كلنا يعلم مدى شراسة الهجمات التي يتعرض لها الإسلام والمسلمون من أطراف عدة تضمر الشر أحيانا وتعلنه أحيانا أخرى كإستراتيجية طويلة المدى في محاولات لتشويه صورة الإسلام السمحة وإلصاق تهمة الإرهاب به رغم تيقنهم أن الإسلام منها براء، ولكن ذلك يأتي ضمن تحقيق مصالحهم وصولاً إلى أهدافهم. وعلى الرغم أننا لا نجد لأولئك العذر فيما يخططون ويفعلون كونهم يقلبون الحقيقة إلى وهم يسوقونه إلى من يصدقه، مستخدمين آلة إعلامية ضخمة يسخرون أدواتها وانتشارها لترسيخ فكر يتم تداوله ونشره كحقيقة واقعة، مستدلين بأفعال محسوبين على الإسلام، مصورين أن هؤلاء هم المسلمين وتلك هي أفعالهم، لا نجد العذر لأعداء الإسلام فكيف نجد العذر لمن يدعون الإسلام ويعملون على نقضه من الداخل بأفعالهم وممارساتهم التي كان آخرها إطلاق صاروخ باليستي باتجاه مكةالمكرمة قبلة أكثر من المليار ونصف المليار مسلم. فعلة الحوثيين وإيران من ورائهم لا تغتفر ولا مبرر لها إلا العداء التام للإسلام والمسلمين، تماماً كما يفعل أعداء الإسلام من غير المسلمين، حتى وإن كانوا يدّعون انهم منتمون للإسلام فذلك الفعل ينم عن حقد دفين تجاه الإسلام والمسلمين ومقدساتهم والحرم المكي الشريف في مقدمتها الذي يعتبر اطهر بقاع الارض لنا كأمة اسلامية، ورغم ذلك لم يتورع انقلابيو اليمن بدعم واضح جلي من إيران عن إطلاق صاروخ باتجاهه في محاولة لاستفزاز مشاعر المسلمين باستهداف قبلتهم. ما يلفت النظر أن البيان الختامي لمنظمة التعاون الإسلامي بخصوص إطلاق انقلابيي اليمن الصاروخ باتجاه مكة لم يسمِ الأشياء بمسمياتها الحقيقية حيث جاء فيه "طالب الدول الأعضاء بوقفة جماعية ضد هذا الاعتداء الآثم ومن يقف وراءه ويدعم مرتكبيه بالسلاح بوصفه شريكاً ثابتاً في الاعتداء على مقدسات العالم الإسلامي وطرفاً واضحاً في زرع الفتة الطائفية ودعماً أساسياً للإرهاب".، كان الأحرى تسمية إيران كداعم أول لانقلابيي اليمن الذين ينفذون الأجندة الإيرانية بكل تفانٍ وإخلاص، كلنا يعلم أن انقلابيي اليمن تابعون لإيران التي لم تشجب الاعتداء الآثم كبقية الدول الإسلامية، بل إنها لم تحضر الاجتماع الوزاري الإسلامي كأدلة واضحة على ضلوعها في المؤامرة على المقدسات الإسلامية. يجب أن تعرف إيران مكانها الحقيقي في العالم الإسلامي، لا بل يجب أن يعرف العالم الممارسات الإرهابية التي تدعمها إيران كدولة أصيلة راعية للإرهاب واحتضان الإرهابيين.