ليس من طبعي استعراض حالات أشخاص بعينها مهما كانت سيئة. ولكن عندما تسمى الأشياء بغير مسمياتها وعندما لا يكون للادعاء رصيد من الواقع، وعندما يتحدى طرح الشخص مايدعيه من إنسانية وحياد فلا بد من الوقوف له وتعريته. ويضع في تعريفه عن نفسه الجملة الآتية: "أكاديمي وعميد سابق بجامعة السلطان...، أغرد في السياسة والإعلام والحياة والمجتمع والتسامح والتعايش وضد التطرف والتشدد والتكفير".. ولكن ما أن تتمعن في طرحه من خلال تغريداته حتى ترى أنه ليس فقد منحازا للحوثيين بل هو متجنٍ ومستغل مآسي الشعب اليمني ليصل لأهدافه. قلت ربما أكون أخطأت فاستعرضت تغريداته لعلي أجد مايشفع لإنسانيته وحياده من خلال تناول مآسي الشعب السوري أو العراقي أو من خلال استنكاره لجرائم حزب الله خصوصاً أنه جزء من الكيان الخليجي، ولكن يبدو أنه أخرس أعمى أمام جرائم الحشود ونظام الأسد وحزب الله. فقلت قد تكون شغلته الدولة الجارة فدعني أبحث عنده عن معاناة أهل تعز أو غيرها من محافظات اليمن المحررة من عبث وبطش الحوثيين فلم أجد. وقتها قلت لابد من تنبيهه لأنني أشعر بانجذاب لكل من يقول بالحياد ويناصر المظلوم فقد يكون فاته. فسألته سؤالا عن تجاهله لكل ماذكرت وأن ذلك لا يستقيم مع حياديته وإنسانيته. فانطلق مهاجماً من دون أن يستعرض تغريداتي متهماً إياي بما فيه وأنني لا أتحدث عن معاناة اليمنيين. ثم ختمها بقوله اكتب بما شئت وسأكتب بما شئت وليس لك حق مساءلتي. ولسوء حظه فقد كانت تغريداتي ومقالاتي غنية باستعراض مآسي اليمنيين. فقلت له سأرهق ضميرك إن كان لديك بقية من ضمير ثم أرسلت له روابط تغريداتي ومقالاتي عن معاناة اليمنيين. وقتها لم يجد بداً من حظري لكي لا يتم فضحه أمام متابعيه الذين تجاوزوا المئة ألف متابع. ما كان ليزعجني لو أنه عارض الحرب على الحوثيين فجميعنا نتمنى توقفها سريعا كي يرتفع عن اليمن ما ابتلي به من دمار وشظف معيشة ومرض وقتل. ولم أكن لأستغرب لو استعرض ما ينسب للتحالف من قصف للمدنيين الذي قد يقع خطأ كما في صالة العزاء، بشرط أن يستعرض كذلك ماينسب للحوثيين من القصف العشوائي. أما أن يكون انتقائياً في عرضه واعتراضه فهذا يتنافى مع أبسط قواعد العدل والإنسانية. لست أهتم كثيراً إلى أي مذهب ينتمي ولكني موقن أنه لا يمت للعدل ولا للإنسانية ولا للعروبة بصلة حتى وإن ادعاها.