الحوار يعرف بأنه: تبادل الكلام بين اثنين أو أكثر أو أنه أسلوب تواصل حيث يتبادل ويتعاقب الأشخاص على الإرسال والتلقي وجميع التعاريف لا تخرج عن هذا الإطار وتبرز أهمية الحوار بأنواعه المختلفة في الشعر العربي القديم لتنفي عنه ذاتيته المطلقة، ذلك لأن أنسب الأساليب التي تلائم التعبير عن الأفكار في القصيدة هو الأسلوب الحواري فالحوار كالشعر لا مكان فيه للكلمة الزائدة كما أنه يتجاوز على نحو قصدي وخفي المتحاورين إلى طرف ثالث هو المتلقي. ولقد مثل الحوارية بكافة اتجاهاتها الشعرية الشاعر امرؤ القيس. ولم ينقطع الأسلوب الحواري في الشعر كونه يمثل لغة حوار صادقة بين الناس وقد تم من خلاله التوصل إلى حلول ايجابية تعود إلى احترافية الشاعر في صياغة القصيدة بشكل حواري ولهذا احتوى الشعر جملا استطاع الشاعر بها اختراق حواجز الخلاف كما تعددت أغراض الشعر بلغة الحوار إلى الجوانب العاطفية والاجتماعية ومن أمثلة ذلك قول الشاعر عبدالله بن عون: اما التفت لي وتم الوصل بمواجه والا بلا عشرة هذي نتايجها لقد جير الشاعر المتمكن خطاب القصيدة لصالحه مع حساب رضا ومشاعر الطرف الآخر كما ادخل الشاعر الطرف الثالث بأسلوب النصح والتحذير من أهل الحكي ونقل النميمة وجميعها يشترك فيها المتلقي يقول أحد الشعراء: يازين انا قلبي خفوق جزوعي ما يحتمل منك كثيرات الأعذار وهذا الأسلوب له ردوده السلبية ومنها التمهيد لمرحلة الفراق لضعف لغة الحوار والتفاهم. والمتتبع لمراحل الشعر يجد أن الشعر قام بأدوار الأخبار والتعارف وتوضيح الحالة وتصوير المشاعر مما يؤكد أن لغة الحوار لم تكن غائبة.