يقف منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد النبوي الشريف صامداً في بنائه الحالي لأكثر من أربعة قرون وتحديداً منذ عام 998 ه عندما تم استبدال القديم به. وصنع هذا المنبر من الرخام وطلي بماء الذهب وكسي بالزخرفات والنقوش العتيقة، وهو حد ومعلم للروضة الشريفة، قائم على حوض النبي الأكرم كما جاء في الحديث: "ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة ومنبري على حوضي". وكان أول بناء لمنبر الرسول الكريم قبل أكثر من 14 قرناً من عتبتين حتى العهد الأموي؛ حيث زيد إلى ست درجات ومقعد، وفي الدولة العباسية جدد مرات لتقادمه، وفي عام 654 ه احترق المسجد النبوي الشريف وأتت النيران عليه فبني منبر جديد له رمانتان نصب في موضعه، ثم توالت المنابر حتى الحريق الثاني عام 886 ه فبني منبر بالآجر طلي بالنورة، ثم جاء المنبر الأخير في العهد العثماني. وتعددت درجات المنبر وتعددت صناعته، فكان يصنع أحياناً من الخشب أو المرمر، أو الرخام.