كان الحجاج الإيرانيون قبل وصول «نظام الملالي» للسلطة في إيران يؤدون مناسك الحج والعمرة مثل بقية حجاج الدول الإسلامية الأخرى بكل يسر وسهولة وبدون أحداث أي تخريب أو فوضى في موسم الحج. وبعد تمكن النظام الملالي من الحكم وبسط نفوذه في إيران، انكشفت استراتيجيتها التخريبية المضللة داخل إيران وفي العالم الإسلامي، وآخر ما انتهجته هذه السياسة التخريبية هي محاولة «تسييس الحج» ومنع مواطنيها من أداء هذه الشعيرة الإسلامية، والمطالبة بتدويل الحج تحت حجج لا تمت للواقع بصلة، وبينما إيران مشغولة بمحاولة زرع الفتن ومحاولة تشويه صورة المملكة أمام الشعب الإيراني، قامت المملكة بفتح أبوابها أمام الإيرانيين القادمين إلى مكةالمكرمة من كل أنحاء العالم، الأمر الذي لاقى ترحيباً واسعاً من الإيرانيين والأمة الإسلامية. وبما أن إيران أصبحت أكثر عدائية بعد الاتفاق النووي، وأصبحت جميع أوراقها مكشوفة ومحاولتها استغلال فريضة الحج بالادعاء بأن السعودية ترفض استقبال الحجاج الإيرانيين، فندت المملكة هذا الادعاء برد من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية -حفظه الله-، الذي أكد أن المملكة ومنذ تأسيسها تعمل على خدمة الحرمين الشريفين ورعاية قاصديهما وتوفير جميع متطلبات أداء هذه الرسالة العظيمة بما يرضي الله سبحانه وتعالى أولاً، ويمكن بالتالي ضيوف الرحمن من تحقيق غايتهم في أداء شعائرهم بكل سهولة وأمان، وما تثيره وسائل الإعلام الإيرانية وبعض المسؤولين الإيرانيين لا يستند إلى المصداقية والموضوعية وهم يعلمون قبل غيرهم أن المملكة قدمت للحجاج الإيرانيين كبقية حجاج بيت الله الحرام كل التسهيلات إلا أنه في حج هذا العام تقدمت بعثة الحج الإيرانية بمطالبات تخالف مقاصد الحج وما تلتزم به بقية بعثات الحج الأخرى وتعرض أمن الحج والحجاج بما فيهم الحجاج الإيرانيين للخطر وتخالف كذلك قدسية المكان والزمان. وشدد ولي العهد أن المملكة لا تسمح بأي حال من الأحوال بوقوع ما يخالف شعائر الحج ويعكر الأمن ويؤثر على حياة الحجاج وسلامتهم من قبل إيران أو غير إيران، والجهات الإيرانية هي التي لا ترغب في قدوم الحجاج الإيرانيين لأسباب تخص الإيرانيين أنفسهم في إطار سعيهم لتسييس الحج وتحويله لشعارات تخالف تعاليم الإسلام وتخل بأمن الحج والحجيج وهو أمر لا نقبله ولا نرضى بوقوعه ونقف بحزم وقوة ضد من يعمل على الإخلال بالأمن في الحج. ثوابت لا تتنازل عنها المملكة ومن الثوابت التي لا تتنازل عنها المملكة منذ توحيدها على يد الملك عبدالعزيز توفير كل وسائل الراحة لضيوف الرحمن، وإبعاد موسم الحج عن أية ممارسات سياسية يمكن أن تعكر صفو هذه المناسبة الدينية الجليلة. ولذلك منعت وزارة الداخلية السعودية جميع المظاهرات والمسيرات التي يمكن أن يقوم بها الحجاج أو بعضهم، كما منعت أيضاً استغلال موسم الحج لتوزيع الكتب أو المنشورات السياسية وغير السياسية، وشددت على ذلك. المملكة تؤكّد وقوفها بحزم وقوة ضد من يعمل على الإخلال بالأمن في الحج تاريخ إيران الأسود تاريخ إيران الأسود هو مسلسل مستمر في انتهاك قدسية الحرمين الشريفين وإثارة الفوضى بين ضيوف الرحمن بسجل حافل بالأحداث المخزية التي تتنافى مع عظمة هذه الأماكن وحرمتها وكان لإيران وجه أسود حاقد ضد الحجاج وضد المملكة تمثل في عدة محاولات إرهابية لإفشال مواسم الحج خلال الثلاثين عاما الماضية فقط كان من أشهرها أحداث الحج في العام 1407ه حين شكل الحجاج الإيرانيون مسيرة صاخبة أشاعت الفوضى والاضطراب بين حجاج بيت الله الحرام واللجوء للعنف وإحراق السيارات والدراجات النارية وحطموا عربات الأمن والمواطنين، وراح ضحية هذا الحادث 402 شخص، من بينهم 85 مواطناً ورجل أمن سعودي، و42 من بقية الحجاج الذين تدخلوا للتصدي للمسيرة، أما المصابون فبلغ عددهم 649 جريحاً من بينهم 145 رجل أمن ومواطنا، و201 حاج غير إيراني. وبالقرب من الحرم في موسم حج العام 1409ه حدث انفجاران، الأول في أحد الطرق المؤدية للحرم المكي والآخر فوق الجسر المجاور للحرم المكي، ونتج عن ذلك وفاة شخص واحد وإصابة 16 آخرين، ثم ألقت قوات الأمن القبض على 20 حاجاً كويتياً، اتهم منهم 16 بتدبير التفجير، وكانت إيران كعادتها خلف هذا العمل الإرهابي إذ نُفذ العملان بالتنسيق مع دبلوماسيين إيرانيين في السفارة الإيرانية. وفي عام 1410 ه تواصل ظهور مسلسل الإرهاب الإيراني من خلال أحداث نفق المعيصم في مكةالمكرمة خلال يوم العيد، عندما أطلق إرهابيون ينتمون ل «حزب الله الكويتي» بأوامر إيرانية غازاً ساماً في النفق راح ضحيته قرابة خمسة آلاف حاج في واحد من أكثر المشاهد دموية في تاريخ الإرهاب الإيراني.