"الصيف بهداياه والشتاء بأذاياه" مثل قديم تردد على أسماعنا قديماً، من أفواه جداتنا وكبار السن ممن عرفناهم حكوا الكثير من القصص التي طالما سمعناها منهم عن فصل الشتاء وقدومه، فقد ارتبط فصل الصيف بنضج الثمار وازدهار الأشجار وارتبط الشتاء بسقوط الورق وقدوم الأمراض التي تأتي معه، فاختلف الناس مابين محب وكاره لقدوم فصل الشتاء. إجراءات احترازية وتؤكد د. عبير أحمد -طبيبة أطفال- أن أكثر الأمراض شيوعا في فصل الشتاء هي أمراض الجهاز التنفسي التي تتمثل في الالتهابات الفيروسية والبكتيرية والتي بدورها تزيد من نوبات حساسية الجهاز التنفسي (الربو)، كما تشيع النزلات المعوية الناتجة عن فيروس الروتا في الأطفال دون الخامسة في فصل الشتاء أيضا. وتضيف: طرق الوقاية عديدة وتحد بالفعل من الأمراض التي تجعل لدى البعض فصل الشتاء قاسيا وربما هذه الإجراءات الوقائية ليست بالصعبة أو المعقدة كغسيل الأيدي مثلا عدة مرات باليوم خاصة قبل تناول الطعام وبعد استعمال المنديل وبعد التعامل مع مواد قد تكون ملوثة أو أشخاص مصابين بنزلة برد مثلا، فمجرد غسيل الأيدي بشكل منتظم يقينا من الكثير جدا من الميكروبات، كذلك كل بنود النظافة الشخصية. وأسهبت د.أحمد: إذا أصيب شخص بمرض من أمراض الجهاز التنفسي فعليه أن يرتدي غطاء الأنف والفم المعروف بالكمامة طوال فترة تواجده مع أشخاص آخرين كذلك حرص الأصحاء على لبس هذه الكمامات في حالة التواجد مع أي شخص مصاب بعدوى الجهاز التنفسي خاصة في المستشفيات، كذلك عدم اصطحاب الأطفال إلى المستشفيات وسيلة مهمة تضاف إلى وسائل الوقاية، وكذلك تجنب التواجد في أماكن مزدحمة وسيئة التهوية، مشيرةً إلى أن فصول المدرسة يجب أن تكون جيدة التهوية، ولافتاً أن من وسائل الوقاية المهمة عدم التعرض المفاجىء لجو بارد بعد التواجد في جو أكثر حرارة لأن هذا من أخطر الأسباب التي تسمح للفيروسات باقتحام الجهاز التنفسي، وكذلك لا ننسى الدور المهم للتغذية السليمة، إذ إن تناول كميات جيدة من الخضروات والفواكه وكذلك شرب السوائل بكثرة تساعد الجسم على مقاومة الأمراض، وللرياضة شأن في تحسين مناعة الجسم، وأخيرا وليس آخرا التطعيمات بصفة عامة للأطفال ثم تطعيم الإنفلونزا الموسمية الفيروسية للأطفال والكبار يساعد على الحد من احتمالات الإصابة بالفيروسات العنيفة التي تصيب الجهاز التنفسي في فصل الشتاء، ويجب العناية والاهتمام بمرضى الربو فننصح بكل ماسبق من طرق الوقاية مع التأكيد على أهمية التطعيم بطعم الإنفلونزا الفيروسية إضافةً إلى المتابعة الدورية مع الطبيب المختص، ونشدد على أهمية سرعة تناول العلاج في حالة بداية أعراض نوبة الربو مع الالتزام بالعلاج الواقي، وللآباء والأمهات دور كبير في تقليل الإصابة بنوبات الربو لدى الأطفال بتجنب كل مثيرات حساسية الصدر ومنها إصابات الجهاز التنفسي ثم التثقيف الذاتي من خلال مصادر معلوماتية موثوقة عن كيفية تجنب النوبات وكيفية سرعة التعامل معها فور حدوثها وبدء إعطاء موسعات الشعب الهوائية حتى قبل الذهاب إلى الطبيب إلى جانب التعرف والإدراك التام لأهمية التزام العلاج الواقي في حالة قرار الطبيب بالاستمرار عليه لفترة من الفترات، فالوقاية خير من العلاج والعلاج في بداية المرض خير من تأخره. معاناة الأمهات تقول زهرة حسن -أم لثلاثة أطفال- فصل الشتاء بالنسبة لي له طابع خاص فقد كنت أحب قدومه قبل أن أتحمل المسؤولية فأعشق الأجواء الباردة وإشعال الجمر والتدفئة بالنار أما بعد أن رزقني الله بأطفال أصبح هناك نوع من المعاناة قليلا فأحرص على شراء الملابس الشتوية ذات الخامة الجيدة من أجل أولادي، أيضا أحرص على لبسهم