في مثل هذا اليوم من عام 1351ه/1923م شهد التاريخ ميلاد المملكة العربية السعودية على يد مؤسسها -المغفور له بإذن الله- الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، حيث صدر مرسوم ملكي في 17 من جمادى الأولى لعام 1351ه بتوحيد كل أجزاء الدولة السعودية الحديثة، وفي هذا اليوم بدأت صفحات التاريخ تحكي قصص الإنجازات المتتالية التي وضع لبناتها الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- وتعاهد أبناؤه البررة من بعده على تحقيقها على جميع الأصعدة: سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وتعليمياً، حتى امتد الخير إلى الوطن والمواطن والعالم العربي والإسلامي، شهد بذلك علماء ومفكرون وسياسيون. إن اليوم الوطني يعد مفخرة كل سعودي نشأ على ثرى هذه الأرض الطيبة، وبخاصة عندما يتأمل رأية التوحيد خفاقة في السماء تؤكد على قاعدة تطبيق الشريعة ومبدأ إرساء العدل، مما يقودنا إلى استشعار يوميات الأحداث والصعاب التي على إثرها حلقت هذه الرأية، معلنة للعالم أجمع قيام كيان عظيم، يجتمع الناس فيه تحت رأية واحدة، تاركين كل ما من شأنه شق الصف والوحدة وإثارة الفوضى والتشتت، حتى أضحت المملكة العربية السعودية مضرب الأمثال وحديث الأجيال في الإنتماء والوحدة والتمسك بالعقيدة الصافية الصحيحة. وتحظى المملكة بسجل حافل بالإنجازات التي حققتها على مرّ سنوات طوال، والذي يعد تجسيداً لدولة البناء والرخاء الراسخة على ثوابت وقيم عربية إسلامية أصيلة، ولا تخفى الجهود الدؤوبة نحو تطوير العلم والثقافة والمعرفة ودعم جميع وسائل الاسقرار والزراعة، وذلك ببناء المدن والأحياء وربط مناطق المملكة بالطرق المعبدة وتفعيل وسائل المواصلات الحديثة، إضاقة إلى دعم الحكومة لقطاع الاتصالات وتعزيز قدرتها لتصل إلى جميع مناطق المملكة المترامية الأطراف. وتأتي الذكرى الثالثة والثمانون التي نعيش فرحتها مع قائد مسيرة التطور خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله-؛ لنرى ونلمس العديد من المنجزات التنموية في المجالات التعليمية والاقتصادية والسياسية والصحية، إذ تضاعف أعداد الجامعات السعودية من ثمان إلى عشرين جامعة، إضافة إلى زيادة ملحوظة في أعداد المبتعثين في برنامج الملك عبدالله للابتعاث الخارجي، وشمل ذلك افتتاح العديد من الكليات الصحية والتقنية، وفي عهده أُنشئت جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية التي تسعى جاهدة إلى تحقيق الريادة العالمية في العلوم التطبيقية، والانضمام لركب الجامعات المتقدمة في هذا المجال عالمياً، وقد شهد الحرمان الشريفان في عهد الملك عبدالله مشروعات توسعة أكبر من نظرياتها السابقة، وذلك لتيسير أداء العمرة والحج على عموم المسلمين. ومن المنجزات التنموية في المجال الاقتصادي بناء المدن الاقتصادية في مختلف مناطق المملكة، وجهوده البارزة في خلق بيئات استثمارية واقتصادية مشجعة وجاذبة إقليمياً وعالمياً، أما المجال السياسي فإن قائدنا متمسك بالمنهج الذي وضع أصوله وقواعده الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- والذي اتخذ من الاتزان والاعتدال والحكمة مبادئ لا يحيد عنها أبناؤه البررة، ويظهر ذلك جلياً في سعيه الحثيث لخدمة الإسلام والمسلمين ونصرة قضاياهم في المحافل الإقليمية والدولية. إن الحديث عن الإنجازات والتطورات السريعة والمتلاحقة لتعجز عنه السطور، لكن يكفي بالقلادة ما أحاط بالعنق، وإننا إذ نغتنم هذه المناسبة السعيدة لنشكر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز والنائب الثاني صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز -حفظهم الله- على ما قدموه ويقدمونه للإسلام والمسلمين وللشعب السعودي الوفي وللمقيمين معنا على هذه الأرض المعطاء، وأسأل الله تعالى أن يديم على بلادنا نعم الأمن والأمان، وألاّ يحرمنا الاستقرار والسكينة والاطمئنان، وأن يزيد هذا البلد من الخيرات وأن يجنبه الأزمات. - وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية للتبادل المعرفي والتواصل الدولي