عامان ونصف العام ظلّ فيهما الروماني سيبيريان بانيت صامتاً، تاركاً الحديث لعمله والنتائج التي يحققها مع الهلال على مستوى الفريق الأولمبي، أو حتى حينما تُسلَّم له مهمة انتشال الفريق الأول لكرة القدم من أزمة فنية ونفسية سبَّبها مدرب سابق. "الرياض" استنطقت المدرب الصامت عن الكثير من النقاط حول عمله الأساسي والمهمة المؤقتة التي تولاها وحقق معها نتائج مميزة. * دعنا أولاً، نفتح صفحة الفريق الأول، درّبت الفريق على مرحلتين، أيّهما كانت أصعب؟ * كلاهما، لكن ما سهّل تجاوزها بالنسبة لي، معرفتي بالنادي واللاعبين وإمكاناتهم جيداً، وبالتدريبات المخصصة، كنت قادراً على إيصالهم لمستويات تكتيكية رائعة، أؤمن من كل قلبي أننا نمتلك لاعبين هم الأفضل في آسيا وليس المملكة فقط، ولهذا السبب أودّ أن أشكرهم، لأننا وصلنا لنتائج مبهرة سوياً، فتحوا قلوبهم لي، ووثقنا ببعضنا البعض، وبصورة مدهشة، تطوّر الفريق خلال مدة قصيرة جداً، شيئاً آخر أودّ إضافته، أحد أبرز أسباب نجاحي في كلا الفترتين مع الفريق الأول، كان لفهد المفرج دور بارز فيها، بدعمي أو بإسداء النصائح لي، بناءً على خبرته كإداري أو لاعب سابق للهلال، لقد عملت مع العديد من المدربين الكبار، لكن على مستوى المدير الإداري، كان الأفضل بين من عملت معهم، وأودّ أن أشكره من أعماق قلبي على مساعدته لي أو للفريق، وهو الأفضل في هذا المنصب بالنادي، ولم أكُن لأحقق أي نجاح من دون دعمه ومساعدته، إضافةً إلى ذلك أودّ أن أشكر الإداري سعد المنصور الذي يعمل معي حالياً، ولا أبالغ إن قُلت أننا نعيش هُنا كعائلة واحدة. o تحدثت عن المفرّج وأهمية أدواره، إلى أيِّ مدى تكمن أهمية تواجد المدير الإداري، لأي مدرب؟ * المدير الإداري تُساوي أو تتجاوز أهميته مرتبة المدرب، فله أدوار مهمة جداً، لذا علينا أن ندعم المفرّج في مهامّه، حتى يتمكن من العمل بشكل جيد، كما يفعل الآن. o خلال أربع مباريات في المرحلة الثانية تمكن الفريق من تسجيل 14 هدفاً، كيف تمكنت من صناعة فريق هجومي بهذه السرعة؟ * في بداية عملنا، أردنا تحويل الهلال الذي يستحوذ على الكرة من دون فاعلية، إلى الفريق الذي يحبّه الجميع بكونه فريقاً هجومياً يسجل العديد من الأهداف، ويهاجم في كلّ وقت، لذا أردت استغلال كافة أسلحتي في هذا الأمر مثل ناصر الشمراني وكارلوس إدواردو ونواف العابد، وقُمت بتوظيف كلّ لاعب في مركزه، وإعطائه المهام التي يجيدها، وكلنا شاهدنا ما تحقق، كما لا أغفل الدفاع الذي كان مميزاً أيضاً، إذ لم نستقبل إلا هدفين. o الأرجنتيني رامون دياز قدِم إلى الرياض قبل أيام معدودة من مواجهة مهمة أمام الاتحاد والتي خسرها لاحقاً، هل حاولت أن تساعده، ببعض المعلومات؟ * لن أتحدث عن أي أمور فنية في المباراة، فلَم أكن المدرب حينها، لكنني لا أرى أنه كان بحاجة لمساعدتي، فهو تمكن من مشاهدة العديد من المباريات للفريق، سواءً في الموسم الماضي أو الحالي، وعلى دراية تامة بكل أمور الفريق، وأنا سعيد بكونه مدرباً للهلال، ورئيس النادي الأمير نواف بن سعد أبلغني بعد مواجهة الشباب أن هناك اجتماع سيُعقد بيني وبين دياز، لكن هذا الاجتماع لم يُقَم حتى الآن. o قبل أن نغلق صفحة الفريق الأول، وبالعودة إلى المرحلة الأولى، تحدث أحد أفراد الجهاز الفني السابق ريغيكامف، أنك قمت بمنعهم من توديع اللاعبين والنادي، لمَ اتخذت هذا القرار؟ * إطلاقاً هذا الأمر غير صحيح، لم أقُم بمنع أحد، فأنا شخص مثقّف ومُهذّب، وأحمل شهادة الدكتوراه، ولا يمكن أن أقوم بمثل هذه الأمور، لكن بعض الأشخاص حينما لا ينجحون، من السهل أن يُلقوا باللائمة تجاه أي أحد، ولا أحب أن أُطيل في الحديث عن هذا الأمر. o في الصيف كانت هناك عديد من العروض التي تلقيتها من أندية خليجية على مستوى الفريق الأول، لماذا فضّلت الاستمرار مع الهلال، خصوصاً في فئة عمرية أقل؟ * الإجابة بسيطة، لأن الهلال يجعل مني مدرباً أفضل، هنا أجد بيئة احترافية للعمل، وتطوير نفسي أكثر، وهذا ما أبحث عنه أولاً، وليس المال، لأن بقية العروض مادياً كانت هي أفضل من الهلال. *على مستوى الفئات السنية، دائماً معيار النجاح يكون بتصعيد وإبراز اللاعبين للفريق الأول، وليس البطولات، بهذا المعيار ربما لم تنجح، فبماذا تقيّم تجربتك طوال عامين؟ * شكراً لك، سؤال مهم إجابته لها منطلقان، أولاً عملنا لا يتمحور بشكل رئيسي على المنافسة على البطولات، التي إن نافست عليها، فأنت تمتلك لاعبين مميزين، لكن أكرر أن هذا ليس هدفنا، بقدر ما يهمّنا أن نُبرز إمكانات اللاعبين، والمتابع بدقّة للفريق يعرف عملنا، فمن كان يعرف عبدالعزيز الشريّد حينما أتيت إلى هنا؟، كان مجرد لاعب يجيد الامتلاك بالكرة، وانظُر كيف انتهى به المطاف، ومن كان عبدالكريم القحطاني؟، كان لاعباً في المنتخب، لكنه كان فقط لاعباً يمتلك تحكماً عالياً بالكرة، وانظُر إلى كمّ الأهداف الذي سجله لاحقاً مكنته من أن يكون هداف الدوري، وكيف كان حسين القحطاني؟، قبل عامين حينما صُعِّد إلينا، كان لم يلعب إلا عدداً قليلاً من المباريات، لكنه معي سجل ثمانية أهداف في موسم واحد وهو لاعب وسط دفاعي، إضافة إلى تمثيله المنتخب السعودي، وجميعنا شاهدنا هذا الموسم الظهير الأيسر فهد غازي الذي لعب مباشرةً مع الفريق الأول بعد تصعيده، وسبقه أحمد شراحيلي، والآن المدافع الآخر عبدالله الحافظ، ولا أنسى الثنائي عبدالكريم القحطاني الذي يمثّل الرائد الآن، ومعه الشريّد الذي يعدّ حالياً هو أبرز لاعب في مركزه ب"دوري جميل" مع التعاون، وعبدالله العمّار مع الفتح، وعبدالمجيد السواط الذي يعد جاهزاً، وينتظر الفرصة متى ما أُتيحت له. o بما أنك تحدثت عن الشريّد تحديداً وتميزه مع التعاون، هل أُحبطت من طريقة مغادرته؟، خصوصاً وأنها لم تكن بنظام الإعارة؟ * حينما أعمل على تطوير أي لاعب، فأنا أعمل وفق منهجية النادي، حتى ينافسوا على مركز معيّن في الفريق الأول، لذا ليس من صميم عملي أن أتحدث عن قرار اللاعب أو الإدارة أو المدرب، الذي ربما لم يثق بإمكانياته، أو يُعجب بها، لكنني سعيد بتألق الشريّد الآن، وإن استمر على هذا المستوى، أعتقد أنه سيعود مرّة أخرى للهلال. o هل هُناك لاعب معيّن حينما قمت بتدريبه، توقعت أن يكون له مستقبل مميّز على مستوى الفريق الأول سواءً في الهلال أو أيّ نادٍ آخر؟ * منذ أن قدمت إلى هنا، وأنا أسعى إلى تطوير الفريق كُكل، أسعى إلى صناعة فريق جماعي، وليس لاعباً معيّاًن، لذا ذات الفريق الذي دربته الموسم الماضي تحديداً، وحققنا سوياً دوري الأمير فيصل بن فهد، لو لعبنا هذا الموسم في "دوري جميل"، فأنا واثق من أننا سنحقق مركزاً متقدماً.. o هُناك عديد الآراء حتى من اللاعبين أنفسهم، أن فئة "الأولمبي" تعدّ بمثابة المقبرة لهم، خصوصاً وأننا نشاهد في أوروبا اللاعبين يُصعَّدون من درجة الشباب أو الناشئين للفريق الأول مباشرةً، هل تتفق معها؟ * على العكس، أرى أن هذه الدرجة مهمّة جداً، فهي بمثابة الرابط بين درجة الشباب والفريق الأول، وتحافظ على المواهب التي ربما لا تأخذ فرصتها مع الفريق الأول، بدلاً من الخروج إلى نادٍ آخر، وعلى سبيل المثال في بلدي رومانيا قبل عدّة أعوام تمّ إلغاء الفئة التي تربط بين درجات الشباب والأول، وخسرنا العديد من المواهب حينها، ما يعني أننا فعلاً بحاجة لاستمرار هذه الفئة العمرية، التي في الهلال تحديداً نعمل فيها بشكل احترافي، فحينما درّبت الفريق الأول آخر مرّة برفقة طاقم العمل الخاصّ بالفريق الأولمبي قدمنا عملاً متكاملاً ومميزاً، كون العمل هنا في الهلال على مستوى الفئات السنية يسير بشكل احترافي ومنظم، وسعيد أننا نخدم اللاعبين، حتى إن غادروا لأندية أخرى حينما يُصعّدون للفريق الأول. o بما أنك تحدثت عن ربط فئة الأولمبي بالفريق الأول، هل تقوم برفع تقارير للجهاز الفني في الفريق الأول، وتُسدي لهم نصائح بالاستفادة من لاعب معين قد يخدمهم، أم تفضّل الاحتفاظ بلاعبيك؟ * الهدف الرئيسي لهذه الفئة هو خدمة الفريق الأول، بأي وسيلة ممكنة، وهذا سبب تواجدنا هنا، لكن طريقة عملي لا تميل لإرسال التقارير للجهاز الفني للفريق الأول سواءً كان سابقاً أو الآن، أنا أتواجد في مكتبي ثماني ساعات يومياً، من يريدني يجدني هُنا، ونحن جاهزون لمساعدته ودعمه بأي لاعب، وبإمكان الجميع مشاهدة عملي على أرض الملعب، والنتائج التي نحققها. o خلال فترة وجودك في العامين الماضيين مع الفريق الأولمبي، على الأقل خلال فترة الاستعداد للموسم، هل سبَق وأن تحدث إليك المدرب السابق اليوناني جيورجيس دونيس، أو الأورغوياني غوستافو ماتوساس، واستفسروا منك عن اللاعبين المُصعّدين، أو حتى الذين لا زالوا متواجدين مع الفريق الأولمبي؟ * ماتوساس حينما أتى للهلال كنت في إجازتي، وبعدما عُدت ذهبت أنا وطاقمي إلى مكتبه، لتهنئته فقط، ولم يدُر بيننا أي نقاش عن الفريق، في حين أن دونيس كانت هناك لقاءات عدة معه أو مساعده، كونه قضى فترة أطول، وتناقشنا حول العديد من الأمور، وطلب منّا بعض اللاعبين، وبشكل عام، مع نهاية كل موسم أقوم برفع تقرير متكامل عن الحالة الفنية لكل لاعب إلى الجهاز الإداري في النادي، لذا لا أعلم هل المدربين يقومون بتقييم اللاعب وفق تقريري الفني أو ما يرونه في المعسكر. نتائج مميزة حققها المدرب الروماني مع الهلال