للجوارب الصوفية من أجل حمايتهم من البرد وأمراضه. وتقول مها اليامي: لا أحب فصل الشتاء حيث إن ابنتي غدير (6 سنوات) لا تحب الملابس الشتوية مهما كانت درجة الحرارة فأحاول جاهدة بأن أبقيها دافئة حتى لا تتعرض للإنفلونزا أو البرد بوضع الملابس القطنية الدافئة عليها. أما أم ناصر فتقول: في فصل الشتاء تحتاج الأمهات إلى الكثير من العناية والاهتمام، والحرص ومن الضروري أن يحرصن على إعداد الوجبات الساخنة والعناية الكاملة ومن الضروري الاهتمام بالنظافة العامة سواء بالمنزل أو ما يتعلق بالأطفال وملابسهم. أمراض الشتاء يقول د. سمير عبدالرحمن -استشاري الأذن والأنف والحنجرة بمستشفى العدواني العام بالطائف-: من أشهر الأمراض التي تصيب الأذن والأنف والحنجرة في الشتاء التهاب الحلق، والتهاب اللوزتين والتهاب الأنف والتهاب الجيوب الأنفية والتهاب الأذن الوسطى والتهاب الحنجرة والقصبة الهوائية، والتهاب الحلق واللوزتين أعراضهم واحدة تقريبا، وهي ألم بالحلق مع صعوبة في البلع يصحبها ارتفاع في درجة الحرارة تكون أكثر شدة في التهاب اللوزتين وعادة يكون السبب فيروس وغالبا ما يتبعه التهاب بكتيري، أما التهاب الأنف والجيوب الأنفية يكون عادة بسبب عدوى فيروسية ثم يتبعها التهاب بكتيري وتكون الأعراض بصورة احتقان وانسداد بالأنف، مع صعوبة في التنفس عن طريق الأنف وسيلان شديد وارتفاع في درجة الحرارة وصداع مع إعياء شديد، أيضا يكون هناك الآلام الشديدة بالجسم والمفاصل مع التهاب اللوزتين، وأحيانا ضعف في حاسة الشم والتهاب الحنجرة أحيانا يكون خطيرا وخصوصا عند الأطفال ممن هم أقل من سنتين حيث إنه قد يؤدي إلى الاختناق نتيجة تورم الحبال الصوتية ولسان المزمار، وقد تسببه الفيروسات أو البكتيريا ويكون معه ارتفاع في درجة الحرارة مع كحة شديدة وبحة في الصوت وأحيانا اختفاء الصوت تماما، وبعض حالات الأطفال الصغار قد تحتاج إلى التنويم في العناية المركزة إذا ما حدث اختناق. سبل الوقاية وأضاف د. سمير: للوقاية من الإصابة بالإنفلونزا يجب تجنب أماكن الزحام وأخذ الحيطة في الأيام الباردة كارتداء الملابس الثقيلة وتجنب الخروج في أوقات ذروة البرودة وخصوصا في الأماكن المكشوفة كما ينصح من الإكثار من أكل الفواكه والخضروات الطازجة وخصوصا التي تحتوي على فيتامين سي كالليمون والبرتقال والجوافة والطماطم، وأيضا تلك التي تقوي المناعة كالعسل والزنجبيل والبصل والفلفل الرومي مع الإكثار من المشروبات الساخنة والامتناع عن المشروبات الغازية والباردة كما ينصح بالتطعيم ضد الإنفلونزا بأخذ المصل من أماكن موثوقة كل عام في شهر سبتمر أو أكتوبر حيث ثبت أنه يقلل نسبة المرض أو يقلل من حدتها، أما الحساسية من الأمراض المزمنة فنستطيع أن نقلل من حدتها وشدتها، وذلك بتجنب مهيجات الحساسية، مثل الأتربة والدخان والعطور والبخور ومعطرات الجو والمناديل المعطرة والمبيدات الحشرية والمنظفات الصناعية مثل الكلور وريش الطيور ووبر الغنم والحيوانات الأليفة كالقطط ووبر السجاد والموكيت، وكذلك بعض الأطعمة مثل الموز والسمك والبيض والفراولة والمانجا والشوكلاتة، والتي تسبب في تناولها عند البعض تزايد أعراض الحساسية من رشح وعطاس وانسداد في الأنف وحكة في الأنف والأذن والعين وضيق التنفس، وهذه الأعراض قد توجد مجتمعة كلها أو عرض أو أكثر، ويكون علاج هذه الحساسية المزمنة عن طريق الوقاية من مهيجات الحساسية سالفة الذكر، وبتناول أقراص مضادات الهيستامين أو بخاخ الكوتيكوستيرويد، ويفضل أن يكون تحت إشراف طبي. أمراض الربو والحساسية والإنفلونزا.. الأكثر انتشاراً خلال الشتاء د. سمير عبدالرحمن د. عبير أحمد