حذر مختص في أنظمة التدريب بالمملكة المتحدة من عصابات أجنبية تستهدف الطلبة المبتعثين وتسوق لشهادات "مزورة" تحقق شروط الجامعات فيما يخص اللغة الإنجليزية للبدء في دخول المرحلة الأكاديمية. ونبه الباحث إلى أن اللجوء إلى التعامل مع تلك العصابات يعد جريمة أخلاقية، وقانونية وتندرج تحت دائرة الممارسات المخالفة للأنظمة المعمول بها في بلدان الابتعاث. تأتي هذه التحذيرات في وقت نمت فيه خلايا أجنبية عزز مبيعاتها مغتربون واجهوا صعوبة في الحصول على الدرجة المطلوبة في الاختبارات العالمية المتعارف عليها عالميا والتي من أشهرهما اختباري التوفل والأيلس. واعتبر الباحث محمد الوهيبي هذا الإجراء مخالفاً للأنظمة العالمية، وتندرج عليه عقوبات قد تطال من يتعامل مع أولئك المسوقين. موضحاً "لا أصل لتلك الشهادات والمسوقون لها هدفهم مادي"، قائلاً " أنظمة الجامعات في الخارج قوية وأي شهادة مزورة سيتم الكشف عنها، وبالتالي قد تطال الطالب عقوبات وفقاً لأنظمة البلد الذي يدرس فيه الطالب"، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن بعض الطلبة الذين لم يحققوا الدرجة المطلوبة في الفترة التي تمنحها الملحقيات الثقافية في الخارج، وكذلك بعض الطلبة الذين يرغبون في اختصار فترة الابتعاث ساهموا في تنامي الطلب على تلك الشهادات". وأضاف "المسألة لا تقف عند حد التزوير بل إن الطالب الذي يتم قبوله في الجامعة، وحتى لو تم افتراض عدم كشف الجامعة عن مصداقية شهادته فإن الدارس سيواجه إشكالية في الفهم والتخاطب مع أعضاء هيئة التدريس عند البدء في المرحلة الأكاديمية". ولفت الوهيبي إلى أن تلك الشهادات المزورة، تندرج تحت مظلة واحدة في عدة دول وتختلف ثقافات تلك الدول وبيئة العمل والرقابة، وبالتالي تصعب الرقابة عليها بشكل كامل، لذا تسهل عمليات التزوير في بعض البلدان". وقال الوهيبي "لا توجد قيود حقيقية فيما يعرف بالتجارة الإليكترونية فكل مسوق يستطيع إيصال رسالته، لذا نرى تلك العصابات تنشط بشكل متنامٍ بين أوساط المبتعثين مستهدفين حساباتهم عبر تويتر". ووفقاً للوهيبي فإن البعد الإيماني والثقافي للطالب يعتبر محورا فاصلا في قبول أو رفض الفكرة دون البحث في تفاصيل أكثر عمقاً، محذراً "لابد من مواجهة التسويق الأسود لتلك الخدمة بالتعريف والتحذير من المشاكل والتي تنتهي بتلك الخدمات من خلال وزارة التعليم والملحقيات الثقافية مرورا بالأندية الطلابية"، موضحاً "يعلم يقينا مقدم تلك الخدمات بأنها الخدمة الأولى دائما فقط.. لذا يعتمد على الإيقاع بأكبر عدد من الطلاب والتلاشي سريعا عنهم .. ليعود باسم مختلف لإعداد أدواته لصيد فريسة أخرى".