بقلوب مفعمة بالحزن والأسى فقدت الساحة الرياضية هذا الاسبوع واحداً من ألمع المدافعين في تاريخ الكرة السعودية وتحديداً في حقبة تسعينيات القرن الهجري الماضي بوفاة كابتن المنتخب ونادي الشباب الخلوق إبراهيم تحسين "رحمه الله" . والفقيد لمن فاته قطار المعرفة عن تاريخ هذا النجم الكبير كان يعتبر اول لاعب في تاريخ نادي الشباب يتقلد شارة كابتنية المنتخب السعودي الاول وحدث ذلك إبان دورة كأس الخليج العربي الخامسة في بغداد 1979. بدأت علاقة النجم الراحل بالكرة شبلاً في الثمانينيات الهجرية مع فريق اتحاد الرياض عام 1384ه قبل اندماجه مع فريق المريخ ثم مع نجمة الرياض واخيراً مع الشباب عام 1388ه وبانتقال تحسين الى شيخ الاندية تدرج في كافة مراحله السنية وبدأ يعلو شأنه عندما اختير لتمثيل منتخب المملكة في دورة الخليج الثانية بالرياض ضمن 60 لاعباً في معسكر طويل امتد أربعة أشهر ولم يلعب في تلك الدورة لكنه بدأ في ترسيخ أقدامه بالدورة الثالثة في الكويت 1394ه ثم مع المنتخب الرمزي في الدورة الرابعة بقطر وذاع صيته وبلغ قمة نجاحه في الدورة الخامسة ببغداد 1979 التي شهدت نضج تحسين الكروي ونجوميته المميزة التي توجها باختياره لتمثيل المملكة مع المهاجم الفذ ماجد عبدالله ضمن تشكيلة منتخب الخليج امام فريق هامبورج الالماني 1981. تميز النجم الراحل بامتلاكه مواصفات المدافع البارز من بنية جسمانية صلبة وتكوين بدني جيد فضلاً عن سماته القيادية وخصائصة الفنية التي اهلته لتقلد شارة الكابتنية مع الصقور الخضر في التسعينيات الهجرية وكان "رحمه الله" يتمتع الى جانب حكمته بخلق رفيع وسلوك رياضي بديع إضافة الى انضباطه داخل وخارج الملعب فحظي إبراهيم تحسين بعلاقات واسعة مع الوسطين الرياضي والإعلامي وبعد اعتزاله عام 1401ه تحول لخدمة كيانه العريض "الشباب" مدرباً وأشرف على قطاع الناشئين والشباب بجانب الفريق الأول. تميز الفقيد بامتلاكه قدرات بارعة في اكتشاف المواهب وصقل مهاراتها أمثال المهاجم الهداف فهد المهلل ومايسترو الوسط عبدالعزيز الرزقان وسالم سرور وفهد الكلثم وغيرهم. كما أشرف على الفريق الاول عام 1996 في بطولة النخبة العربية التي توج فريقة بلقبها. وتتويجاً لمسيرته التدريبية الناجحة في قطاع الناشئين والشباب اختير مساعداً للمدرب الأول البرازيلي كامبوس في العصر الذهبي لشيخ الأندية الذي احتكر الشباب فيه كأس دوري خادم الحرمين ثلاث مرات متتالية لمواسم 1411-1412-1413 ه في انجاز غير مسبوق لم يتحقق لناد سعودي اخر حتى اليوم. ولان النجم الراحل كان من اللاعبين القلائل الذين جمعوا بين الخلق الرفيع والأداء العالي وخدم شيخ الأندية سنوات طويلة لاعباً ومدرباً اعتزل دون ان يحظى بتكريم يليق بعطائه المخلص وإنجازاته مع الشباب. اتمنى ان تكون هناك مبادرة شبابية وفائية تجاه الكابتن الكبير إبراهيم تحسين "رحمه الله" الذي خدم الكرة السعودية وناديه سنوات طويلة باخلاص من خلال تخصيص دخل اول مباراة شبابية جماهيرية كبيرة لصالح اسرة النجم الراحل وذلك تثميناً لعطائه وتقديراً لإخلاصه وعرفاناً بما قدم من تضحيات جسيمة وخدمات جليلة للنادي العاصمي. لقد رحل تحسين الدفاع "إبراهيم" مخلفاً وراءه اسماً عملاقاً يلوح في أفق الذاكرة كنجم يصعب تكراره في حقبة انحسرت فيها المواهب الدفاعية!