من المعروف أن مرض السكري هو من أحد الأسباب الشائعة لأمراض العين، وقد يؤدي لفقدان البصر نتيجة المضاعفات الخطيرة التي يسببها، ومن أهم هذه المضاعفات اعتلال شبكية العين حيث يؤثر السكري على الأوعية الدموية في الشبكية ويتلفها، وقد يتسرب منها بعض السوائل والدم، أما في المراحل المتقدمة فيبدأ نمو أوعية دموية جديدة على سطح الشبكية وقد تغطي المنطقة التي من خلالها نستطيع رؤية الأشياء الدقيقة مما يؤثر في دقة الرؤية، وهناك مضاعفات أخرى كالماء الأبيض والماء الأزرق المعروف بالجلوكوما. معظم الحالات تبدأ عادة بدون الشعور بأي أعراض في المراحل الأولى، ولكن تبدأ الأعراض بالظهور في المراحل المتقدمة من الإصابة، ومن أبرز هذه الأعراض ضعف مفاجئ أو تدريجي في النظر، ظهور عتمة أو أجسام متحركة في مجال الرؤية ونادراً ما يحس المريض بألم داخل العين في المراحل المتقدمة جداً. ويمكن اكتشاف تأثير مرض السكري على العين في وقت مبكر، وذلك من خلال فحص عدسة العين وقاعها بشكل دوري للتأكد من سلامة الإبصار، وكلما اكتشف المرض مبكرًا واتخذت الخطوات العلاجية المناسبة، كلما قلت المضاعفات وكان العلاج أسهل. ومن التوصيات المهمة لمرضى السكري من النوع الأول، إجراء فحص العين خلال خمس سنوات من التشخيص ثم سنوياً بعد ذلك، حيث يندر إصابة العين بمضاعفات عند التشخيص، أما المرضى من النوع الثاني فيلزم إجراء فحص العين مباشرة عند التشخيص وإعادة الفحص سنويا بعد ذلك، كما ينصح بإجراء الفحص للسيدات الحوامل المصابات بالسكري خلال الثلاثة أشهر الأولى من الحمل ولا تنطبق هذه التوصيات على المصابات بسكري الحمل فقط. وللتقليل من المضاعفات، لابد لمريض السكري من التحكم في مستويات سكر الدم ويكون ذلك بممارسة الرياضة والمداومة على الحمية الغذائية وأخذ الأدوية بانتظام، كما أنه من المهم جداً الابتعاد والإقلاع عن التدخين لما له من دور كبير في الحد من المضاعفات على شبكية العين. عند اكتشاف أحد مضاعفات السكري على العين مبكرا بالفحص، تتم متابعة المريض بشكل دوري مع طبيب العيون وقد يقرر الطبيب علاج المراحل المتقدمة من اعتلال شبكية العين باستخدام الليزر ويكون ذلك بكي المنطقة المتأثرة لمنع تطور المرض وحماية المنطقة السليمة من الشبكية، أما المضاعفات الأخرى فقد يلجأ الطبيب للعمليات الجراحية كما في علاج الماء الأبيض والجلوكوما وفي الحالات المتقدمة التي تكون مصاحبة لنزيف مزمن في الجسم الزجاجي للعين أو في الانفصال الشبكي. ومن الجدير بالذكر وجود اعتقاد خاطئ لدى الكثير من الناس بأن العلاج بالليزر يسبب أضراراً خطيرة ويؤدي إلى فقدان البصر، وهذا ما أثبتت الدراسات العلمية عكسه تماماً. وتبين أن المعالجة بالليزر تقلل نسبة تأثر مركز الإبصار وفقدان البصر بنسبة كبيرة مقارنة بعدم العلاج بالليزر، كما يجدر التأكيد على فحص وظائف الكلى ونسبة وجود البروتين في البول لأن تأثر وظائف الكلى لدى مرضى السكر يعكس تأثر شبكية العين. * قسم الغدد الصماء والسكر د. أحمد المطر*