فقدت الساحة الأدبية في الوطن بشكل عام وفي جازان وفرسان على وجه الخصوص أحد قاماتها مما كتب للوطن كتب القصيدة بكافة تفاصيلها وانشد للبحر تغنى بالحريد وأفرد أوبريت في مهرجان جازان الفل مشتى الكل.. الكثير من الأدباء والشعراء أرادو أن يتحدثوا عن الشاعر والأديب الراحل حسين محمد سهيل "ثقافة اليوم" استطلعت آرائهم. أشرعة الصمت بداية قال الشاعر أحمد الحربي: "فرسان حزينة وجازان مكلومة، فهو قامة أدبية وابداعية شارك في المشهد الأدبي بفاعلية من خلال المنابر الأدبية والإعلام المسموع والمرئي والمقروء والكتب الابداعية (أشرعة الصمت وللأقمار باب وكسرات فرسانية وغيرها) يغيب عنا ودموعنا تتسابق عند الرحيل على أولئك الموغلين في البعد ولا أمل في عودتهم". شاعر مطبوع أما د.مهدي بن أحمد الحكمي عضو نادي جازان الأدبي فتحدث عن الفقيد قائلاً: الراحل حسين سهيل كان حشداً من المواقف في رجل وأمة من المشاعر في جسد، من عرفه أحبه ومن تعامل معه اكتشف حقيقة الإنسانية الفياضة، شاعر مطبوع ومؤرخ متمكن وأخ متواضع وأديب فذ، وكان -رحمه الله- نموذج للأديب الإنسان يحرجك بتواضعه ويستميل مشاعرك بشعره ويفرض على قلبك أن تفرغ له مساحة من الحب لا يركض فيها غيره. أما القاص أحمد إبراهيم يوسف فقد استوحى من قول الشاعر: "للموت فينا سهام وهي صائبة من فاته اليوم سهم لم يفنه غدا وأضاف: حسين سهيل شجرة خضراء ذبلت خلال أيام قصيرة، لم يبق من وسيلة تعبير إلا الدموع قصائد ناطقة تعبر عن حرقة الفراق. تجلي إبداعي واعتبر الكاتب حسن مشهور أنّ الراحل بشخصه وموهبته تجربة إنسانية وأخرى شعرية ليس من السهولة الإحاطة بكافة أبعادها وتفصيلاتها المتناهية في الروعة والجمال والإنسانية، فعلى المستوى الإنساني كان أبو رياض الأقرب لنفوس أهالي منطقة جازان خاصة وكل من عرفه من أبناء المملكة على وجه العموم، فهو قد شكل بفعله الإيجابي أيقونة للعطاء والحب والإخاء الصادق، أما على المستوى الأدبي فقد كان هو الشعر في حضوره وجمال بحر فرسان في تجليه الإبداعي. رفيق حرف المؤرخ والشاعر إبراهيم مفتاح قال: الراحل الأستاذ حسين سهيل لا أعرف عن أي شيء أتحدث عنه، هل أتحدث عنه كقريب أم كطالب كان أمامي على مقاعد الدراسة حين تنبأت أنّه سيستنشق رائحة الشعر وبخور الكلمة أم كرفيق مسيرة حرف وكلمة، لقد خسرته فرسان وخسره الوطن، تغمده الله برحمته. من جهته بيّن التربوي والقاص محمد الرياني أنّه تربطه بالراحل علاقة قديمة تمتد إلى عقدين من الزمن، وقد بدأت هذه العلاقة عندما كنت مشرفا على النشاط الطلابي الأدبي في الإدارة العامة للتعليم بمنطقة جازان، وكانت فرسان تحتضن نخبة رائعة من المعلمين والطلاب الذين ينثرون الأدب والشعر في كل أرجاء فرسان بعنايته. خسارة كبيرة واعتبر منسق اللجنة السياحة ومدير المركز الثقافي بفرسان سابقاً الأستاذ عثمان حمق أنّ الراحل ترك للتاريخ صياغة فجر آخر، يختلف تماما عن التاريخ الذي ولد فيه المبدعون، "تشرفت بالعمل بجانبه كأحد أبناء الجيل الحديث لكي أنهل من شهد إبداعه عن قرب، سهيل يمتاز بالجدية والإخلاص، تعلمت على يده حبه لمعشوقته الأولى فرسان". فيما ذكر الحسن آل خيرات عضو مجلس إدارة نادي جازان الأدبي أنّه يصعب الحديث عن حسين سهيل مثقفا كما يصعب الحديث عنه إنساناً، "ولكن كان كبيراً هنا، وكبيرا هناك، فقده في الحالتين الإنسانية والثقافية خسارة كبيرة، ولكنه قضاء الله وقدره وليس لنا إلا الدعاء".