لا تحتاج لعظيم لإشعال حرب؛ ولكنك تحتاج لعظيم وحكيم وحصيف كي يُطفى أوارها. إن دوافع بدء الحروب غير دوافع إنهائها ولذلك لا بد من وجود من يحمل تلك الخصائص مع قدرته على صنع القرار وتغليب المصالح. وبقدر ما يكون ذلك مهما بين المتحاربين فإن أهميته تزداد عندما تكون الحرب بين شقيقتين أو جارتين. لقد فوجئت كغيري من رفض الرئيس هادي للورقة التي قدمها ولد الشيخ أحمد مع العلم أنها احتوت على كل ما جاء في قرار الأممالمتحدة 2216 وكذلك على مبادرات مجلس التعاون الخليجي واعتمدتها أساسا في التسوية النهائية. فأردت أن أستعرض أهم ما في الورقة إن صدقت التسريبات فهذه أهم نقاطها: انسحاب الحوثيين وجماعات صالح المسلحة من المدن وتسليم الأسلحة الثقيلة والمتوسطة وتسليم راجمات الصواريخ إلى طرف ثالث. الانسحاب لمسافة 30 كلم من الحدود السعودية اليمنية إلى الداخل اليمني مع التزام بوقف إطلاق النار. تحديد شخص مقبول من الطرفين كنائب للرئيس بدلا من نائب الرئيس الحالي. تبدأ المشاورات على أساس قرارات مجلس الأمن 2216 ومبادرة مجلس التعاون ومخرجات الحوار الوطني. بعد المفاوضات الإعدادية المدعومة من الأممالمتحدة ومجموعة الدول الثماني عشرة تلتقي الأطراف لفترة لا تزيد على أسبوع لوضع اللمسات الأخيرة على نصوص الاتفاقية الكاملة والشاملة ومن ثم التوقيع عليها. بمجرد الإعلان عن الاتفاقية تعلن الأممالمتحدة عن تشكيل حكومة وحدة وطنية خلال 30 يوما، إذا نفذت الأطراف التزاماتها كل فيما يخصه. بمجرد التوقيع على الاتفاقية يستقيل نائب الرئيس الحالي ويعين هادي النائب الجديد للرئيس المسمى بالاتفاقية. عند اكتمال الانسحابات وتسليم الأسلحة الثقيلة والمتوسطة بما في ذلك راجمات الصواريخ، ينقل الرئيس هادي كافة صلاحياته إلى نائب الرئيس. هناك نقاط أخرى عن التزام الحكومة الجديدة بالالتزامات الدولية واحترام الحدود والإشراف على بقية الانسحابات ومعالجة الحالات الإنسانية العاجلة والقضاء على الجماعات الإرهابية وملء الفراغ الأمني والسياسي وبدء عملية البناء والتحضير لانتخابات جديدة بمساعدة الأممالمتحدة. طبعا قمتُ باختصار الورقة إذ لا بد من استعراضها لوجود أصوات نددت بها ووصمت ولد الشيخ بالخيانة وهي لم تقرأ نص ورقته. كما قلنا مسبقا هناك مستفيدون من الحرب لا يريدون للحرب أن تنتهي وسيحاولون دق الأسافين بين المتحاورين وسيعملون على قتل كل مبادرة بحجج واهية بغرض إطالة أمد الحرب غير عابئين بعواقبها.