حسن الزهراني انتهت الفترة الحالية لمجالس الأندية الأدبية، دون تمديد أو تجديد، في ترقب من الأدباء والمثقفين لما سيحدث من تطوير للأندية ومستقبلها في ظل الرؤية الجديدة للمملكة 2030. وقال رئيس نادي الباحة الأدبي حسن الزهراني: "أعتقد أن الوزارة في الوقت الراهن مشغولة بتجهيزات هيئة الثقافة، التي تتطلب جهداً ووقتاً لتأتي مواكبة لتطلعات المثقفين الذين ينتظرونها بشغف، وكذلك تعديل اللائحة التي تتوقف عليها عملية الانتخابات، وتعديلها أمر ضروري من وجهة نظري لتكون انتخاباتنا كما نتمنى، أما ما يخص مجالسنا الحالية؛ فإننا سنستمر في عملنا كما حدث سابقاً حتى تأتي توجيهات الوزارة إما بالتمديد أو بإجراء الانتخابات، فرسالتنا الأدبية تحتم علينا تسيير أمور الأندية وهذا هو توجه جميع الزملاء في جميع الأندية كما أعتقد، أما بالنسبة لدمج الأندية والجمعيات فأعتقد أن هذا سيحدث ولو بعد حين". وعن مستقبل الأندية ذكر "الزهراني" أنه سيكون من جميل إلى أجمل، فهي نافذتنا الثقافية على العالم حيث أوصلت صوت الكثير من أدباء الوطن للعالم العربي، وكذلك أصوت الكثير من مثقفي ومبدعي ومفكري الوطن العربي إلينا، كما أثرت المكتبة العربية بمئات الإصدارات الراقية، فهي الآن دينمو الساحة الثقافية في المملكة ولا خيار في استمراريتها ودعمها من قبل الدولة، لتنقل كما تفعل الآن صورتنا المشرقة والمشرفة للعالم. أما الكاتب والأديب "حامد العباسي" فقال: من الطبيعي أن لكل مجلس مدته في كل دورة، وأن تتجدد الدماء -كما يقال- لكي تعطى الفرصة لآخرين، ومجالس الأندية الأدبية تدخل ضمن نطاق هذا "الطبيعي"، لكن بهذه الصورة الحالية والسيناريو الواقعي الذي شهدناه، ونسف حتى اللائحة القديمة واعتماد لائحة جديدة وضعت نصب أعين من وضعها وأقرها مفهوم "التوظيف" أولاً، وكأن المثقف والأديب أو الشاعر والقاص سيتقدم لوظيفة في الأندية، ورمت اللائحة بكل جهود المثقفين والأدباء السابقة، ولم تعر تاريخهم الثقافي والأدبي أي اهتمام.. وبالتالي فإن عدم التجديد أو التمديد لهذه المجالس يعتبر إجحافاً وأمر غير مدروس. وأضاف لا أظن بأنه سيتم دمج الأندية الأدبية بجمعيات الفنون، وإن حدث هذا ففيه عودة بسفينة الثقافة والأدب للوراء، في ظل رؤية مستقبلية طموحة للمملكة، وعلى متخذي القرار دراسة هذا الشأن ألف مرة قبل التهور والندم.. وحول الرؤية المستقبلية للأندية الأدبية قال "العباسي" مازالت ضبابية في ظل التخبط العشوائي في القرارات، ولا أحد يعلم ما هو المصير لهذه الصروح الأدبية، التي كانت كذلك. فيما قال "د.حمد السويلم" رئيس نادي القصيم الأدبي: إن التطور سمة المجتمعات الطموحة التي تروم التغير نحو الأفضل.. والوطن بكل أبعاده السياسية والاقتصادية والحضارية والثقافية يمر بتحولات مهمة، و سيشهد العام القادم 1438، ولادة هيئة الثقافة التي صدر القرار الرسمي بإنشائها هذا العام، والتي تعكف اللجان حالياً على صياغة أطر لعملها.. لذلك فإن تأجيل الانتخابات من قبل الوزارة أمر متوقع، والأندية الأدبية تقوم بدورها الثقافي والوطني، ومعظمها منهمك الآن في إعداد البرامج التي سيسهم من خلالها في احتفالات الوطن بيومه المجيد. فتأخير انتخابات مجالس الأندية الأدبية لم يعطل الحراك الثقافي فيها، الشيء الذي يشغل تفكير المثقفين والمتابعين هو مصير الأندية الأدبية في ظل هذا التحول، وهل ستبقى كما هي مع شيء من التطوير؟، أم تتحول إلى مراكز ثقافية تكون ذات صبغة ثقافية أوسع من وضعها الحالي بحيث تشمل الأندية الأدبية وجمعيات الثقافة والفنون؟. وأضاف السويلم: يبدو لي أن العبرة ليست في التسمية، فسواء احتفظت بهذا الاسم الجميل الذي أصبح جزءا من المكون الثقافي المحلي، أو منحت اسماً جديداً يستوعب كل أنماط العمل الثقافي، المهم في الأمر هو أن تدعم الوزارة المؤسسات الثقافية بسخاء لأن العمل الثقافي عمل معقد ومتشعب ويحتاج إلى ميزانية جيدة.. والدعم الحالي يذهب معظمه رواتب للموظفين وصيانة للمباني، فيما نؤمل نحن منسوبو الأندية الأدبية والوسط الثقافي أن تشهد الأندية في ظل هيئة الثقافة منعطفاً تجتازه نحو تطور يناسب المرحلة التي تمر بها المملكة خلال طريقها صوب التطور في إطار رؤية 2030. حامد العباسي د.حمد السويلم