وسط حشد كبير من الشباب والشابات، استقبلتهم قاعة المملكة في فندق "فورسيزون الرياض" مع ساعات الصباح الأولى أمس، عرض عدد من رواد ورائدات الأعمال عددا من مبادراتهم ومشروعاتهم في التخطيط لمستقبل المملكة، خلال جلسات منتدى مسك العالمي الذي يقام تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع. وأعتلى أربعة من شباب الوطن، منصة المنتدى للحديث عن مبادراتهم ومشروعاتهم والصعوبات التي تغلبوا عليها ليحققوا النجاح، وإسهاماتهم في التخطيط لمستقبل بلادهم. وسرد مهند أبو دية قصة حلمه الكبير الذي بدأ معه منذ صغره بمنافسة توماس أديسون في عدد الاختراعات، والصخرة التي اصطدمت بها آماله مع بدء دراسته الجامعية، عندما تعرض لحادثة أفقدته بصره، مشيراً إلى أنه كان في المستشفى يواجه الألم وتدور في رأسه مئات الأفكار حول طموحاته للمستقبل، فبدأ يراجع خططه، وانطلق من جديد. وتطرق أبو دية في الجلسة الأولى التي كانت بعنوان: "شباب المملكة "، إلى الصعوبات والتحديات التي اعترضته، ودفعته لمواجهتها بصبر وثبات فتمكن من دراسة الماجستير في إدارة الأعمال. لكن أحلامه لم تقف عند هذا الحد، وبدلاً من أن يصنع مليون اختراع كما كان يتمنى قبل إصابته، وضع لنفسه حلماً جديداً وهو تدريب مليون شخص في مجالات الابتكار إذ أسس مركز "اسطرلاب سنتر"، وطبع آلاف النسخ من البرامج التدريبية، وامتد عمله إلى الخليج أيضاً بالتعاون مع دول مجلس التعاون الخليجي، والأممالمتحدة، وسيبدأ الأسبوع المقبل تدريب المبتكرين عبر يوتيوب، ووسائل التواصل الاجتماعي. وتابع: "اخترنا للشركة اسم الاسطرلاب الذي ابتكره الأجداد العرب لتوجيه الرحالة وليكون مشروعنا لتوجيه المبتكرين". في حين قالت منيرة جمجوم المؤسس والمدير التنفيذي لإحدى الشركات، إنها في عمر ال16 عاما فكرت بحل قضية التعليم بشكل عام بأن تكون وزيرة للتعليم بالمملكة لعشقها للتعليم ولكنها تكره المدرسة، وتعشق القراءة ولكنها تكره درسها. وبدعم من والدها خططت منيرة لحياتها على هذا الأساس، فأصبحت معلمة لتعرف ما يواجهه المعلمون من صعوبات في التدريس والمناهج، ثم سافرت إلى نيويورك لتتخصص في تخطيط المناهج، ثم عادت لتدرس في الجامعة وتقيّم وضع المناهج، وكتبت أول كتاب لها بعنوان "خواطر جريئة عن التعليم في المملكة "، وتخصصت أكثر في مجال التعليم فعملت في مجال الاستشارات التعليمية، وبعدها أسست منيرة شركة "إمكان" لحل المشاكل في مجال التعليم. وشددت منيرة على أهمية أن يعرف الشاب أو الفتاة المشكلات التي يريد حلها، لينطلق في الحياة ويستطيع توفير المعرفة والخبرات اللازمة لحل تلك المشاكل. وأشارت لطيفة الوعلان مؤسس شركة "يتوق" إلى أهمية الإصرار والمعرفة لبناء اقتصاد قوي، كاشفة عن تجربتها في تأسيس الشركة المتخصصة في صناعة القهوة. وقالت الوعلان: "البداية كانت في 2011 بالتصنيع خارج المملكة، وكانت المنافسة شديدة واستوعبت أنني إذا أرادت الاستمرار في هذا المجال فيجب نقل التصنيع إلى داخل المملكة". وذكرت أنها واجهت تحديات وصعوبات كبيرة لنقل مراحل التصنيع إلى داخل المملكة، لكنها نجحت في ذلك بالإصرار والعمل الدؤوب، لافتة إلى أن شركتها واجهت مشكلة عندما طرحت أحد منتجاتها في السوق، لكن فريقاً من المهندسين السعوديين تمكنوا من حلها وجرى استبدال المنتجات من السوق من دون الاستعانة بأي مصنع خارجي. وشددت على أهمية بناء القدرات المحلية والتصنيع المحلي لتحقيق الاستدامة الاقتصادية، وبناء اقتصاد قوي، سواء كان ذلك