تخرج الشاب السعودي م.معتز عارف من معهد طوكيو للتقنية واستقطبته بعدها شركة (شيفت) اليابانية للعمل فيها. وبعد فترة وجيزة أثبت كفاءته وتم تكليفه بإدارة أحد المشروعات في الشركة اليابانية، كان معتز يبقى الساعات الطوال بعد الدوام، ويعمل في الإجازات ويتفانى لإنجاح المشروع لكنه كان يرفض تماماً أن يصرف لنفسه خارج دوام ومرابطة في الإجازات. وسألته: "لماذا فعلت ذلك؟". فأجاب مبتسماً: "لأنني حريص على رفع الإنتاجية ورفع مستوى الأرباح لأثبت نجاحي أمام اليابانيين!". وتقديراً له من الشركة اليابانية تم ابتعاثه إلى وادي السيليكون والآن بدأ شركته الخاصة كرائد أعمال سعودي في اليابان.. مقالة اليوم تجيب عن السؤال: كيف نرفع إنتاجية الموظف السعودي؟؟ وقبل أن أتحدث عن سبل وأساليب رفع الإنتاجية فلا بد من توضيح لماذا نرفع إنتاجية الموظف السعودي؟ هنالك أسباب عدة ومنها: إنتاجية العامل والموظف عامل حاسم جداً للشركات الأجنبية في قراراتها بالمضي في مشروعات الاستثمارات الخارجية المباشرة والتي تعتبر إحدى أدوات تنفيذ رؤية السعودية 2030م. بكلمة أخرى، الأخبار التي انتشرت في وسائل الإعلام العالمية عن كسل الموظفين السعوديين وضعف إنتاجيتهم ستؤثر للأسف الشديد بشكل سيئ في قدرتنا على استقطاب رؤوس الأموال والمشروعات من الخارج إلى المملكة. رفع الإنتاجية يعني رفع مستوى الكفاءة والمخرجات التي ستنعكس بشكل إيجابي على أداء القطاع الحكومي والخاص والعسكري والأكاديمي وغيره بما يخدم المصالح الوطنية. سيسهم رفع الإنتاجية بقوة في دعم جهود السعودة في مختلف القطاعات وحل مشكلة البطالة. رفع الإنتاجية سيخلق بيئة جذابة تستطيع استقطاب الكفاءات المميزة الأجنبية إلى المملكة. رفع الإنتاجية سيرفع تصنيف المملكة العالمي في مؤشر السعادة (Index of Happiness). وننتقل للإجابة عن السؤال الأهم عن كيفية رفع إنتاجية الموظف السعودي. هنالك كتب ومؤلفات وأبحاث كثيرة عن مشكلات ضعف الإنتاجية وأساليب رفع مستواها، ولكني سأختار بعض النقاط لعرضها، دون تقليل من أهمية بقية الأدوات الأخرى، ومنها: القضاء على الصراعات الداخلية التي تستهلك الوقت والجهد من المؤسسات وزرع روح العمل بفريق واحد وتعليم أفراد المؤسسة حل مشكلاتهم بأنفسهم في جو الأسرة الواحدة. كسر الروتين بتدوير الموظفين بين الأقسام لتعليمهم مهارات جديدة وخبرات جديدة. وفي اليابان يكون التدوير كل سنتين في بعض المؤسسات الحكومية. عقد ورش عمل بين فترة وأخرى للتفكير الإبداعي في مكان خارج بيئة العمل. وضع خطة عمل وجدول مهام يومية وأسبوعية وشهرية وسنوية لكل فرد ومجموعة ومتابعتها. زيارة المنافسين والتعلم من نقاط القوة لديهم. خلق بيئة عمل جاذبة ومحفزة للموظفين تحمسهم للبقاء والعمل والتفاني. الترحيب والاهتمام بجميع الأفكار الخلاقة والمقترحات البناءة. التقييم العادل والتوجيه الاحترافي لتجاوز التحديات التي تواجه الموظفين. وضع الحوافز وعقد مسابقات داخل المؤسسات والأقسام، واستحداث جائزة وطنية للإنتاجية على مستوى الأفراد والمؤسسات قد تكون حافزاً جيداً. وأعرض عليكم كلمات نائب مدير شركة جي جي سي جالف اليابانية، التي تعمل في المملكة، السيد (كادو ريوئيتشي) خلال ورشة عمل عقدت في طوكيو في فبراير 2015م والذي تحدث فيها عن تجربته في العمل والإشراف على الشباب السعوديين من خريجي اليابان وخريجي الجامعات السعودية لسنوات طويلة: "لم أجد أي فرق في الجدية والانضباطية بين الموظف السعودي والياباني بل كنت أحياناً أشعر بالخجل وأنا أرى الشباب السعوديين يتفانون ويبدعون في العمل أكثر من زملائهم من اليابان وبقية الجنسيات". نعم،، هؤلاء هم أبناء وطني الحبيب.. هؤلاء هم السعوديون!