قرار مدرب النصر زوران بإبعاد قائد الفريق حسين عبدالغني عن البعثة المغادرة إلى مكة لمواجهة الوحدة في مباراة هامة ب"دوري جميل" كان مفاجئا؛ ليس لأن اللاعب لا يستحق عقوبة ووقفة حازمة جراء تكرار مخالفاته في مباريات ودية ورسمية وتبعها كذلك في التدريبات؛ بل هي مفاجئة في توقيتها، الذي سبق أول لقاء بعد التوقف الأخير لانشغال المنتخب في التصفيات المؤهلة لمونديال 2018. يدرك زوران أن عبدالغني يحظى بدعم إدارة النادي لدرجة تكسرت معها اللوائح والأنظمة، وفرضت عليه أمورا لا يقبل بها مدرب يحترم نفسه، حتى مدير عام كرة القدم بدر الحقباني الأقرب لزوران رحل بسبب اللاعب المشاغب، ليبقى الكرواتي وحيدا يصارع في مهمة البحث عن عودة فريقه في وقت يفترض فيه أن يكون القائد خير معين لمدربه!! زوران لم يستفد من الإمكانات والعناصر التي يدربها، المستوى والنتائج كانت غير لائقة بفريق يطمح جمهوره لاستعادة لقب الدوري، ربما كان متابعا لحركة التغيير اللافتة في الأجهزة الفنية لفرق الدوري كبيرها وصغيرها، والتي تعلن رسميا خلال فترات التوقف؛ على الرغم من أننا لانزال نعيش الجولة الخامسة، قرر الكرواتي إبعاد عبدالغني في وقت حرج وبعد أن جددت إدارة النصر الثقة في الجهاز الفني الذي يقوده، زوران اختار القرار الجريء والإصرار عليه لتجسيد لغة الانضباط المفقودة والتي لا بد أن يكون لها ضحية بحجم القائد، ترك الكرواتي اللاعب يتدرب واختار التوقيت الحرج لإبعاده فلم يكن من مسيري النادي إلا الصمت هذه المرة!!. التسبب في إيقاف حصة تدريبية بعد مشكلة مع زميله عوض خميس وتولي المدرب مهمة تهدئة لاعب تكررت منه تصرفات متشنجة لا يمكن السكوت عنها، يخطئ ويعتذر ثم يتكرر دون قرار صارم أمر لم يجن منه النصر سوى الفوضى. عبدالغني أحرج الإدارة التي وقفت معه وتغافلت عن أخطائه، أحرج جماهيره التي تدعمه وتدافع عنه ظالما أو مظلوما. انقسم النصراويون بين مؤيد ومعارض حتى انتظر كثيرون سقوط فريقهم أمام الوحدة لترديد وينك يا حسين؟!. فاز النصر بثلاثية وبأداء جيد، وعاد السهلاوي بعد طول غياب، وحضر توماسوف، أمام النصر فرصة لإعلان اقتحام المنافسة، ومن المهم التركيز على الأخطاء الدفاعية في القادم الأصعب من المواجهات، ويبقى قرار زوران مهما ويستحق الإشادة، وإن كان متأخرا، هو قرر في وقت باكر، والتأخير يعود للإدارة التي وصلت أخيرا وصادقت على قرار زوران، فاز النصر وانتصر الانضباط، أن تصل متأخرا خير من أن لا تصل أبدا.