هجرة يبرين يتوقف بها المكان ويتحرك الزمان، فيما يستذكر كبار السن ذلك الزمن من التاريخ العظيم والطويل والتراث الغني للمملكة العربية السعودية جمعته تلك الهجرة في أبهى صورة لتعيدك للماضي بحنينه ورونقه، ترتسم على محيا أهلها البهجة وتدفعهم بشريط الذكريات للوراء خاصة من عايش تلك الحقبة أو التحق بشيء من تفاصيلها، فيما الأطفال تأسرهم الدهشة وتتقافز إلى اذهانهم التساؤلات تلو التساؤلات التي تخبر عن واقع ذلك الزمن الأصيل بأصالة أهله وناسه والتي لم يعايشها الأطفال انما حفرت في اذهانهم كقصص تروى. ويروي لنا الشيخ حمد بن جابر المرظف أن الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن فيصل ال سعود –طيب الله ثراه- اختار واحة يبرين الواقعة في عمق الصحراء والبوابة الشمالية الشرقية للربع الخالي، لتكون مركز تجمع وقاعدة له ورجاله وذلك بعد خروجه من الكويت عام 1319ه 1901- 1902 م، ومكث –طيب الله ثراه- في هجرة يبرين خمسين يوماً، من غرة شعبان إلى العشرين من شهر رمضان، عندما كان قادماً من دولة الكويت، متجهاً لفتح الرياض، وتوقف قبلها في مكان يطلق عليه "أبو جفان" غرب الدهناء وانتهت الرحلة بفتح الرياض عام 1319ه، وكانت هجرة "يبرين" من الخطوات الأولى في تأسيس وتوحيد المملكة، من هنا تكمن أهمية هذه الهجرة لما تحمله من إرث تاريخي لقيام الدولة السعودية من جانب، ووجود حقل يبرين النفطي من جهة أخرى. وأشار إلى أن يبرين هجرة تشتهر بالزراعة والآثار، وتربية الماشية، خصوصاً الإبل، ويعود تاريخ الهجرة إلى مئات السنين، وقد شهدت خلال السنوات الماضية تطورا ملموسا، يوجد بها اليوم عدد من المدارس والمرافق الحكومية، كما تشهد تنامياً في الحركة العمرانية. وقال الشيخ حمد بن المرظف "هذه الواحة وبما تمتلك من بعد رمزي وزمني، تبعد عن مدينة الهفوف التابعة لمحافظة الأحساء نحو 270 كلم تقريبا، تنتشر بها الآثار القديمة، والمدافن التي تتألف من عدة غرف، وكانت تستخدم للدفن في العصور السابقة والتي تدل على تاريخ المنطقة العريق، وهي تمثل نسيجاً حضارياً لعصور قديمة". وأوضح علي بن حمد المرظف رئيس مركز هجرة يبرين أن الهجرة تحتوي على مركز للإمارة ومركز شرطة ومركز دفاع مدني وبلدية وهيئة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومركز صحي ووحدة بيطرية ومدارس بنين وبنات، وهذه لها فضل كبير على تحويل يبرين من هجرة صغيرة إلى مدينة وحولت أهالي يبرين من بدو رحل إلى الاستقرار بصفة دائمة وقاموا بتعليم أبنائهم والفضل بعد الله يرجع لولاة أمرنا حفظهم الله، كما تم وضع الخطط التنموية، حيث تشهد العديد من التحسينات والمشروعات البلدية والزراعية والتجارية، متمنيا توفير عدد من الخدمات لعل اهمها مستشفى عام، وكلية للبنين والبنات، وإنشاء وحدات سكنية، ومحكمة شرعية، وبنك، لاسيما وان الهجرة يقطنها اكثر من 12 ألف نسمة، ويتبعها أكثر من 22 هجرة وقرية بما فيها أربعة مراكز حكومية، لافتا الى أن أغلب أهالي يبرين من ذوي الدخل المحدود ولايستطيعون الذهاب إلى الاحساء او الدمام وفيهم كبار السن والمرضى بأمراض مزمنة. يذكر أنه اكتشف في وقت سابق غنى هجرة "يبرين" بثروة البترول، التي تنتج أربعة ملايين و700 ألف قدم مكعب من الغاز يومياً، ويتدفق حوالي خمسة آلاف ومئة برميل يومياً، من الزيت الخفيف جداً، من "حقل يبرين"، الذي يقع على الحافة الجنوبية لحقل الغوار، الذي اكتشف في 1/27/ 1424ه. الهجرة غنية بالمواقع الأثرية الواحة تشتهر بالنخيل علي المرظف حمد المرظف مدخل هجرة يبرين الهجرة شهدت تطوراً في الخدمات مجسم جمالي في أحد شوارع يبرين إبراهيم الشيبان