وصلت وزيرة الدفاع الألمانية أورزولا فون دير أمس إلى بغداد حيث أجرت مباحثات سياسية تتعلق بطرق التصدي لتنظيم داعش. ويشارك الجيش الألماني في مكافحة داعش شمالي العراق من خلال تدريب مقاتلين أكراد وتوريد أسلحة ومعدات. كما تدعم طائرات الاستطلاع الألمانية "تورنادو" الهجمات الجوية التي يتم شنها على مواقع داعش في سورية والعراق من قاعدة بتركيا. واعتبرت الوزيرة أن أساليب مكافحة التنظيم ناجحة حتى الآن، وقالت: "إن تنظيم داعش يتعرض حاليا للضرب بشكل حساس وانحسر بشكل كبير في منطقة الموصل". وأضافت أن ذلك يثبت أن الإستراتيجية التي اتبعتها الحكومة الاتحادية كانت صائبة فيما يتعلق بدعم مقاتلين محليين بالأسلحة والتدريب. وتابعت وزيرة الدفاع الألمانية أنه كان أمرا "حاسما" أيضا أن يتم البدء بإعادة الإعمار بعد استعادة المناطق المحتلة من جانب داعش. وتعتزم فون دير لاين زيارة الجنود الألمان المتمركزين في إربيل شمالي العراق والبالغ عددهم 140 جنديا غدا الجمعة بعد إنهاء مباحثاتها في بغداد. جدير بالذكر أن الجيش الألماني قام بتدريب ما يزيد على 10 آلاف مقاتل من جيش البيشمركة الكردية وكذلك من الأقليات الدينية مثل الأيزيديين. وأكدت فون دير لاين أن الدعم الألماني لمكافحة تنظيم داعش ليس مقتصرا على المناطق الكردية الواقعة شمالي العراق، وقالت: "إننا ندعم العراق بأكملها". يشار إلى أن الحكومة الاتحادية منحت معدات عسكرية أيضا للحكومة المركزية في بغداد، ولكن ليس أسلحة. وتستعد القوات العراقية في الوقت الحالي لاستعادة مدينة الموصل التي وقعت تحت سيطرة داعش قبل عامين. وبحسب تقييم خبراء، فمن الممكن أن تستغرق عملية الاستعادة شهورا، وقد تؤدي إلى نزوح مئات الآلاف من الأشخاص. جدير بالذكر أن زيارة وزيرة الدفاع الألمانية للعراق ظلت سرا حتى وقت هبوط الطائرة، وذلك لأسباب أمنية. ووصلت الوزيرة إلى بغداد على متن طائرة عسكرية من طراز "ترانسال" التي يتوافر بها نظام دفاع صاروخي. أميركا تتعهد بعدم تكرار التعذيب قال المبعوث الأميركي لدى التحالف الدولي ضد تنظيم داعش بريت ماكجورك أمس إنه "لا تهاون" مع أي عمليات تعذيب طائفي أو انتهاكات أخرى قد تنجم عن الهجوم المقرر لاستعادة مدينة الموصل العراقية المعقل الرئيسي للتنظيم المتشدد. وأضاف ماكجورك خلال لقاء على هامش اجتماعات الأممالمتحدة السنوية لزعماء العالم أن التحالف يتخذ بالفعل خطوات لضمان عدم تكرار الانتهاكات التي وقعت في أعقاب استعادة مدينة الفلوجة العراقية في يونيو عندما احتجزت فصائل شيعية عشرات المدنيين السنة وقامت بتعذيبهم. وقال إن فحص الأشخاص الفارين من المدينة أمر مهم لضمان تلقي السكان العاديين للمساعدات وعدم تعرضهم لانتهاكات.