قال المتحدث باسم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أمس إن وحدات حماية الشعب الكردية السورية تتعاون مع قوات بشار الأسد في شمال محافظة حلب، وأضاف إبراهيم كالين في مؤتمر صحافي في أنقرة أن تركيا أجرت "محادثات مكثفة للغاية" للمساعدة في إنهاء القتال في حلب. ميدانياً تواصل قوات النظام السوري مدعومة من مجموعات مسلحة موالية تقدمها نحو الاحياء الاخيرة التي لا تزال تحت سيطرة مقاتلي المعارضة في شرق حلب، في موازاة استمرار العمليات العسكرية الكثيفة والتقدم السريع لقوات النظام على الارض، يبقى الافق الدبلوماسي مسدودا، إذ لم ينجح وزيرا الخارجية الاميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف خلال لقاء بينهما في التوصل الى اتفاق على وقف لاطلاق النار في حلب حيث يعيش المدنيون المتبقون في الاحياء التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة تحت وابل من القصف من دون كل مقومات الحياة، وباتت قوات النظام تسيطر على ثمانين في المئة من الاحياء التي كانت تحت سيطرة الفصائل المقاتلة منذ 2012، تاريخ انقسام المدينة بين الطرفين. وتعتبر حلب حاليا الجبهة الرئيسة في نزاع تسبب على مدى أكثر من خمس سنوات بمقتل اكثر من 300 الف شخص وتشريد أكثر من نصف السكان، ونددت منظمة "سيف ذي تشيلدرن" غير الحكومية المدافعة عن الاطفال بتحول "عشرات آلاف الاطفال" في حلب الى "أهداف سهلة"، كما توقفت مديرة المنظمة سونيا خوش في بيان عند وضع النازحين من حلب و"اشخاص يسيرون في الشوارع من دون اي شيء إلا ملابسهم لتقيهم من البرد"، منتقدة غياب أي تحرك دولي، وتم إجلاء أكثر من 150 مدنيا، غالبيتهم مرضى أو من ذوي الاحتياجات الخاصة، من مركز طبي في حلب القديمة إثر سيطرة قوات النظام عليها، بحسب ما اعلن اللجنة الدولية للصليب الاحمر. وقالت اللجنة في بيان لها إن الصليب الاحمر نقل أيضا جثث 11 شخصا قتلوا خلال المعارك التي شهدتها المنطقة قبل أيام كانت في المبنى، وتمت العملية بالاشتراك مع الهلال الاحمر السوري. وأوضح الصليب الاحمر ان دار الصفاء هو دار للعجزة اساسا، لكن جهز لاستقبال مرضى يعانون من اضطرابات نفسية او جسدية، كما لجأ اليه عشرات المدنيين، وبعضهم جرحى. وقالت مسؤولة اللجنة في سورية ماريان غاسر في البيان إن الاشخاص الذين تم إجلاؤهم "بقوا عالقين على مدى أيام عدة بسبب عنف المعارك"، مضيفة ان "عددا كبيرا منهم غير قادر على التنقل ويفترض ان يتلقوا علاجات خاصة، لا بد ان الامر كان رهيبا بالنسبة اليهم"، وتسببت المعارك في حلب منذ حوالى الشهر بنزوح ثمانين ألف شخص من الاحياء الشرقية، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.