حذر رئيس "سابك" التنفيذي يوسف بن عبدالله البنيان من المخاوف الدولية بشأن تغير المناخ، مطالباً القطاعات الصناعية الاستثمار في المبادرات التي تحد من كثافة انبعاثات الغازات الدفينة على غرار "سابك" التي نجحت في هذا المضمار من خلال استثمارها في أكبر مصنع في العالم لجمع ثاني أكسيد الكربون والاستفادة منه، تم تشييده في مجمع شركة المتحدةبالجبيل الصناعية، حيث تم تصميم المصنع للاستفادة من قرابة 500 ألف طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً يتم جمعه خلال إنتاج جلايكول الإيثيلين، ومن ثم يتم تنقيته وتوزيعه على مجموعة من الشركات التابعة لإنتاج منتجات ذات قيمة مضافة، مثل الأسمدة. ويساهم هذا المشروع في تقليل الانبعاثات مع زيادة الكفاءة وخفض التكاليف. وفي هذا الإطار تسهم "سابك" بإضافة قيمة كبيرة لوفد حكومة المملكة المشارك في "مؤتمر الأممالمتحدة للأطراف 22" في مدينة مراكش، بالمغرب في الفترة من 7 الى 18 نوفمبر 2016، من خلال عرض مجموعة كبيرة من المبادرات التي تحفز التنمية المستدامة في جميع مراحل سلسلة قيمة منتجات الشركة. ويقوم الوفد السعودي، برئاسة المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح، وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية، بمشاركة مئات من ممثلي القطاعين العام والخاص الآخرين من جميع أنحاء العالم لمتابعة إنجازات هذا المؤتمر المعروف أيضاً باسم مؤتمر باريس للمناخ، حيث تم التوصل إلى اتفاق للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة. وقال البنيان "تهدف (سابك) تحقيق الريادة في مجال الاستدامة في المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي، وهذا المؤتمر العالمي هو منصة مهمة بالنسبة لنا لاستعراض مبادراتنا التي تدعم هذا الهدف وإدراكا منّا للمخاوف الدولية بشأن تغير المناخ، استثمرنا في المبادرات التي تقلل من كثافة انبعاثاتنا". وتشمل مبادرات الشركة المستدامة منشأة "موطن الابتكار" التي تهدف لتعزيز تنمية الصناعات التحويلية من خلال التعاون والابتكار حيث تتضمن نموذجاً للمنزل عالي الأداء الذي يتعادل استهلاكه من الطاقة مع مستوى إنتاجه لها في الظروف المناخية الشديدة لبيئة المملكة في وقت نجحت "سابك" في هذا الصدد عن طريق دمج حلولها المبتكرة في جميع أنحاء المنزل بالتعاون مع عدد من المشاركين من رواد الصناعة. وأضاف البنيان بأن نموذج المنزل يشمل أكثر من 200 من الأنظمة والمواد والمنتجات المتطورة، التي تحد من استهلاك الطاقة والمياه في المنازل في المملكة والتي من المخطط ان تخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بما يعادل ستة محطات طاقة تعمل بالفحم. وتستعرض "سابك" في المؤتمر نحو 68 من حلول الاستدامة المؤهلة التي تنتجها الشركة، والتي تصدر انبعاثات أقل من ثاني أكسيد الكربون، مقارنة بالمواد التقليدية، أثناء عملية الإنتاج أو تحقق وفراً أكبر خلال مراحل دورة حياة المنتج الأخرى. وتشمل مجموعة واسعة من الحلول يمكن استخدامها في قطاعات النقل، والبناء، والأجهزة الطبية، والمعدات الكهربائية والإلكترونيات، والطاقة النظيفة، والتغليف، والمغذيات الزراعية؛ التي يمكنها إضافة مكاسب للزبائن عن طريق تمكينهم من صناعة منتجات أخف وزناً، وأشد متانة، وأكثر رقة، وأكثر دواماً، وأفضل عزلاً، وأسهل صنعاً. وتستهلك عمليات "سابك" التصنيعية وتستفيد من 3.3 ملايين طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً، وتستهدف الشركة تحقيق أهداف طموحة للحد من كثافة انبعاثات غازات الدفيئة، واستهلاكها من الطاقة والمياه بنسبة 25 في المئة، وكثافة فقدان المواد بنسبة 50 في المئة، وذلك بحلول عام 2025م، مقارنة بمستويات عام 2010.