زياد بن علي المشيقح* ستة وثمانون عاماً من العز والفخر، ستة وثمانون عاماً من المجد والكرامة، ستة وثمانون عاماً من الوحدة والقوة، ستة وثمانون عاماً من التقدم والازدهار. ستة وثمانون عاماً مليئة بالاحترام والتقدير لدولة باتت منذ نشأتها رائدة بين نظيراتها، زاخرة بنجاحات تتلوها نجاحات، وإنجازات ما بعدها إنجازات. دولة شكلت في وجدان الأمة العربية قلبها النابض، ورمز عزتها وقوتها، وقائدة مسيرتها، حتى باتت المملكة مضرباً في المثل للوحدة والتلاحم والتآخي، ونبذ الفرقة والخلاف. فمنذ أن قام المغفور له بإذن الله جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود بلم شمل المملكة وتوحيدها بإصدار جلالته المرسوم الملكي رقم 2716، في تاريخ 17 جمادى الأولى عام 1351ه، والذي يقضي بتحويل اسم الدولة من (مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها) إلى المملكة العربية السعودية، ابتداء من يوم الخميس 21 جمادى الأولى 1351ه الموافق للأول من الميزان، الموافق 23 سبتمبر 1932م. والشعب السعودي يحتفل بهذا اليوم من كل عام كيوم وطني لوحدة المملكة، في ظل المزيد من الرخاء والعمران المستمر مع الزمن، ولا تزال المملكة تحتل مكانتها المتميزة إقليمياً وعربياً وإسلامياً وعالمياً. لقد أدت شجاعة الملك عبدالعزيز آل سعود، وقيادته الحكيمة، وحنكته السياسية، وذكائه الفطري، إلى تأسيس المملكة العربية السعودية، كأهم كيان في الشرق الأوسط، ترعى وحدة العرب والمسلمين، وتسهر على خدمة قضاياهم، وبيت يقصده الحجاج والمعتمرون والزائرون، وهي راعٍ أمين للحرمين الشريفين، كل ذلك أدى إلى تغيير تاريخي، رسمت صورة راسخة في أذهان العالم، يفخر بها جميع أفراد الشعب السعودي على مدار الأجيال. وسط وتيرة متصاعدة من التقدم والازدهار، وبناء للدولة الحديثة. وهكذا، استطاعت المملكة منذ نشأتها الانطلاق في تدعيم كافة المجالات والقطاعات المختلفة، التعليمية منها، والصناعية، والصحية، والخدمية، والثقافية، والتكنولوجية، ... الخ، وغيرها من المجالات الأخرى، فعمدت إلى إنشاء المدارس والجامعات، والمستشفيات، والمصانع، كل ذلك في ظل القيادات الرشيدة التي توالت على حكم المملكة منذ نشأتها وحتى عصرنا، مع التأكيد على الانتماء للتراث والقيم والحضارة العربية والإسلامية، والحفاظ عليها بطريقة عصرية رائدة. ومن هنا، فقد كان توحيد المملكة على يد قائدها المؤسس المغفور له الملك عبدالعزيز آل سعود، بمثابة تجربة عالمية عصرية متميزة، ونموذج قيادي وإنساني وتاريخي ناجح، وانعكس ذلك بشكل وثيق من خلال نهج المملكة في سياساتها الداخلية القائمة على مبادئ الإسلام الحنيف، وكذلك في علاقاتها الدولية المستمدة من تراثنا وحضارتنا واحترام مبادئ حقوق الإنسان في اسمى معانيها، حتى أصبحت هذه التجربة مصدر فخر واعتزاز لدى الشباب السعودي تحمل في نفوسهم معاني الحس الوطني والانتماء إلى هذه الأمة. *أمين عام الغرفة التجارية الصناعية بالقصيم