جبلت المرأة على مراقبة جمالها والحرص عليه، وتعتبر المرأة أن مظهرها هو الرصيد الحقيقي والكنز الذي تحافظ عليه، وذلك بحسب علم نفس المرأة، من ذلك نلاحظ الركض اللاهث للمرأة خلف الموضة وأدوات التجميل بشتى أنواعها وأصنافها وفي كل مواسمها، وتبذل في سبيل ذلك الكثير من الوقت والكثير من الجهد والمال، وهو الأمر الذي يفسر تصريحات خبراء وجراحي التجميل في العالم أن زبائنهم الرئيسيين هن النساء ومن مختلف الأعمار. فمهما بلغت المرأة من العمر فإنها في نظر نفسها لا تزال جميلة بل فاتنة، وكلنا نعرف ذلك المثل الذي تكرره النساء حول أخطاء المرايا وليس عيوب في جمالهن (فالعيب دائماً في المرآة وليس في المرأة)، والمرأة التي تهاجم مرآتها حين تداهم خطوط التجاعيد ملامح وجهها ستصاب بالانهيار حين تصاب بأي عارض صحي يؤثر سلباً على جمالها ورشاقتها وأناقتها وبالتالي كبريائها وكيانها. دوالي الساقين تؤثر على المرأة بشكل عام نفسياً، ولكن تأثيرها على المرأة الغربية هو أعظم لأنها تعودت على التباهي بجمال ساقيها، وارتداء ما يبرز هذه المفاتن من ملابس، ولكن نحن وبحمد الله مجتمع محافظ لنا قيمنا الإسلامية التي حفظت نسائنا، وبالتالي هن في الأساس لا يبدين مثل هذه المفاتن امتثالاً لأوامر الشارع عز وجل، ولكن هل هذا ينطبق على المرأة المتزوجة في داخل بيتها وأمام زوجها، بالتأكيد الأمر مختلف، فالمرأة أمام زوجها تريد أن تبدو فاتنة ورشيقة، وإصابتها بالدوالي أمر يفقدها الكثير من التوهج والرشاقة، مما سيحبطها حتماً. ولن يكون الأمر غريباً حين تبدأ بالتخلي عن أدوارها العائلية نتيجة لهذا الأمر، قائلة: كثرة وقوفي في المطبخ، والعمل المضني داخل البيت والكنس والطبخ والغسيل هي من أصابني بالدوالي، وتبدأ بمسلسل الإنزواء والتعاطي مع الأمر وكأنه نهاية العالم، وهو كذلك بالنسبة لها، فجمالها ورشاقتها تعني كيانها، وتبدأ بالتردد على المستشفيات وتلقي النصائح من هنا وهناك وليست فقط النصائح بل الكثير والكثير من التحذيرات فيما يسمى بالاستشارات العائلية وهي في الحقيقة خليط من المخاوف والمشاعر المضطربة أساسها اهتزاز ثقتها بنفسها كإمرأة جميلة ورشيقة. وتبدأ المرأة تميل للكسل وقلة الحركة، وربما تقوم بسلوك تعويضي مثل الشراهة في الأكل، أو الجلوس لفترات طويلة أمام التليفزيون والكمبيوتر، او إدعاء المرض والإرهاق والابتعاد عن الزوج وعدم تلبية حاجاته النفسية والعاطفية، مما يحدث شرخاً في الحياة الأسرية وتباعداً بين الشريكين. وفي مجتمع مثل مجتمعنا الإسلامي العربي المحافظ على قيمه وتقاليده نرى أن الأمر يجب أن يكون أسهل من ذلك بكثير، في حالة تم توعية الطرفين بالآثار النفسية السلبية لمثل هذه الحالة، وتوعية الزوج خصوصاً بأن يشعر زوجته بجمالها، ويطمئنها ويراعي ما تمر به، وأن لا يحسسها بأن هذا الأمر مؤثر، كما أن على المرأة تقبل مثل هذا الأمر كأي عارض صحي آخر، وأن تواصل متابعة حالتها مع الجهاز الطبي المختص وتلتزم بكل التعليمات وتدرك أنها ستصل في نهاية الأمر إلى نتائج مريحة ومرضية. * قسم التمريض - عيادة الجراحة