اقترب أهالي وادي الدواسر من مشاهدة قصر الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه بحلته الجديدة بعد ترميمه، وكانت الهيئة العامة للسياحة والآثار وقعت مع إحدى المؤسسات الوطنية عقدا بمبلغ 1.412.916 ريالا مطلع العام الماضي؛ لتأهيل القصر «الذي أمر ببنائه الملك عبدالعزيز آل سعود رحمه الله قبل 107 أعوام» . وأوضح مدير مكتب الآثار والسياحة في المحافظة عايد بن ناصر الحماد أن العمل جارٍ في القصر لترميم أجزاء منه مع الحفاظ على مكوناته الأساسية القديمة، وتعتزم الهيئة تحويل القصر إلى مقر لها في محافظتي وادي الدواسر والسليل والمراكز القريبة الأخرى، كما ستطرح الهيئة في القريب العاجل مناقصة جديدة عن تخصيص جزء من القصر ليكون متحفا للآثار. وكان الملك عبدالعزيز رحمه الله قد حدد موقع بناء قصره في مرتفع من الأرض بين مركزي اللدام والخماسين، وأطلق على القصر عدة أسماء، أقدمها ما ذكره عبدالله فيلبي (أحد المستكشفين البريطانيين) من أن القصر سمي باسم «برزان»، بينما عرف في أوساط أهل الوادي بقصر «الشيوخ»، أما مسمى قصر الملك عبدالعزيز، فهو حديث، حيث جرت العادة على إطلاق اسم الملك عبدالعزيز على معظم القصور التي شيدت في عهده، عرفانا بالجهود التي بذلها رحمه الله من أجل توحيد أركان البلاد، وتحقيق الأمن والخير لها بفضل الله تعالى. ويعود تاريخ القصر إلى مرحلة مبكرة من مراحل تأسيس الدولة، حيث أشار سعد بن ضرمان رحمه الله في معلومات نقلت عنه إلى أن الملك عبدالعزيز أمر عام 1329ه وكيليه في الوادي سعد بن ضرمان ومحمد بن مرضي ببناء قصر للحكم، إلا أن القصر لم يكتمل تشييده إلا عام 1334ه. وتمثل مرحلة البناء الأولى أهم مراحل بناء القصر، حيث شيد القسم الرسمي من القصر على هيئة مربع محاط بأربعة أبراج، ويحوي بداخله وحدات رسمية، وخاصة شملت الاستقبال، والإدارة، والمسجد، وسكن أمير وادي الدواسر، والضيافة وفي عام 1376ه أنجزت المرحلة الثانية التي ضمت القصر الرئيس، والقسم الغربي الذي احتوى على مبنى البرقية والبريد، وسكن الأخويا، والإسطبل، وحوش الإبل والماشية، واستمر القصر مقرا لأمير الوادي وللإمارة حتى عام 1385ه عندما هجر القصر من قبل الإمارة، واستخدم من قبل بعض الإدارات؛ مثل: الشرطة حتى عام 1389ه، والبرق والبريد حتى عام 1398ه، ليهجر تماما بعد هذا التاريخ. ويعد القصر من المباني المهمة في وادي الدواسر، حيث شيد على نمط القصور الطينية في مدينة الرياض، واستخدم في بنائه الطوب واللبن والمونة الطينية المجلوبة من البيئة المحلية، كما استخدم في تسقيف غرفه ووحداته خشب الأثل، وجذوع وسعف النخيل المحلي، وكذلك في الأبواب والنوافذ.