لرجال أعمال أو متخذي القرار. وتحدث مؤسس شركة مايكروسوفت بيل جيتس في مقطع فيديو مسجل، عن دور التقنية في بناء مستقبل مشرق للمملكة العربية السعودية والعالم، وأهمية المنتدى في صناعة وتحفيز الابتكار وتنمية المهارات ودعم التوجهات المستقبلية. الكشف عن حلم فتاة أن تكون وزيرة للتعليم.. وقصة شاب ينافس توماس أديسون في الاختراعات وقال بيل جيتس: "لم أستطع الحضور لكن أود تهنئتكم في المنتدى بالحضور الشبابي المهم، وبرؤية المملكة 2030"، مشيراً إلى ان الشباب في المملكة يشكلون الغالبية المتعلمة التي يعتمد تطبيق الرؤية عليهم، إذ أن لديهم طاقات وإمكانات ليكون لهم وقع وتأثير. وأوضح أهمية الشراكة مع المملكة في دعم الشباب وإرشادهم لمستقبل أفضل في جميع المجالات. وشدد جو كايسر الرئيس التنفيذي لشركة SIEMENS، على أهمية دور الشباب في مستقبل المملكة. وقال: "لدينا الكثير من الكنوز، وإمكانات شبابنا المخبأة هي كنز المستقبل". ولفت إلى وجود مخطط طموح جداً لمستقبل جميل في السعودية. وتابع: "أنتم المحور الرئيسي لبلدكم، وأنتم ضمن المخطط لمشروعاتنا، إذ فتحنا مجالات المعرفة والتدريب في مركزنا بالدمام الذي يقدم الوظائف ويهيئ الشباب لسوق العمل في مجالات تقنية كبيرة". وتطرق إلى أن الشركة تبحث عن طرق جديدة لإدارة الابتكار، مؤكداً أهمية توافر الأنظمة الحاضنة للابتكار وتخطي العراقيل التي تواجهها، والتي تكون سبباً في الإبداع. وأفاد أن "سيمنس" أطلقت مؤخراً وحدة "نيكست47" التي تعمل تحت المجموعة الألمانية، بهدف مواكبة الإبداع واحتضان الأفكار الناشئة، والعمل على تطوير التقنيات بشكل أسرع بالتعاون مع المشروعات الصغيرة الناشئة، لافتاً إلى أن الوحدة سميت بهذا الاسم تبعاً لتاريخ تأسيس الشركة في ألمانيا عام 1847م. وبيّن أن السوق يتغير باستمرار والخطوات سريعة أكثر مما كانت عليه خصوصاً في المجال التقني، فالحواسيب الآن أسرع 2500 ضعف مما كان عليه في الثمانينات، وعلى الشباب أن يضعوا هذا في اعتبارهم، وتابع: "رواد الأعمال هم الذين سينقلون البلد للمستقبل، وعليهم أن يتسلحوا بالتقنية". وقال كايسر: "لم لا يكون الحلم أكبر فالابتكار يحول المملكة إلى مركز عالمي، وسنعمل يداً بيد لأن المملكة تستحق ذلك للقيام بريادة الأعمال إلى مستوى جديد من الابتكار والإبداع". وركّز بوب دودلي المدير التنفيذي لشركة BP، خلال جلسة النقاش التفاعلي "استعراض أدوات المستقبل" على أهمية اكتساب الشباب مهارات وأساليب جديدة من أجل الفوز بالثقة في عالم الغد. وعن رأيه بفرص نجاح رؤية المملكة 2030"، أكد دودلي أن نسبة النجاح 50 في المئة، ويعتمد نجاحها بشكل أساسي على جيل الشباب ومدى قدرتهم على الابتكار والإبداع في مجالات العمل المتنوعة، مشيراً إلى أهمية الانتباه إلى دور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في دفع التنمية إلى الأمام، واغتنام الفرص المتاحة في خطط التنمية. وفي جلسة "مواكبة اللحظة.. توقع اتجاهات الغد وصناعتها"، طرح مجموعة من المسؤولين والخبراء من بينهم خوزيه باروسو الرئيس التنفيذي لبنك جولد مان ساشز، وأحمد الهنداوي مبعوث أمين عام الأممالمتحدة للشباب، التوجهات الأساسية التي تؤثر بالعالم من حولنا وأهمية ترقب بعض التوجهات، إضافة إلى البحث في بعض الأدوات المتاحة، وكيف أثرت رؤية 2030 وأهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة وغيرها من خطط التغيُّر الوطنية والإقليمية على قطاع الأعمال وقادة الغد. وسأل مدير