وصل الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية اليمنية أمس السبت إلى مدينة عدن العاصمة المؤقتة للبلاد قادما من الرياض برفقة عدد من الوزراء والمسؤولين المستشارين، لمتابعة التطورات الميدانية على جبهات القتال ضد الميليشيات الانقلابية، وتحديداً على جبهة تعز التي شهدت خلال الأيام الماضية تقدمًا كبيرًا لقوات الجيش الوطني والمقاومة على عدة محاور، بدعم من التحالف. وكشف مصدر مقرب من الرئاسة اليمنية ل«الرياض» أن العاصمة المؤقتة عدن ستشهد خلال الأيام القليلة القادم لقاء بين الرئيس عبد ربه منصور هادي والمبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، وذلك ضمن جولة جديدة من المباحثات يقوم بها مع الأطراف اليمنية لمحاولة إيجاد حل سياسي في اليمن، بعد هدنة ال48 التي أعلن التحالف عن انتهائها دون تمديد، بسبب عدم التزام مليشيات الحوثي والمخلوع صالح. من جانبه، أوضح ياسين مكّاوي مستشار الرئيس اليمني ل«الرياض»: أن الهدف من تواجد الرئيس هادي في عدن هو دعم وتعزيز عمليات الإعمار في المناطق المحررة، وتعزيز الجبهات القتالية في البيضاء ونهم وبالأخص في محافظة تعز، لافتًا إلى أن المرحلة القادم ستشهد تطورات باتجاه الحسم وتحقيق انتصارات حقيقية على كافة المحاور والجبهات القتالية في المحافظة. وبين مكّاوي الذي وصل في معية الرئيس اليمني إلى عدن، أن تأمين كافة المحاور والجبهات القتالية يشكل أولوية قصوى وملحة، خاصة في ظل تواجد الحكومة بشكل متكامل في الداخل اليمني، مشيرًا إلى أن الحكومة تعمل وفق خطط عملية لتأمين الخدمات، وتطوير المناطق المحررة بحيث تكون نموذجا يرسل رسالة إيجابية عن واقع هذه المناطق، خاصة في العاصمة المؤقتة عدن التي ستحظى خلال الفترة القادمة باهتمام بالغ من حيث توفير الخدمات وتعزيز الأمن. زيارة الرئيس هادي إلى العاصمة اليمنية المؤقتة عدن جاءت بعد أيام من إصداره عدة قرارات عسكرية شملت تغييرات كبيرة، منها تعيين اللواء الركن أحمد سيف اليافعي نائباً لرئيس هيئة الأركان العامة، إضافة إلى التوجيه بإرسال تعزيزات عسكرية إلى محافظة تعز، لدعم الجيش الوطني والمقاومة، اللذين يخوضان مواجهات عنيفة ضد مليشيات الحوثي والمخلوع صالح، وأصدر هادي توجيهات لقيادة الجيش بتعزيز الوحدات المقاتلة في تعز، وذلك بإرسال إمدادات وعتاد عسكري ثقيل ودعم الجبهات بالمدرعات والجنود لحسم المعركة في المحافظة. من جهته، قال اللواء سمير الحاج قائد قوات الاحتياط بالجيش اليمني ل«الرياض» إن التعيينات الأخيرة التي أصدرها الرئيس هادي تصب في صالح الإعداد لمعركة التحرير بشكل عام، وخصوصًا معركة تعز، عبر ضخ دماء جديدة للمنطقة الرابعة، مع استمرار القائد السابق للمنطقة في ترتيب وتنظيم ما اتفق عليه من خطة لتحرير محافظة تعز. وأكد اللواء الحاج أن التعيينات ضمت أسماء تحمل خبرة طويلة في إدارة العمليات العسكرية والقتالية خاصة ضد المليشيات الحوثية، مشبهًا معركة تعز بعنق الزجاجة، التي سيشكل تحريرها نقطة الانطلاقة الفعلية لتحرير جميع المناطق من بطش المليشيات الانقلابية. وأضاف: "الخيارات السياسية ربما وصلت إلى طريق مسدود، والمبادرة الأممية غير منطقية، وهذه مؤشرات تدفع باتجاه الحسم العسكري، والطرف الآخر لم يقبل بها، وسواء قبل أم لا، لا يمكن القفز على خيارات الشعب اليمني وعلى المرجعيات التي من الصعب أن يتم تجاوزها، ولا يمكن أن ينتج حل إلا إذا كان هناك حسم عسكري". وحول عودة الرئيس هادي إلى عدن قال: "من الطبيعي أن يعود الرئيس هادي، ووجوده في العاصمة المؤقتة سيضفي على المؤسسات نوعا من القوة والثبات والأداء الجيد للمهام، وسيكون له تأثير كبير على معركة تحرير محافظة تعز، والتي أعلن المخلوع والحوثيون الحشد الكبير لها وتجميع أتباعهم إلى المحافظة". وأشار قائد قوات الاحتياط بالجيش اليمني إلى أن توجيه الحكومة اليمنية بصرف رواتب الجنود والضباط، تطور إيجابي وكبير، وسيؤدي إلى ثبات واستقرار الجبهات وتعزيز تواجد الأفراد في ساحات المعارك، وسيكون له تأثير على إدارة المعارك والمشهد العسكري في الداخل بشكل عام.