رحبت المملكة بعقد الجلسة الخاصة لمجلس الأممالمتحدة لحقوق الإنسان حول الأوضاع في مدينة حلب، وذلك في ظل التصاعد الخطير والعنيف وغير المسبوق من قبل النظام السوري وحلفائه في قصف واستهداف المدنيين والمنشآت المدنية والمستشفيات في شرق حلب، والذي خلّف مئات القتلى وآلاف الجرحى، في انتهاك سافر للقانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان، الأمر الذي يجعلها تصل إلى مستوى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. وقال مندوب المملكة في الأممالمتحدة في جنيف السفير طراد خلال الجلسة امس إن المملكة طالبت قبل ثلاثة أسابيع خلال الدورة ال33 للمجلس بالوقف الفوري والدائم للأعمال العدائية في حلب، والسماح غير المشروط بدخول المساعدات الإنسانية، مضيفًا أننا نجتمع اليوم لنذكر العالم بالجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب التي يرتكبها نظام بشار الأسد وحلفاؤه بحق الشعب السوري وعلى الأخص في شرق حلب، بحجة مكافحة الإرهاب، واستمراره في تعريض النساء والأطفال للقتل والتدمير والاستهداف المتعمد للمدارس والمستشفيات والكوادر الطبية، والقصف المباشر للمدنيين واستخدام الحصار كأسلوب من أساليب العقاب الجماعي، وأضاف السفير فيصل طراد أن المملكة سعت بكل إخلاص مع شركائها من أصدقاء سورية خلال اجتماعات لوزان ولندن لإيقاف قصف حلب، والدفع بالحل السلمي في سورية، إلا إن استمرار الأسد وحلفائه في عدوانهم لا يساعد على ذلك, منددًا بالقصف على شرق حلب وقتل المدنيين ومنع وصول المساعدات الإنسانية لأكثر من 275 ألف شخص في حلب الشرقية، واستخدام أسلوب الأرض المحروقة لدفع السكان للنزوح خارج مناطق معيشتهم ، والتهجير القسري لإحداث تغييرات ديمغرافية لصالح النظام. وطالبت المملكة في كلمتها المجتمع الدولي ومجلس حقوق الإنسان بالاتحاد والتوافق لتوجيه رسالة واضحة وقوية لنظام بشار الأسد لفك هذا الحصار الجائر، ووقف القصف الجوي والسماح الفوري بدخول المساعدات الإنسانية، وتقديم العلاج اللازم لكل من يحتاجه، والعمل مع المبعوث الدولي الخاص لإنجاح مساعيه للوصول إلى الحل السلمي لهذا النزاع طبقًا لبيان جنيف 1 وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة. أيدت بشدة إحالة جرائم نظام الأسد وحلفائه إلى المحكمة الدولية وأيدت المملكة بشدة دعوة المفوض السامي لحقوق الإنسان مجلس الأمن بإحالة هذه الجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبها النظام السوري وحلفاؤه إلى المحكمة الجنائية الدولية، مطالبة الدول الأعضاء في مجلس حقوق الإنسان بالتصويت لصالح القرار المعروض أمام المجلس، لتكليف اللجنة الدولية للتحقيق في سورية بإجراء تحقيق خاص وشامل ومستقل في أحداث حلب، لتحديد جميع المسئولين عن انتهاكات حقوق الإنسان وانتهاكات القانون الدولي وتقديمهم للمساءلة ، وتقديم تقرير كامل للمجلس. وكان مجلس الأممالمتحدة لحقوق الإنسان قد عقد امس في جنيف جلسة خاصة حول سورية وتدهور حالة حقوق الإنسان في مدينة حلب. وطالب المفوض السامي لحقوق الإنسان الأمير زيد بن رعد الحسين برفع الحصار المفروض على مدينة حلب ووقف القصف على حلب الشرقية والذي وصفه بالجريمة ذات الأبعاد التاريخية. وأدان زيد الانتهاكات التي ترتكب في سورية وأعمال العنف والهمجية والقتل وحرمان الملايين من المدنيين من المساعدات الإنسانية والخروقات الصارخة للقانون الدولي التي تمثل جرائم ضد الإنسانية، مطالبًا بتحويل المسئولين عن تلك الجرائم للمحكمة الجنائية الدولية, مشيرًا إلى أن مسئولية وقف الحرب السورية تقع على عاتق مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة. من جانبه دعا رئيس اللجنة الدولية للتحقيق في سورية باولو بينهيرو لاتخاذ إجراءات فورية لإنهاء الحرب في سورية والوقف الفوري للجرائم التي ترتكب في حلب. وناشد بينهيرو دول الجوار السوري والدول الأوروبية السماح للجنة بزيارتها لتوثيق شهادات اللاجئين الموجودين على أراضيها, موضحًا أن اللجنة بدأت منذ سنوات في توثيق الانتهاكات في حلب وستواصل رصد وتوثيق جميع الانتهاكات.