القلم أمانة في يد حامله، والكلمة مسؤولية في فم صاحبها، والإعلام سلاح ذو حدين، ولهذا إذا لم يتم توجيه (القلم) لخدمة الدين والوطن والمجتمع، والانتصار للقيم والمبادئ، وتوظيف الكتابة لفضح ممارسات الأعداء، وتنمية المواطنة الحقة؛ فقد يضر حينما يتم توجيه القلم نحو تفريغ شحنات الغضب والمصالح الشخصية والرؤية الضيقة تحت مسمى "حرية الرأي". ولذلك فمع الأسف فقد بليت صحفنا بكتّاب ليس شرطا أنهم يكتبون صراحة أو عمدا ضد وطنهم، لكنهم من خلال كثرة "الانتقاد غير الهادف" لجهود الدولة، ومحاولتهم تجييش مشاعر العامة تجاه شخص أو دائرة أو وزارة أو وزير، وعدم وضع الأمور في حجمها وميزانها الطبيعي، علاوة على عدم الالتزام بآداب النقد عند البعض، أو العمل على شخصنة القضايا في كتاباتهم بسبب انصياعهم لتوجهات فكرية معينة، أو فتح بوابة "جدل" حول بعض قضايانا قد تقسم المجتمع إلى تيارات متناحرة كما نلحظ عبر وسائل التواصل الاجتماعي ليس وقتها. وكم تلك الكتابات المعاكسة لسياسة الوطن ومنهجيته كانت (فرصة) انتهزها الأعداء في الداخل والخارج ليوجهوا بعد ذلك "سهامهم" تجاه بلادنا وحكومتنا، خاصة وأن (المرحلة الراهنة) اليوم كما أسلفت، لا تحتمل مزيدا من الانشقاق والتنازع حول قضايانا، فالدولة ليست غافلة عنها، ولديها خططها وهي أمام رؤية طموحة 2030م وتسير وفق حكمة في تناولها الكثير مما هو في صالح الوطن، وفوق هذا فهي لن تحيد قيد أنملة عن "ثوابتها الدينية" وهي الدولة التي قامت على "الكتاب والسنة" وتعلم أنه لا عز لها إلا بالتمسك بهما، ولذلك فهي تستمد من هذين المصدرين أحكامها ومنهج حياة شعبها ولله الحمد والمنّة. هناك إرهاب يضرب في كل اتجاه ويستهدف بلادنا، والله جل في علاه مع رجالاتنا الأبطال الذين يتصدون له بقوة، ولدينا حرب على الحد الجنوبي مع عدو صلف يريد اختطاف بلد عربي، وهناك أعداء متربصون بالوطن في الداخل والخارج، وعصابات تسّيرها دول ومنظمات عالمية، تسعى لتخريب شباب الوطن بإغراق الوطن بالمخدرات التي يتم التصدي لمنع دخولها بالأطنان من منافذ البلاد ولذلك فالحكمة تستدعي من كل من تصدى لكتابة الرأي في صحفنا وفي المواقع أن يكون مع وطنه، وقيادته.