مع بداية كل عام دراسي ومع نهاية كل إجازة مدرسية يكون هناك تذمر وقلق لدى غالبية الطلاب والطالبات بشأن العودة للدراسة والمدارس والعكس حين اقتراب موعد إجازة نهاية الأسبوع أو نهاية العام الدراسي أو حتى أي إجازة مدرسية؛ لأنهم وبكل بساطة يكرهون الدراسة والذهاب للمدارس وتظهر كراهية الطلبة والطالبات للدراسة والمدارس من خلال كثرة الغياب بسبب وبدون سبب والتذمر المستمر من الدراسة وعدم الرضا وإهمال الواجبات المدرسية. وهذا الكره للمدرسة له أسباب يمكن تقسيمها إلى أسباب خارج المدرسة وأخرى داخل المدرسة، أما الأسباب التي تكون من خارج المدرسة، فمنها: السهر لوقت متأخر؛ مما يؤدي إلى عدم كفاية النوم وصعوبة الاستيقاظ المبكر، والازدحام المروري الذي يواجهونه يومياً صباحاً وظهيرة وبعد الطريق عن المدارس وخاصة في المناطق النائية مما ينعكس على نفسياتهم ويسبب التذمر والضجر والكره للذهاب للمدارس، إلى جانب معاملة الأهل في المنزل تجاه الدراسة والتي تكون إما قاسية ومتشددة أو مدللة ومتراخية، مع عدم توفر الجو الأسري المناسب للمذاكرة والمراجعة. أما الأسباب التي تكون من داخل المدرسة فمنها: معاملة بعض المعلمين والمعلمات التي قد يكون فيها نوع من الشدة وكثرة الواجبات والاختبارات؛ مما ينفر الطلبة ويحبطهم فالأفضل ابتكار طرق حديثة للتحصيل الدراسي تكون سلسة ومحببة ومشوقة، وعدم وجود وسائل ترفيهية وهوايات وأنشطة محببة للطلاب، وصعوبة بعض المقررات وعدم سلاستها، وعدم وجود حوافز تشجيعية للطلاب سواء من المدرسة أو المنزل، إلى جانب سوء بعض المباني والأثاث المدرسي لبعض المدارس القديمة والمستأجرة؛ مما يؤثر على أداء الطلبة والطالبات عمليا ونفسيا. هذه الأسباب وغيرها تساهم في نفور وكره الطلاب والطالبات لمدارسهم؛ لذلك لابد من دراسة هذا الموضوع بكل جدية من قبل القائمين على التعليم والتربويين بحيث تكون البيئة المدرسية بيئة جاذبة ومحببة ومرغوبة لا بيئة مكروهة ومنفرة للطلاب والطالبات، ليكون لدينا جيل يحب العلم والمدارس ويكره الغياب عنها.