تحل المملكة العربية السعودية ضيف شرف النسخة السادسة عشرة من ملتقى الشارقة الدولي للراوي الذي ينظمه معهد الشارقة للتراث، ويتخذ الملتقى من شخصية جحا شعاراً لنسخة هذا العام، حيث إنّ هذه الشخصية الحاضرة في مختلف حضارات وثقافات العالم بصيغ متشابهة أو متقاربة لحد ما، وتعتبر شخصية هزلية وساخرة وراوية. ويحفل برنامج الملتقى بفعاليات وأنشطة متنوعة وجاذبة تعكس ثقافات وحكايات من مختلف شعوب العالم، لتتفاعل مع الحكاية الإماراتية والخليجية والعربية، حيث يشكل الملتقى محطة وعنواناً عريضاً لتفاعل الرواة والحكواتية وتبادل الخبرات والتجارب والمعارف فيما بينهم، الأمر الذي يثري الراوي ويقدم له خبرة وتجربة ومعرفة جديدة تسهم في الارتقاء بمستواه، وتحقق له نقلات نوعية في عالم الحكايات. وقال سعادة عبدالعزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، يسعدنا أن تكون المملكة العربية السعودية الشقيقة ضيف شرف نسخة هذا العام من ملتقى الشارقة الدولي للراوي، خصوصاً أن المملكة تمتلك رصيداً غنياً وإرثاً كبيراً في عالم الرواة والسرد والقصص والحكايا، وتستحق أن تكون ضيف شرف الملتقى، حيث اعتدنا أن يكون في كل عام ضيف شرف، وها نحن في هذا العام نستقبل الأشقاء في المملكة ليشكلوا إضافة نوعية للملتقى وفعالياته وبرامجه. ولفت إلى أن دولاً خليجية وعربية وأجنبية عديدة تشارك في الملتقى، وتلتقي على أرض الإمارات، تنثر الحكايات والروايات الخاصة بها من خلال الحكواتية والقوالين، ومن خلال مختلف الفعاليات والأنشطة والبرامج التي تؤكد على أهمية الإسهام في رعاية الرواة وإعادة الاعتبار لهم، وعلى مدى الإيمان بقدراتهم وإمكانياتهم، وتعبر عن التقدير والوفاء لما قدموه للوطن وللأجيال الجديدة. وأشار المسلم إلى أن معهد الشارقة للتراث يسعى بكل ثقة وقوة إلى تطوير هذه الفعالية التراثية في مختلف المجالات، خصوصاً أنها كما غيرها من الأنشطة والبرامج والفعاليات الثقافية والتراثية تحظى بدعم لا محدود من قبل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة. مؤكداً أن دعم صاحب السمو حاكم الشارقة، للرواة على الدوام هو دعم بلا حدود، على مختلف الأصعدة المادية والمعنوية، في ظل العمل الدؤوب على تحسين ظروف حياتهم وعملهم، والتأكيد على أهمية وضرورة استشارتهم والأخذ بمقترحاتهم وآرائهم وفقاً لتوجيهات سموه، نظراً لما يتميزون به من إمكانات وقدرات، تسهم بشكل مهم في دعم العمل في التراث الثقافي عموماً، فهم ركيزة أساسية في مجال التراث. وقال المسلم: ستشهد دورة هذا العام توسعة وتنوع أكثر في الفعاليات، خصوصاً فعاليات شارع الحكايات، وسوف يتم نقلها إلى قلب الشارقة، كما سيشهد الملتقى فعاليات وبرامج متنوعة وغنية. وأوضح أن الملتقى يسعى إلى لفت الأنظار لأهمية الموروث الشفاهي، وضرورة الاهتمام بحملته من الكنوز البشرية الحية، فالمخزون في الصدور أكبر بكثير مما جمع أو بحث أو درس، والمهمة في هذا الطريق تحتاج إلى المزيد من الجهد لتوثيق مجمل المادة الشعبية والإحاطة بفضاء التراث الثقافي.