الجلسة المحرر في CNN جون ديفتريوس، المتحدثين في الجلسة عن كيفية تهيئة الشباب للتطوير والتغيير، وإحداث توازن بين الاقتصاد المحلي وما يحدث حول العالم، وهنا شدد خوزيه مانويل باروسو الرئيس غير التنفيذي في Goldman sachs international، على أهمية مواكبة التغيير والاهتمام بالمجالات التقنية والإبداعية. وأضاف أن التغيير سريع جداً، والعولمة فتحت المجال لاستخدام التقنية بشكل كبير، لكن يجب الانتباه إلى أن التغيير يجب أن يكون مدروساً ومخططاً. ولفت جاك أتالي مؤسس ورئيس Positive planet، إلى أهمية هدم الجدران الوهمية بين الأمم، والالتفات إلى كيفية إحداث الفارق في ريادة الأعمال والعلم والتكنولوجيا، مشيراً إلى أهم التحديات تتمثل في الديمغرافيا والتكنولوجيا، إذ سيزيد عدد سكان العالم بليون شخص خلال 15 سنة، وهنا يأتي دور التكنولوجيا في تحسين حياة الكثيرين، إضافة إلى دور النخبة من الشباب الذين يحدثون فارقاً في ريادة الأعمال والعلوم والتكنولوجيا، ولذلك فإن التعليم في هذه المنطقة مهم جداً في هذه المرحلة. وتطرق مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة أحمد الهنداوي، إلى أهمية دور الشباب في بناء التنمية، لافتاً إلى أن المنطقة تتمتع بإمكانات كبيرة من الشباب الذين يمكن لهم إحداث التغيير وإيجاد الحلول لمشاكل العمل والتنمية. وقال: "إن شباب الوطن هم الممثلون الحقيقيون لبلدهم، ونتمنى أن نجد منهم الكثير في الأممالمتحدة"، مؤكداً أن للشركات للصغيرة أهمية كبيرة إضافة إلى دعم الحكومات للتوجهات التي تصب في مصلحة الشباب. وأوضح أن مشروعات الأممالمتحدة في المملكة تدعم وتساند العمل التطويري والشراكات التي تستثمر في طاقات الشباب. وأضاف أن سكان المنطقة العربية يمثلون 5% من سكان العالم، ويحتاجون إلى 60 مليون وظيفة في الاعوام القادمة، وهو ما يمثل تحدياً. ولفت جون تشامبرز المدير التنفيذي لشركة Cisco، إلى أهمية الابتكار في حياة الشعوب، وكيفية تأثيره على الجيل الجديد، وتطوير حياتهم المهنية. وقدّم الخبيرين سولومون تشوي المدير التنفيذي والمؤسس لشركة 16 Handles، وبدر العقيلي مؤسس شركة Pick، عرضاً لتجارب أشخاص حولوا مواهبهم إلى نجاحٍ تجاري وتخطوا العقبات التي واجهتهم، وذلك خلال ورشة عمل "استثمار الهوايات في الأعمال التجارية". وأفرد منتدى مسك العالمي، ورشة عمل عن "الوضع الجديد لنظام ريادة الأعمال العالمي"، ناقش خلالها كل من جو لونسديل مؤسس شركة Palantir، وجونثان أورتمانس مؤسس الأسبوع العالمي لريادة الأعمال (GEW) ما يحمل المستقبل لرواد الأعمال، وكيف يسهم تعزيز بيئة ريادة الأعمال في البلدان والدول في مساعدة الأمم على النهوض. وتطرقت ورشة عمل "لماذا تفشل المفاهيم: إلى كيفية نجاح بعض رواد الأعمال المتميزين في تطوير بيئة لريادة الأعمال، فيما ناقشت أخرى كيفية إسهام تطبيقات الأجهزة المحمولة في تجديد العالم، وكيف نتفاعل معها. وتهدف مؤسسة "مسك الخيرية" من إطلاق هذه المبادرة الشبابية، إلى إيجاد منصة دولية شبابية لتبادل المعرفة واستعراض تجاربهم الناجحة عن قرب للوصول إلى نتائج وتوصيات ومبادرات تصب في تنمية وتطوير الطاقات الشبابية، بما ينعكس إيجاباً على الأوساط الشبابية في المملكة من جانب، وإثراء الجهود الدولية الساعية إلى تطوير وتمكين الشباب على المستوى العالمي من جانب آخر. مسؤولون وخبراء دوليون حضروا في الجلسات الحضور النسائي للمنتدى أحد الصغار يجرب أحد الأجهزة (عدسة/ بندر بخش وعمار الملحم )