إن من أهم المشاكل الصحية التي نواجهها في هذا العصر، هو مرض السمنة؛ حيث مازالت نسبة ارتفاع السمنة في المملكة في تزايد، عدا عن ارتباط السمنة بالعديد من الأمراض الخطيرة. ولكن سوف نخصص الحديث في هذا العدد عن السمنة لدى الأطفال، وذلك لأنهم مستقبل الوطن وهم الجيل الصاعد، ولما قد تسببه السمنة من أضرار نفسية وجسمانية خطيرة للطفل، كما نوهت وزارة الصحة بأن نسبة السمنة لدى الأطفال تبلغ 9.3%، وذلك لدى الأطفال في عمر المدرسة، و6% لدى الأطفال في الفئة العمرية ما قبل المدرسة، وهي مشكلة لا يمكن التغاضي عنها بل يجب مواجهتها ومحاولة حلها. يعتبر الطفل بدينًا إذا ما زاد وزنه عن الوزن الطبيعي بنسبة 20%، وتحديد ما إذا كان الطفل مصابًا بالسمنة أم لا يجب أن يكون بواسطة الطبيب؛ حيث إن بعض الأمهات قد لا ينتبهن إلى سمنة أطفالهنّ ويعتبرن أن وزنه طبيعيًا، لذلك يجب متابعة نمو الطفل خلال مراحل عمره المختلفة مع الطبيب الخاص به؛ حيث وضحت بعض الدراسات أن الأطفال ذوي البدانة المفرطة سيظلون هكذا فترة الشباب، وكذلك الأطفال المنحدرون من أبوين بدينين. قد يكون تشخيص زيادة الوزن لدى الأطفال صعب أحياناً، ولكن هناك أعراضا قد تشد انتباه والدي الطفل مثل: ضيق التنفس بعد الجري أو السباق، عدم مقدرة الطفل أو صعوبة مشاركة الطفل باللعب مع أقرانه في الألعاب التي تتطلب حركة مثل: القفز أو التسلق، ارتداء ملابس ذات حجم أكبر من عمره، وكل هذه تعد من علامات زيادة الوزن لدى الأطفال والمراهقين. لذا على الوالدين معرفة كيفية طرق قياس السمنة عند الأطفال؛ حيث يجب معرفة مؤشر كتلة الجسم BMI، والذي يعتمد على معرفة وزن الطفل وطوله، وذلك بقسمة وزن الطفل بالكيلوغرام على طول الطفل بالمتر مربع، وعليه يستطيع الأبوان معرفة الوزن المناسب للطفل ومدى الزيادة في وزنه الحالي أو النقصان من خلال معدلات معتمدة عالمياً تشمل عمر الطفل وجنسه. ومن أسباب الإصابة بالسمنة لدى الأطفال: سوء التغذية الناتج عن تناول الطفل الأغذية ذات السعرات الحرارية العالية مثل الحلويات والشيبس والبسكويت والكعك والكيك والاعتماد على الوجبات السريعة، وإهمال تناول وجبة الإفطار مما يثبط عملية التمثيل الغذائي عند الطفل، وإهمال الأطعمة الصحية مثل الخضروات والفواكه كذلك من أسباب إصابة الأطفال بالسمنة أيضاً: قلة ممارسة الطفل للرياضة، وأن يكون لديه ميل أكثر للألعاب والأنشطة الخاملة مثل: اللعب بالأجهزة الإلكترونية، ومشاهدة التلفاز مما يؤدي إلى قلة حرق السعرات الحرارية، وبالتالي تتخزن الطاقة لدى الطفل في صورة شحوم، مسببة بذلك زيادة غير مرغوبة في وزن الطفل. كما أن هناك أسبابا لإصابة الأطفال بالسمنة تتعلق بالعوامل الوراثية والاستعداد الجيني والتاريخ العائلي والذي يلعب دوراً مهماً في الإصابة بالسمنة المبكرة لدى الأطفال، وأيضاً هناك بعض الأمراض المؤدية للإصابة بالسمنة مثل أمراض الغدد الصماء كنقص هرمون الغدة الدرقية وزيادة إفراز الغدة الكظرية. ويدخل في أسباب إصابة الأطفال بالسمنة عوامل نفسية، اجتماعية أو عائلية؛ حيث إن وجود اضطربات في الاستقرار النفسي للطفل قد يزيد من استهلاكه للطعام، وذلك كوسيلة لإشغال نفسه وتفريغ الفراغ سواء فراغ الوقت أوالعاطفي والنفسي الذي يشعر به، مما يؤدي به في النهاية لزيادة في وزنه. ويمكن أن يكون سبب الإصابة بالسمنة لدى الطفل نتيجة تناول بعض الأدوية مثل (الكورتيزون) وبعض الأدوية المضادة للصرع وغيرها. وقد يتعرض الطفل عند زيادة وزنه أو تعرضه للسمنة إلى مضاعفات في مرحلة طفولته وعلى المدى الطويل ونذكر من هذه المضاعفات: اضطراب النوم والجهاز التنفسي: إن الأطفال البدناء معرضون لمتلازمة توقف التنفس أثناء النوم، وهي تعرف بالنوبات المتكررة من انسداد كامل أو جزئي لممرات الهواء في الجزء الخلفي من الحلق أثناء النوم، كما أن الطفل البدين قد يعاني من الشخير أثناء الليل. ومن المضاعفات أيضاً مخاطر القلب والأوعية الدموية، فقد يعاني الأطفال ذوو الوزن الزائد من ارتفاع ضغط الدم، وقد يتطور إلى أمراض القلب والشرايين أو السكري. كما أن من هذه المضاعفات، العواقب النفسية، فقد يعاني الطفل من العزلة بسبب وزنه الزائد وأيضاً من سخرية أقاربه وزملائه، وهذا قد يعرضه للاكتئاب والشعور بالدونية، لذا على الأهل أخذ الحذر ومساعدة الطفل، وهناك مضاعفات أخرى قد تسبب زيادة الوزن ألماً في الركبتين أو القدمين، كما أن جلد الطفل يكون معرضاً للعدوى خاصة في الطيات والثنايا، كما يمكن لزيادة الوزن أن تسبب نمو الشعر عند الفتيات والنمو المفرط لغدد الثدي لدى الذكور. * قسم التثقيف الصحي