أكثر من ألف عام صمد طريق حجري أثري يربط بين الطائفومكةالمكرمة عبر منحدرات جبال السروات السحيقة، وكان هذا الدرب (كرا) شريان حياة خاصة لأهالي الطائف الذين تتربع مدينتهم السياحية على قمة من القمم العالية التي يزيد ارتفاعها على 1800 متر فوق سطح البحر، مما يجعل الصعود إليها مهمة مستحيلة في زمن افتقر للإمكانات. أسس في عهد الملك سعود وافتتحه الملك فيصل.. ومرّ بمراحل تطوير آخرها مازال جاري التنفيذ وقد كانت ومازالت الطائف معبراً من كافة مدن وقرى جنوب المملكة واليمن للوصول إلى الحرم المكي الشريف والمشاعر المقدسة، وظلت كذلك في هذا العهد الزاهر حلقة وصل رئيسة، ومعبراً برياً مهماً لقوافل الحجيج من المناطق الوسطى والجنوبيةوالشرقية وحتى دول الخليج العربي، وكذا تحول مطار الطائف إلى نقطة ارتكاز في بوصلة الرحلات الجوية من وإلى مناطق المملكة، وفتحت مجالها الجوي الرحب على الرحلات الدولية، ليضيف للطائف منفذا بات يربطها بدول العالم. وظل طريق الكر (كرا) الذي يتلوى على الاكتاف الجبلية واحداً من أشهر الطرق التي أبرزت قدرة الانسان على تطويع الجبال لصالحه، فأصبح واحداً من الطرق العالمية التي يقاس به في مجال الإنجاز البشري بقطاع الطرق عالمياً. علوي: مدينة الورد بوابة الحجاز إلى نجد والخليج تربطها عدة طرق عبر منحدرات السروات بوابة شرقية للمشاعر أكد المؤرخ والباحث في الشأن السياحي عيسى علوي القصيّر أن الطائف تكتسب أهميتها ومكانتها بين مدن المملكة العربية السعودية بأنها تعتبر البوابة الشرقية للحرم المكي الشريف، وميقات الحج والعمرة.. فهي معبر الحجاج والمعتمرين من نجد وشرق الجزيرة العربية وجنوبها، وهي بوابة الحجاز بكامله إلى نجد والخليج العربي قديماً وحديثاً. ويضيف: تعتبر الطائف مصيف المملكة الأول لما تتميز به من موقع استراتيجي، ومناخ معتدل، وطبيعة خلابة، ومدينة الورد ملتقى طرق الحج قديماً وحديثاً، ومن أشهر طرقها القديمة منذ قرون بعيدة (يعرج، الثنية، ضروب، نخلة اليمانية، وقرن المنازل)، وتطورت طرق الطائف البرية وتنامت الخدمات على جنباتها، وأصبح من أشهر طرق الحج والعمرة من الطائف إلى مكةالمكرمة طريق (الطائف - السيل الصغير - البهيتاء - السيل الكبير - قرن المنازل - نخلة اليمانية - الزيمة - الشرائع - جعرانة - مكةالمكرمة) وهو طريق حديث تعبره المركبات بمختلف احجامها على مدار الساعة، وأما الطريق الآخر للحج فهو طريق (مسرة - جباجب - وادي محرم - الهدا - جبل كرا - وادي نعمان - عرفة - مكةالمكرمة). طريق الكر وأشار إلى بداية فكرة مشروع إنشاء طريق يربط الطائف بالهدا إلى مكةالمكرمة عبر منحدرات كرا السحيقة، حينما قام الملك سعود بن عبدالعزيز بزيارة لمنطقة الهدا أثناء اصطياف جلالته عام 1375ه، فقد أصدر أمره بتوسعة طريق الطائف الهدا عام 1377ه - 1958م، إلى وزارة المواصلات بإنشاء وتوسعة مشروع طريق الطائف - الهدا - مكة بطول 67 كم طوليا. وأثناء زيارة الملك سعود إلى الطائف في شهر ربيع الأول من عام 1378ه حيث وجه جلالته مؤسسة محمد بن لادن بتكملة وصيانة الطريق، ومتابعة من سمو ولي العهد الأمير فيصل بن عبدالعزيز في تنفيذ هذا المشروع الكبير والإشراف على مراحل التنفيذ الذي صمم على أعلى المستويات العالمية للطرق_ آنذاك.. وبدأت الاستعدادات للاحتفال بافتتاح طريق الطائف - الهدا - مكة الجديد - وهو أول طريق من نوعه ليس في بلادنا فحسب بل في الشرق الأوسط في ذلك التاريخ، وقد دعي للحفل عدد كبير من رجال الدولة وأعيان البلاد والسفراء والسلك الدبلوماسي العربي والأجنبي، وهذا الطريق الذي يربط مكةبالطائف والذي بدأ العمل فيه مع بداية عام 1378ه ويبلغ طوله 87كم موزعة كالتالي: 21 كيلو مترا من مكة إلى عرفات، 23 كيلو مترا من عرفات إلى الكر، 23 كيلو مترا من الكر إلى الهدا، 20 كيلو مترا من الهدا إلى الطائف. ويعد الطريق معجزة، تحققت في العصر السعودي وإنجازا عالميا في مجال الطرق حتى الآن.. وتم افتتاح طريق - الهدا - مكةالمكرمة يوم الأربعاء الموافق 3-2-1385ه، تحت رعاية الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود- رحمه الله-. تحديث الطريق وخلال العقود الماضية افتتح الملك خالد بن عبدالعزيز - رحمه الله - التوسعة الجديدة الأولى لطريق الهدا - الطائف المزدوج عام 1398ه، وتم في عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز وضع حجر الأساس للتوسعة الجديدة الثانية لازدواج طريق الهدا - الكر عام 1427ه، وحظيت محافظة الطائف بتنفيذ العديد من الطرق السريعة والمزدوجة الرئيسية، وقد بلغ مجموع أطوال هذه الطرق 1352 كم، مما عزز مكانتها وأهميتها كمصيف المملكة الأول إذا ما رجعت إلى مشروع توسعة وازدواج طريق الهدا - الكر نجد أن طوله بلغ 22 كم، بقيمة إجمالية تزيد على 198 مليون ريال والطريق من اتجاهين بمسارين في كل اتجاه مع كتف خارجي بعرض 2م وداخلي بعرض 5م، يفصل بينهما جزيرة وسطية (حواجز خرسانية) بعرض 7م، إضافة إلى جسر فوق وادي المعسل. وساهم ازدواج هذا الجزء من الطريق في تحقيق ازدواجية كامل الطريق من الطائف إلى مكةالمكرمة مما يساهم في خدمة الحركة المرورية أثناء المواسم والإجازات، وتم الانتهاء من المشروع بداية عام 1430ه، كما يتم حالياً استكمال الطريق الدائري بالطائف للحركة كمشروع آخر بدءاً من تقاطعه مع طريق الشفا حتى تقاطعه مع طريق الطائف - الباحة باتجاهين بثلاثة مسارات في كل اتجاه بطول 17 كم، ويساهم هذا الطريق في تسهيل حركة المرور المحلية والقادمة للمحافظة والتقليل من الازدحام عن وسط مدينة الطائف، ويعد الطريق من المشروعات المهمة التي تقطع مواقع بالغة الوعورة بطول 22 كم. طريق الكر للمشاة «عقبة الهدا» الكر طريق عقبة الهدا نواف بن خيشوم