تمثل رؤية المملكة 2030 إطاراً للتحول والتغير إلى مجتمع قائم على المعرفة. والتحول هنا مختلف تماماً عن أي تحول يمكن أن يحدث في كثير من الدول إنه تحول من الاعتماد الأساسي على النفط، إلى موارد حيوية أخرى. كما أنه تحول ينحو إلى توطين اليد العاملة السعودية. ويستوجب ذلك تقوية وتشجيع القطاع الخاص لكي يصبح جاهزاً لتوليد وظائف جديدة، بالإضافة إلى توطين هذه الوظائف بدلا من الاعتماد على الوظائف الوافدة. وهذا يستدعى مشاركة التعليم العالي في هذه الرؤية الطموحة، من خلال الجامعات وذلك باختيار الطلاب بمزيد من العناية والاهتمام حتى يمكن الاستفادة منهم لتحقيق رؤية المملكة 2030 وخدمة التحول الاقتصادي من أجل مستقبل أفضل للوطن. وتأتي رؤية المملكة 2030 لتستكمل بناء منظومة تعليمية مرتبطة باحتياجات سوق العمل وتركيز فرص الابتعاث على المجالات التي تخدم الاقتصاد خاصة في التخصصات النوعية التي تتميز بها الجامعات العالمية المرموقة في الدول المتقدمة علمياً وتقنياً. وقد أوضحت الرؤية 2030 السعي إلى سد الفجوة بين مخرجات التعليم العالي ومتطلبات سوق العمل.. كما استهدفت الرؤية إمكانية أن تصبح 5 جامعات سعودية على الاقل من ضمن أفضل (200) جامعة عالمية بحلول عام 2030. ومن مراجعة أفضل الجامعات على المستوى العالمي، تم تصنيف جامعتين حكوميتين في المملكة من ضمن ال(500) جامعة عالمية، وهما جامعة الملك سعود وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن. والجامعتان مرشحتان لاحتلال مراكز متقدمة خلال السنوات القليلة القادمة، كما أنهما على رأس أفضل الجامعات على المستوى العربي. وهناك بوادر إيجابية من المسؤولين عن التعليم العالي بالمملكة لتحسين أساليب التحصيل العالمي وإعداد مناهج تعليمية متطورة تتوافق مع المستجدات العالمية، بالإضافة إلى زيادة برامج التدريب والتأهيل للقائمين على التعليم العالي. وتحتل المملكة المركز(34) في مؤشر التعليم ضمن (187) دوله شملها التقييم. وقد تضاعف هذا المؤشر خلال فترة العقود الثلاثة الماضية ليرتفع من (0,3) عام 1980م إلى ما يزيد على (0,7) خلال العام الحالي، وهي مرشحة لتحتل مرتبة عالية خلال الفترة القادمة. إن القيادة الحكيمة وبتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- تركز دائماً على الاهتمام بتطوير التعليم العالي. وفي أثناء تدشين بعض المشروعات بجامعة الملك عبدالعزيز بمناسبة مرور 50 عاماً على تأسيسها.. ركز الملك سلمان بن عبدالعزيز –حفظه الله- على الاهتمام بالتعليم إيماناً منه بأن التعليم هو الأساس لأي تطور، للوصول إلى مصاف الدول المتقدمة. ولا شك إن للجامعات دورا كبيرا في دعم خطط التنمية والاقتصاد من خلال تأهيل وتطوير القدرات البشرية بما يتواكب مع رؤية المملكة 2030. إن المملكة العربية السعودية تمر بأهم مرحلة تاريخية لتطوير اقتصادها، ورفع مستوى التعليم العالي، وعدم الاعتماد على مصدر وحيد للدخل.