدي. أخيراً وليس آخراً، تضمن الإصدار الجديد لعلامات بارزة على أطراف الأوراق النقدية تساعد المكفوفين على التعرف على فئات الإصدار. دون أدنى شك، أن الإصدار الجديد للعملة، يعكس عراقة تاريخ المملكة وتراثها الجميل وعمقها الإسلامي وحضارتها الحديثة، ولكن وعلى الرغم من ذلك لربما الأمر يتطلب خلال المرحلة القادمة من مؤسسة النقد والوسطين التجاري والمالي تعزيز ثقافة استخدام العملة المعدنية بفئاتها المختلفة أسوة بما هو معمول به ومطبق بمعظم دول العالم المتقدم، نظراً لفوائدها الاقتصادية والتجارية العديدة من حيث طول العمر الافتراضي الذي يتراوح ما بين 20 – 25 عاماً، وفعاليتها كوسيلة دفع وتداول وتسوية لقيمة السلع والخدمات منخفضة القيمة.