يوم كروي ممتع ينتظر عشاق الكرة بإذن الله يوم غد الجمعة، كيف لا و"ديربي الرياض" القديم الجديد والجماهيري المثير سيجمع الهلال بالنصر في مواجهة مختلفة هذه المرة، إذ يطمع الأول متصدر الدوري في الفوز لتأمين صدارته من جهة والابتعاد عن غريمه بفارق مريح من النقاط، فيما يدخل "الاصفر" المواجهة متمنياً تجاوزها بنجاح للحفاظ على آماله في المنافسة أولاً ولتجاوز عقباته المتتالية ومشاكله الداخلية، ناهيك عن حتمية الفوز في ال"ديربي" لدى جماهير الفريقين وحساسيتهما من فوز الآخر. وبعد العوامل النفسية "المعنوية" والتي غالباً ما كانت تلعب الدور الأهم في مثل هذه المواجهة، وبعيداً عن العوامل الفنية التي يعرفها كل متابع لمباريات الفريقين، هناك آثار مترتبة ستتركها المواجهة على الفريق الخاسر، فبالنسبة للهلال سيتوجب على مسيريه التفكير بجدية في إمكانية خسارة الدوري مجدداً ما لم يعالج مشكلة لاعبيه الذين تنطفئ جذوة توهجهم في المباريات التنافسية، كما أنهم سيفكرون بل سيعملون على تغيير لاعب أو اثنين من أجانب الفريق أملاً في عدم التعثر مجدداً، في حين أن الفوز سيكون كفيلاً لمنح المدرب واللاعبين كل الثقة اللازمة للفوز باللقب، أما النصر فخسارته تعني بلا شك إقالة مدربه ماميتش وإعادة قائد الفريق حسين عبدالغني وتغيير لاعبيه تومساك وتوماسوف، بينما سيجبر الفوز قائده حسين عبدالغني على الاعتزال. ولأنها رياضة وتنافس شريف نتمنى أن لا تتجاوز المنافسة الملعب خصوصا من الجماهير العاشقة والغارقة في حب فريقها فالحذر من مغبة المبالغة في الفرح أو الحزن، والأهم هو أن لا يقدم المشجع نفسه فريسة لدواب الولائم التي تتغذى على المناسبات الكبرى وتحاول الفوز بالغنائم منها، تلك الدواب التي تكاثرت مؤخراً للأسف وبات عملها يرتكز على الإثارة والتفرقة بين جماهير الأندية لتكسب هي ولا يهمها الطريقة والأسلوب، دواب مسعورة تكذب هنا وتتجنى هناك وتهاجم هذا وتقلل من ذاك وخلفها مجموعة مغيبة وقعت ضحية لها فتوافقها في النهج وترضى بأن تقاد كالقطيع، ولا تستعمل العقل ولا المنطق في نقاشها؛ استمتعوا بكرة القدم وافرحوا بالفوز لأن ذلك أمر طبيعي، ولكن لا تتجاوزوا وتذكروا أن بين جماهير الطرف الآخر أخ أو قريب أو صديق أو زميل. ثانية "العقل كالمعدة.. المهم ما تهضمه لا ما تبتلعه". كونفوشيوس