قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن هدنة على مستوى البلاد لا تزال صامدة في مختلف أنحاء سوريا في بداية يومها الثاني. وأضاف المرصد أن تقارير أفادت بوقوع بعض الهجمات الجوية والقصف في الساعات الأولى من الهدنة مساء الاثنين في مناطق تشمل ريف حماة الشمالي والغوطة الشرقية وشمال حلب. لكنه أشار إلى أن هذا انتهى على ما يبدو وأنه لم يسجل سقوط أي قتلى بين المدنيين في قتال في الساعات الخمسة عشر منذ بدء سريان وقف إطلاق النار في الساعة 7 مساء الاثنين. وتوسطت روسياوالولاياتالمتحدة في هدنة مدتها سبعة أيام وهي ثاني محاولة يقوم بها البلدان هذا العام لوقف الحرب الدائرة في سوريا منذ أكثر من خمس سنوات. ولا تشمل الهدنة الجماعات المتشددة مثل "داعش" وجبهة فتح الشام التي كانت تحمل من قبل اسم جبهة النصرة وكانت فرع تنظيم القاعدة في سوريا حتى قامت بتغيير اسمها في يوليو. واشتد القتال على عدة جبهات مهمة قبل وقف إطلاق النار من بينها حلب ومحافظة القنيطرةجنوب البلاد في اليوم الأول من عيد الأضحى. وقال المرصد السوري إن 31 شخصا على الأقل قتلوا في ضربات جوية على محافظة إدلب التي تسيطر عليها المعارضة وشرق دمشق وخلال قصف قرى في ريف حمص الشمالي وهجمات صاروخية على مدينة حلب أمس قبل بدء سريان الهدنة. الى ذلك اقام عسكريون روس نقطة مراقبة على طريق الكاستيلو محور الطرق الاساسي لنقل المساعدات الغذائية الى احياء فصائل المعارضة في حلب كبرى مدن شمال سوريا، كما ذكرت وكالتا الانباء الروسيتان "انترفاكس" و"ريا نوفوستي" اللتان لديهما صحافيون في المكان. وقالت الوكالتان ان عسكريين اتخذوا موقعا واقاموا "مركز مراقبة متحرك". ولم توضح الوكالتان ما اذا كان الجيش السوري الذي يسيطر على هذا الطريق قد انسحب. وينص الاتفاق الروسي الاميركي الذي تم التوصل اليه الجمعة على ممر انساني بلا عراقيل للمناطق المحاصرة كما في حلب، وخصوصا عبر جعل طريق الكاستيلو "خاليا من السلاح". وصرح الكولونيل سيرغي سابيستين المسؤول في المركز الروسي لمراقبة وقف اطلاق النار "ستكون هذه الطريق السبيل الرئيسي لايصال المساعدات الانسانية الى حلب"، حسبما نقلت عنه وكالة "انترفاكس". واشار موقع "المصدر نيوز" المطلع والموالي للنظام ان قيادة الجيش السوري اصدرت الاوامر لقوات النخبة المنتشرة على هذه الطريق بالتراجع لمسافة كيلومتر الى شمال الطريق لافساح المجال امام الجنود الروس لاقامة ممر انساني على طول هذه الطريق. كيري: الفرصة الأخيرة من ناحية اخرى حض وزير الخارجية الاميركي جون كيري الاثنين اطراف النزاع السوري على التزام الهدنة التي توافقت عليها الولاياتالمتحدةوروسيا منبها الى انها "قد تكون الفرصة الاخيرة لانقاذ" البلاد. وقال كيري للصحافيين في الخارجية الاميركية "نعتقد ان الحل الواقعي والممكن الوحيد للنزاع هو حل سياسي في نهاية المطاف"، لكنه راى ان "من المبكر جدا الخروج بخلاصات" حول الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ قبل ساعات. واضاف "احض جميع الاطراف على دعم (الاتفاق) لانه قد يكون الفرصة الاخيرة المتوافرة لانقاذ سوريا موحدة". واحد جوانب هذا الاتفاق انساني، وطالب كيري ب"بدء ايصال المساعدة الانسانية" الى مناطق النزاع وخصوصا الى حلب المدينة المقسمة والمحاصرة في شمال سوريا. واشاد كيري بحذر ب"تراجع العنف" منذ بدء سريان الهدنة في الساعة 16,00 ت غ، مع تنديده ب"معارك هنا وهناك". وتابع "لا يزال من المبكر جدا الخروج بخلاصات نهائية ولهذا السبب لن اقوم بذلك". قطر ترحب بالاتفاق رحبت قطر باتفاق وقف إطلاق النار في سوريا وقالت إن من شأن الالتزام به تسريع التوصل إلى حل سياسي وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية إلى المدن السورية. ونقلت وكالة الأنباء القطرية قول وزارة الخارجية القطرية في بيان مؤرخ في يوم السبت إن قطر تأمل "في أن يسهم تطبيق الاتفاق في التوصل إلى حل سياسي شامل ودائم لإنهاء الأزمة في سوريا ورفع المعاناة الإنسانية عن الشعب السوري". وحث البيان المجتمع الدولي على ضمان تنفيذ القوات الحكومية السورية للاتفاق.