وقال ماكجورك في الاجتماع "يجب التأكد من أن عملية الفحص في الموصل تجري باحترافية مع وجود بعض المراقبين من طرف ثالث في مراكز الفحص هذا ما نأمل في حدوثه". والموصل هي أكبر تجمع مدني تحت سيطرة التنظيم المتشدد وكان يقطنها ذات يوم نحو مليوني شخص معظمهم من السنة. ويقول رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إن استعادة المدينة ستكون بمثابة هزيمة التنظيم فعليا في العراق. وبالنظر إلى أعداد المسلحين المشاركين في القتال في العراق ومنهم البشمركة الكردية وقوات الحشد الشعبي وهي تحالف تابع للحكومة يضم فصائل معظمها شيعية ومدعومة من إيران فثمة مخاوف كبيرة بشأن الكيفية التي سيدار بها الهجوم وما إذا كان سيفضي إلى مزيد من العنف الطائفي. وقال ماكجورك إن واشنطن تعمل لضمان أن تكون قوات الأمن الكثيرة المشاركة في الموصل من الذين دربهم التحالف وأن يتم الاتفاق على دور القوات المختلفة قبيل العملية التي ستبدأ مطلع الشهر المقبل. وقال "نريد أن نخطط للسيناريو الأسوأ. نستطيع أن نأمل في الأفضل لكن الخطة هي للسيناريو الأسوأ. لا نعرف ما الذي سيفعله داعش في الموصل". شكوك حول امتلاك داعش ل"الكيماوي" قال مسؤول عسكري أميركي إن الجيش الأميركي يجري فحوصا للتأكد مما إذا كان قد تم استخدام مادة كيماوية في هجوم صاروخي لتنظيم داعش في العراق وقع على بعد مئات الأمتار من القوات الأميركية دون أن يصيب أحدا. وقال المسؤول للصحافيين في مقر وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) بعدما طلب عدم نشر اسمه إن الصاروخ سقط في منطقة غير مأهولة بالسكان قرب قاعدة غرب القيارة حيث يعمل مئات من أفراد القوات الأميركية لتجهيز مطار قبل هجوم لاستعادة مدينة الموصل من التنظيم المتشدد. وأضاف المسؤول أن القوات الأميركية فحصت شظايا بعد ذلك وأخذت عينة من مادة مريبة "زيتية سوداء تشبه القطران" ثبت بعد تحليلها في بادئ الأمر أنها تحتوي على مادة الخردل لكن تحليلا ثانيا أثبت خلاف ذلك. ويجري إجراء المزيد من الفحوصات. وكانت شبكة (سي.إن.إن) الإخبارية أول من أورد تقريرا عن الواقعة. وكإجراء احترازي خضع الجنود لإجراءات روتينية لإزالة التلوث بما في ذلك الاستحمام لكن لم تظهر عليهم أي أعراض والتي عادة ما تظهر خلال 12 ساعة من التعرض للمادة الكيماوية. وقال المسؤول "مرت أكثر من 24 ساعة ولم نشهد ظهور أي مؤشر على ظهور تقرحات على أي شخص أو شيئا من هذا القبيل" وتابع قائلا "لم تحدث أي إصابات على الإطلاق. لم يخرج أحد من جدول العمل المعتاد ولم يؤثر الأمر على المهمة بأي شكل من الأشكال".واستخدم الجيش الأميركي الضربات الجوية بشكل متكرر لضرب مخازن الأسلحة الكيماوية لداعش وحذر خبراء من أن التنظيم المتشدد قد يستخدم المواد الكيماوية خلال هجوم الموصل. وقال مسؤول أميركي ثان إن الولاياتالمتحدة تابعت أيضا هجمات متكررة لداعش خلال العام المنصرم على القوات العراقية والقوات الكردية وجنود سوريين لكنه شدد على أن مثل هذه الهجمات لم تستهدف القوات الأميركية في العراق التي تتكون من 4400 فرداً. وقال المسؤول الثاني "لا أعلم بحالة كانت قريبة من القوات الأمريكية بهذا الشكل" فيما وصف المسؤول الأول القدرات الفنية للتنظيم بأنها ضعيفة فيما يتعلق بشن هجوم بسلاح كيماوي وقلل فيما يبدو من شأن المخاوف المتعلقة بالتهديد الذي تتعرض له القوات الأميركية. وقال "لدينا قدر معتدل من القلق.. قلقنا لم يزد كثيرا بعد رؤية ذلك لأنه حدث في النطاق المتوقع". وأضاف أن البرتوكولات الأمنية في القاعدة لم تتغير نتيجة الهجوم.