كسب مدرب النصر زوران ماميتش "كرواتي" الرهان، وأثبت للإدارة برئاسة الأمير فيصل بن تركي بأنه يسير في الطريق الصحيح، بعدما استطاع انعاش المدرجات الصفراء بإعادة الفريق إلى المنافسة على لقب "دوري جميل"، وبرهن على أنه يدرك جيداً مافعله ولايزال، على الرغم من الحرب التي تعرض لها من بعض المحسوبين على النصر والأصوات الكثيرة التي ارتفعت في وقت سابق وطالبت بإقالته خصوصاً عقب الخسارة من الخليج في الجولة الرابعة، لكن هذا التعثر كان بمثابة "لقاح الانتصارات" إذ استطاع بطل الدوري قبل موسمين أن يحقق العديد من الانتصارات أبرزها على حامل اللقب الأهلي والاتحاد. وتمكن الكرواتي من رفع سقف طموحات النصراويين الذين ذاقوا الأمرين في الموسم الماضي بسبب سوء النتائج وتراجعها إلى تلك الدرجة التي استقال فيها رئيس النادي بسبب الضغوطات الجماهيرية والشرفية إضافة إلى الأزمة المالية، لكن زوران الذي لم يتجاوز ال 46 عاماً نجح في إعادة التوازن ل"الأصفر"، وقدم فريقاً مميزاً ينافس داخل المستطيل الأخضر. ماميتش الذي يقرأ خصومه جيداً ويوظف لاعبيه بطريقة مميزة تميز أيضاً بالانضباط التكتيكي والصرامة، فهو من فئة المدربين الذين لا يلتفتون إلى اسم اللاعب أو حتى شعبيته وجماهيريته، والمقياس لديه ما يقدمه في الملعب من أداء وانضباط فني، والتزام بالروح الرياضية، وما إبعاده لقائد الفريق المدافع حسين عبدالغني إلا أكبر دليل على ذلك، بسبب سوء تصرفاته وخروجه عن النص أكثر من مرة، ويُحسب له أنه لم يلتفت لمعارضيه في هذه الخطوة، وأصر على تطبيق النظام على الجميع، بمبدأ معاقبة المخطئ ومكافأة المصيب، فالقرار يعتبر بمثابة الإنذار لجميع اللاعبين، وأن من يتجاوز أو يقصر سينال ذات المصير، مهما كان اسم اللاعب أو شعبيته، ومن إيجابيات زوران منحه الفرصة للأسماء الشابة، وشاهدناه في أكثر من مواجهة يشرك المدافع عبدالرحمن الدوسري ولاعب الوسط سامي النجعي وغيرهما، فضلا عن خوضه لمباراة "ديربي الرياض" بواقعية كبيرة على الرغم من وضع فريقه وغياب بعض العناصر المهمة بسبب الإصابات. وقلة من المدربين من يقدم على هكذا خطوة، لأنها "مغامرة" تحتاج إلى رجل شجاع لديه القدرة على مواجهة الجماهير والإعلام والشرفيين وبعض اللاعبين أحياناً، فعلى سبيل المثال هناك فرق تعاني من "الشللية"، متى ما أغضب أي مدرب أحدهم ستتحد "الشلة" وتطيح به وسيجد نفسه يحمل حقائبه ويغادر إلى بلاده، خصوصاً في ظل عدم احترافية إدارات الأندية لدينا وعشوائياتها، لاسيما فيما يخص إقالات المدربين، كونه القرار الأسهل بالنسبة لأي رئيس. عموماً "نصر زوران" مختلف ، وأصبح الكرواتي يوجه رسالة لجميع إدارات الأندية بأن ثمة مدربين مميزين لا تخدمهم البدايات ويحتاجون إلى الوقت وقبل ذلك الثقة، ودعمهم في قراراتهم أياً كانت. من مصلحة الدوري السعودي أن يعود "فارس نجد" من جديد للمنافسة، لأن ذلك سيعطيه إثارة وندية، فمنذ فترة طويلة لم نشاهد الأندية الخمسة الكبار ينافسون بعضهم من أجل لقب الدوري، لكن ذلك تحقق هذا العام وبفارق نقطي لا يتجاوز الثلاث نقاط، ففي وقت سابق عاد النصر واختفى الاتحاد والهلال، ثم عاد الأهلي وغاب النصر والاتحاد، واليوم جميعهم مرشحون للفوز باللقب إلى جانب الشباب الذي يعتبر واحد من المنافسين"نقطياً".