بعث المنتخب السعودي لكرة القدم رسالة إلى منتخبات القارة الآسيوية بأنه قادر على إعادة أمجاده متى ما اراد ذلك، فهو يمتلك المؤهلات الفنية الفردية والجماعية التي تؤهله للفوز على أقوى المنتخبات الآسيوية، ويعتبر الأداء الفني اللافت للأنظار الذي ظهر به أمام استراليا والتعادل 2-2 جرس إنذار لخصومه الذين كانوا يقللون منه، ويواجهونه وهم مؤمنون بأنه منتخب عادي فقد هيبته. "الصقور الخضر" أعادوا صياغة نظرة الجميع تجاههم خلال 90 دقيقة، عندما سيطروا على مواجهة "الكنغر" الذي يمثل للآسيويين "بعبع" يخشى كل من يواجهه أن يخسر بنتيجة ثقيلة، وتفوقوا فنياً وظهروا بروح قتالية لم نشاهدها ممن ارتدى شعار المنتخب خلال الأعوام الماضية، وبرهنوا على أنهم قادرون على إسعاد شعب بأكمله بإهدائه بطاقة التأهل إلى نهائيات كأس العالم 2018م. لكن المشوار في التصفيات لا يزال طويلا، والمستقبل بالتأكيد سيكون أصعب، ومواجهة الإمارات الثلاثاء المقبل تعتبر منعطفا مهما في مسيرة "الأخضر"، ولابد من الاستفادة من عاملي الأرض والجمهور للخروج بنتيجة إيجابية، ف"الأبيض" لا يقل قوة عن المنتخب السعودي ولا حتى عن الاستراليين لأننا شاهدنا كيف تفوق على اليابان في أول جولة، وأحرج "الكنغر" في الجولة الثانية ولم يخسر منه إلا بصعوبة وفي آخر ربع ساعة، وهذا يعني أن المواجهة تحتاج إلى حنكة إدارية قبل الأمور الفنية. أما مباراة استراليا التي حصلنا فيها على نقطة وخسرنا نقطتين كانت في متناول اليد انتهت بكل ما فيها، لابد أن تُغلق صفحاتها من قبل اللاعبين وحتى الجماهير، المبالغة في التعاطي مع المباراة والفرحة بمستوى "الأخضر" الكبير ستنعكسان سلبياً لا محالة على اللاعبين، الرسالة التي يجب أن تصل للجميع أن مباراة أستراليا ماهي إلا ثلاث نقاط، إن حصلنا عليها لن نضمن التأهل، وإن خسرناها لن نفقد فرصة التواجد في روسيا، وبعد أن تعادلنا فيها فالمجموعة لم يتغير فيها شيء، لا زلنا نتقاسم الصدارة مع الاستراليين، ولابد أن نركز على لقاء الإمارات، ونأخذ من مواجهة الخميس الأمور السلبية والأخطاء لتصحيحها، وننسى كل شي آخر، هذه هي مصلحة المنتخب، فالمشجع لن يقبل بمستوى فني أقل مما رأه أمام احد افضل منتخبات القارة إن لم يكن اقواها على الإطلاق، ولن يسمح للاعبين بأن يعودوا للمربع الأول ويلعبون من دون روح. نطمح في أن يستمر الالتفاف حول منتخب الوطن حتى يتحقق الهدف المنشود وهو الوصول إلى نهائيات كأس العالم 2018م، فما نراه اليوم من وقفة مشرفة للسعوديين بمختلف اطيافهم وميولهم حوله أمر يدعو للفخر، منذ عهد طويل لم نشاهد هذه الحالة المشرفة التي فقدناها في وقت سابق ودفعنا ثمن ذلك بخيبات متتالية ابعدتنا عن الإنجازات والنتائج الإيجابية، استشعرنا جميعاً المسؤولية فحصدنا ثمار ذلك داخل المستطيل الأخضر بأداء قتالي للاعبين، ولو سألت أي واحد منهم عن السر في ذلك ستأتي إجابته من دون تردد بأن وقفة الجميع والتفافهم حول منتخبهم لعبا دوراً كبيراً في ذلك، ونأمل أن يحظى "الأخضر" بدعم جماهيري لا يقل عن ذلك الذي حظي به مساء الخميس أمام استراليا.