أكد الرئيس السوداني عمر البشير أن أمن المملكة العربية السعودية خط أحمر ولن تسمح السودان أو تقبل المساس به، مهنئا المملكة على نجاح موسم الحج. وجدد البشير في فاتحة أعمال القمة السودانية المصرية التي التأمت بالقاهرة أمس دعمه للتحالف العربي الذي تقوده المملكة لإعادة الأمن والاستقرار في اليمن ودعم الشرعية، لافتا إلى أن مشاركة السودان في عاصفة الحزم ابلغ دليل على دعم الحكومة الشرعية والاستقرار. وأيد البشير الوصول لحل سلمي للأزمة السورية يكون مرضيا للجميع، أن المنطقة تواجه إرهاب يطول الجميع ولابد من خطة لمواجهته وتنسيق مشترك. وشدد الرئيس السوداني على ضرورة التنسيق المشترك مع المنظمات الدولية وتواصل الدعم في القضايا المشتركة بين القاهرةوالخرطوم، لافتا إلى ضرورة أحكام تنسيق الآليات المشتركة لتعزيز قدرة الحكومة الليبية في إطار اتفاق الصخيرات وتوحيد الجهود الدولية لإعادة الأمن والاستقرار لربوع ليبيا. وأكد على حرص بلاده على تعزيز التعاون الثنائي مع مصر في إطار تحقيق المصالح المشتركة، والتواصل لحلول لقضايا المنطقة وحلول بتقديرات مرضية لجميع الأطراف. وهنأ البشير الشعب المصري باحتفالات نصر أكتوبر الذي يمثل نصر لكل العرب وللشعب السوداني على وجه الخصوص. السيسي: ما نواجهه من تحديات يدفعنا إلى التكاتف وتضافر الجهود وقال إن جهود التواصل بين مسئولي البلدين تحمل بشرى لعلاقات أرحب وفريدة تخدم الشعبين، لافتا إلى وجود 31 لجنة مشتركة بين البلدين تدل على أهمية العلاقات بينهما، وتعهد بأن تبذل بلاده أقصى جهودها لخدمة مصالح الشعبين الشقيقين المصري والسوداني، وأضاف "لا بد من تفعيل الاتفاقيات بين البلدين لتسهيل حركة التجارة". وأكد أن المعابر التجارية بين البلدين سيكون لها فوائد اقتصادية وتجارية مهمة، ودعا في كلمته القيادة المصرية لحضور مؤتمر الحوار الوطني المقرر في السودان يوم الاثنين المقبل. وكان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي قد دعا نظيره السوداني عمر البشير إلى إطلاق شراكة إستراتيجية شاملة بين البلدين لتجسد العلاقات الوثيقة والروابط التاريخية العريقة الممتدة، وترسم الأطر اللازمة لإحراز التقدم في شتى مجالات العلاقات الثنائية وبما يرسخ المصالح المشتركة بين مصر والسودان. وقال السيسي في كلمته خلال افتتاح اللجنة العليا المشتركة بين مصر والسودان بمقر رئاسة الجمهورية "إن العلاقات بين البلدين تمر بلحظة هامةٍ في تاريخها إذ ندرك جميعاً نحن أبناء وادي النيل أنه يتعين علينا البناء على هذا الترابط الاجتماعي والثقافي الفريد بين الشعبين، والذي يضرب بجذوره في أعماق التاريخ نحو آفاق مستقبلية أرحب وذلك من خلال تكثيف التعاون المشترك في شتى المجالات، بما يسهم في تعزيز مساعينا نحو التنمية والرخاء الذي نتطلع جميعاً إليه". ونوه السيسي برفع مستوى اللجنة العليا المشتركة بين البلدين لتكون على المستوى الرئاسي، تعبيراً عن إرادة سياسية واضحة للوصول بمستويات التعاون المشترك إلى الآفاق التي تتسق مع ما يربط بيننا من تاريخ وكذلك مع الإمكانات الهائلة لتعميق وتعزيز العلاقات المصرية السودانية، والتي نوليها من جانبنا اهتماماً خاصاً ونحرص على متابعتها بشكل مكثف. وقال السيسي "إن ما نواجهه من متغيرات وتحديات إقليمية ودولية يدفعنا إلى التكاتف وتضافر الجهود، والتمسك بإعلاء دوائر الاتفاق والبناء عليها والواقع أنه لا غنى عن التعاون المشترك الصادق والمخلص بين مختلف مؤسساتنا من أجل مكافحة قوى التطرف والإرهاب في المنطقة سواء من خلال الوسائل الأمنية، أو من خلال معالجة جذور هذه الأفكار السامة بالفكر وبتعزيز التنمية". وأكد أهمية استمرار التعاون والتنسيق بيننا من أجل دعم جهود السلام ومساعي التسوية الشاملة للنزاعات في منطقتنا العربية والأفريقية بما يسهم في إرساء الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي. وشدد على مساندة مصر لكل الجهود التي يبذلها الرئيس البشير لإرساء الاستقرار والسلام في أرجاء السودان، مشيرا إلى أنه تابع بتقدير تحركاته وإنجازاته اتصالاً بذلك، لاسيما فيما يخص مبادرة الرئيس السوداني لعقد حوار وطني وكذا مبادرته بتوقيع اتفاق خارطة الطريق مؤخراً. وأكد السيسي ثقته في أن حكمة الرئيس عمر البشير سيكون من شأنها أن تعيد الأوضاع في دارفور وفي النيل الأزرق وجنوب كردفان إلى سيرتها الأولى "بما يحقق لأهلنا هناك ما يصبون إليه من أمن وأمان ورخاء".