يعتبر قصر الملك عبدالعزيز بوادي الدواسر أبرز المعالم في محافظة وادي الدواسر. ويعود تاريخ تشييده في عام 1334ه. وتم بناء القصر على مراحل.. الأولى وهي من أهم المراحل حيث شُيد القسم الرسمي من القصر على هيئة مربع محاط بأربعة أبراج ويحتوي بداخله وحدات رسمية وخاصة شملت الاستقبال والإدارة والمسجد وسكن الحاكم الإداري والضيافة. المرحلة الثانية بدأت في عام 1376ه، وتم بناء القسم الغربي، ويحتوي على مبنى البرقية والبريد وسكن الأخوياء والاسطبل وحوش الإبل واستمر هذا القصر يستخدم مقراً للإمارة بوادي الدواسر حتى عام 1385ه. وهُجر القصر فترة، ثم أعيد استخدامه لبعض الإدارات الحكومية مثل الشرطة واستمرت فيه حتى عام 1389ه وكذلك استخدم من قبل البرق والبريد حتى عام 1398ه. وشيد القصر على نمط القصور الطينية في منطقة نجد، استخدم في بنائه الطوب واللِبن والمونة الطينية مجلوبة من نفس البيئة المحلية كما استخدم خشب الأثل والجريد في سقف غرف القصر ووحداته وجذوع وسعف النخيل واستخدمت كذلك في الأبواب والنوافذ. ويحيط بالقصر سور من جميع الجهات الأربع.. والأضلاع مختلفة الأطوال ويدعم زوايا السور أربعة أبراج مختلفة الأحجام عدا الركن الشمالي الغربي الذي يخلو من وجود برج وهذا الركن يحتوي على مبنى البرق والبريد أما الضلع الجنوبي يحتوي على برج في وسط الضلع إضافة إلى برج المدخل الرئيسي للقصر الذي يقع في الجزء الشرقي من امتداد السور الشمالي. جميع الأبراج ذات مسقط شبه مربع باستثناء البرج الملاصق للمسجد الذي شيد على هيئة شبه دائري لكي يكون مئذنة، أما الأبراج الأخرى فإن كل برج يتكون من قسمين (سفلي) وهو عبارة عن غرفة لتخزين المواد الغذائية وقسم (علوي) عبارة عن غرفة ذات نوافذ متعددة أشبه ما تكون بالروشن كما أن الجزء العلوي من البرج تتخلله عناصر دفاعية عبارة عن طرمات تبرز على الجدار من الخارج لها فتحات تطل إلى الأسفل تستخدم لإطلاق النار لمن يحاول اقتحام القصر كما يتخلل أسوار القصر العديد من المداخل والأبواب الصغيرة فنجد في الواجهة مدخل القصر الرئيسي بالإضافة الى مدخل العائلة، ويقع في السور الشرقي للقصر وكذلك نجد بوابة كبيرة تفتح على حوش الإبل إضافة الى أربعة أبواب تتخلل السور من الجهة الغربية تؤدي إلى مبنى البرق والبريد وسكن الأخوياء. مكونات القصر ويتكون القصر من ثماني وحدات.. الوحدة الأولى وحدة المداخل الإدارية، وهي تحتوي على المجلس وعدد من الغرف الإدارية وهذه الوحدة تمثل نقطة الاتصال مع الموظفين والمواطنين. الوحدة الثانية، السكن.. ويقع في الجهة الجنوبية الشرقية من القصر ويتكون السكن من قسمين.. الرسمي وهو عبارة عن مجلس كبير وغرفة طعام تفتح على فناء يقع بينها وبين المجلس إضافة إلى أربع غرف أرضية وأخرى علوية. التخطيط والبناء من البيئة.. وبقي ليروي قصة وطن الوحدة الثالثة المسجد، ويقع في الجهة الغربية من جهة الوحدات الإدارية ويتكون المسجد من صحن شبه مستطيل يفتح عليه من الجهة الغربية رواق الصلاة تدعمه أعمده أسطوانية تعلوها عقود مثلثية الشكل كما يتوسط جدار القبلة محراب مجوف تبرز استدارته عن مستوى الجدار الخارجي وفي الصحن يوجد سلم يؤدي الى السطح. الوحدة الرابعة بيت الضيافة، ويقع الى الجنوب من المسجد مباشرة ويتكون من غرفتين تفتحان إلى فناء خارجي. الوحدة الخامسة مبنى السجن، وهو ملاصق لبيت الضيافة من الجهة الجنوبية ويتكون من خمس غرف. الوحدة السادسة سكن الأخوياء، ويقع في الركن الجنوبي الغربي للقصر ويحاذي الإسطبل ويتكون من تسع غرف شيدت على امتداد السور الغربي. الوحدة السابعة مبنى البرقية والبريد، ويقع في الركن الشمالي الغربي وبني هذا الجزء عام1376ه أثناء مرحلة الترميم والبناء الأخير. الوحدة الثامنة الإسطبل وحوش الإبل والماشية، يقع في الركن الجنوبي الغربي من القصر ويتكون من خمس إسطبلات مع العلم أن هذا القسم حوِّل إلى كراج للسيارات بعد الاستغناء عن الإبل والماشية. في شهر رمضان عام 1426ه قامت وزارة التربية والتعليم، عندما كانت وكالة الآثار والمتاحف تتبعها؛ بتوثيق هذا القصر وتوقيع عقد مع إحدى الشركات الوطنية لإعادة ترميم وتأهيل قصر الملك عبدالعزيز بمبلغ 2،734،460 ريالاً، حيث تم الترميم، وتنفيذ الأعمال الكهربائية، والسباكة، والمراقبة التلفزيونية، وروعي في ذلك استخدام الخامات الموجودة سابقاً والاحتفاظ بنفس الأطوال والمقاسات ليكون معلماً تاريخياً بارزاً في محافظة وادي الدواسر. سعود آل مسيب