غادرت أولى الحافلات وسيارات الاسعاف التي تقل جرحى ومدنيين من آخر جيب في شرق حلب تسيطر عليه الفصائل المعارضة في المدينة، وفق ما افادت صحافية في وكالة الأنباء الفرنسية قرب معبر الراموسة عند اطراف حلب الجنوبية. وشاهد فريق الوكالة سيارات الاسعاف التي تقل الجرحى وخلفها الحافلات الخضراء اللون وعلى متنها مدنيون تتحرك من منطقة العامرية في جنوب شرق حلب لتعبر منطقة الراموسة باتجاه مناطق سيطرة الفصائل المعارضة في ريف حلب الغربي. وقدّر مستشار المبعوث الأممي الخاص إلى سورية يان إيجلاند عدد من سيخرجون من شرق حلب بنحو 50 ألفا، قائلاً إن معظمهم سيذهبون إلى إدلب وقد يفضل آخرون الذهاب إلى تركيا.. والأمم المتحدة مستعدة لمراقبة العملية. الأسد «محايد» مع داعش! إلى ذلك دعا رئيس المجلس المحلي للأحياء الشرقية لمدينة حلب بريتا حاجي حسن الاتحاد الأوروبي إلى إرسال مراقبين للمنطقة لمتابعة أوضاع المدنيين. جاء هذا في كلمة ألقاها حسن في بروكسل قبل عقد لقاء مع رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك، الذي سيترأس في وقت لاحق قمة للاتحاد الأوروبي، وقال حسن: «نريد موقفا شجاعا من الاتحاد الأوروبي، موقفا لإرسال بعض قوات المراقبة لمراقبة إجلاء المدنيين، لا نطالب أي دولة بالذهاب لحرب.. نطلب فقط إنقاذ المدنيين»، ووفقا لحسن فإنه عاش في حلب منذ بداية الثورة عام 2011، وتم انتخابه رئيسا لمجلسها المحلي العام الماضي. وفر منها في يوليو الماضي مع إطلاق القوات السورية بالتعاون مع روسيا حملة لاستعادة شرق المدينة. وقال: «دعوني أقول الحقيقة، لقد قُتلت فكرة القانون الدولي في حلب. لقد قُتلت هذه الفكرة في سورية بسبب الصمت اليائس من المجتمع الدولي أمام هذه الجرائم». واتهم حسن الرئيس السوري بشار الأسد بأنه «الزعيم الحقيقي للإرهاب في سورية»، وقال أن قوات الأسد «لم تطلق رصاصة واحدة ضد داعش أو حتى القاعدة»، نافيا وجود أي مسلحين إسلاميين في حلب. قصف قوافل المدنيين قال رئيس خدمة الإسعاف في مناطق المعارضة في شرق حلب إن مقاتلين موالين لبشار الأسد فتحوا النار على قافلة كانت تستعد للمغادرة أمس في أول عملية إجلاء من المنطقة مما أدى لإصابة ثلاثة أشخاص، وقال أحمد سويد رئيس منظومة الإسعاف والطوارئ في حلب لتلفزيون أورينت إن قوات النظام أطلقت النار على القافلة مما أوقع ثلاثة مصابين أحدهم من الدفاع المدني وأضاف أنه تمت إعادتهم إلى المناطق المحاصرة. وذكر تلفزيون أورينت إن المجموعة الأولى من المصابين وصلت منطقة الراموسة بعد خروجها من شرق حلب. وقال مسؤول في جماعة معارضة في حلب إن القافلة الأولى خرجت من المنطقة الشرقية من المدينة لكنه قال في وقت لاحق إنها أوقفت في منتصف الطريق. وسمع أحد العاملين في رويترز في منطقة قريبة خاضعة لسيطرة الحكومة طلقات نارية استمرت دقائق. روسيا تسحب قواتها أفادت وكالة «تاس» الروسية بأن القوات المسلحة الروسية تلقت أمرا من الرئيس فلاديمير بوتين للاستعداد لبدء الانسحاب من شرق حلب المحاصر. وسبق أن ذكر «المركز الروسي للمصالحة» في سورية أنه يقوم بالتعاون مع السلطات السورية بالإعداد لانسحاب المسلحين، وشدد على أن السلطات السورية تضمن سلامتهم. ووفقا للوكالة الروسية فإن انسحاب المسلحين وعائلاتهم سيتم عبر معبر مخصص باتجاه إدلب.