أسدل الستار عن الجولة الثانية من التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى المونديال في "روسيا 2018"، وفيها تمكن "الصقور الخضر" من انتزاع النقاط المتاحة من أصل مواجهتين لعبتها المنتخبات القارية، أسعدت الشارع الرياضي على اعتبار أنها الأهم، ووضع نفسه في مقدمة الركب بمجموعة استراليا واليابان والعراقوالإمارات وتايلند. كل هذا حدث، على الرغم من الأخطاء الفنية التي واكبت هذه الانتصارات، فالجهاز الفني الذي يقوده الهولندي فان مارفيك، لم يستطع فرض خططه المرسومة وتكتيكاته الفنية داخل الملعب، ليس هذا فحسب، بل إن "الأخضر" كان قاب قوسين أو أدنى في كلا المواجهتين أمام تايلند والعراق من تكبد خسائر تفقده الكثير من الحظوظ ومواصلة المنافسة الشرسة مع الخصوم الأقوى في القارة الصفراء. أخطاء فنية كشف النقاب عنها مع إعلان التشكيلة التي تواجه تايلند في الرياض وأمام 40 ألف متفرج، والتي لم تستطع مجاراة الخصم في كثير من دقائق المباراة، على الرغم من الأحاديث الدائرة قبل المباراة عن قوة حظوظ "الأخضر" وأن الضيوف يعدون الحلقة الأضعف في المجموعة. خطفنا الانتصار بجزائية نواف العابد وسط استجابة لنداءات الاتحاد السعودي للإعلام والجماهير بالمؤازرة والدعم وقد لبوا ذلك حتى لايلاموا في غيابهم أو قسوتهم على "منتخب الوطن"، فتفاءل الشارع الرياضي بتصحيح الأخطاء قبل موقعة العراق في ماليزيا، ولكن على ملعب "شاه علم" وجد المنتخب السعودي نفسه مكبلاً بطريقة فنية عقيمة أمام نظيره العراقي، غابت الحلول ولم يستطع اللاعبون بناء هجمة واحدة حقيقية على مرمى محمد حميد. الأمر ذاته انطبق على القسم الثاني من المباراة التي غابت فيها المنهجية، حتى موعد الجزائية، الذي حرر اللاعبين من تخبط مارفيك، ومنحنا الأفضلية لاقتناص فوزٍ آخر ثمين دفع بنا إلى الصدارة. ثلاث ركلات جزاء، بقدم نواف العابد، لاتكفي بأن يتكئ مسيرو القرار في "الأخضر" على هذا العمل، فكثير من العناصر التي شاركت لم تقدم ماتشفع لها في أنديتها للتواجد على الخارطة الأساسية.. منهم من يتواجد كاحتياطي بصفة دائمة وآخرون فقدوا ثقة الجماهير بسبب انعدام الرغبة والطموح لتقديم الأفضل داخل المستطيل الأخضر. على النقيض من ذلك، تزخر دكة البدلاء بأسماء مميزة كانت ومازالت تتألق محلياً، اتفق عليها الجميع إلا الجهاز الفني في المنتخب.. واصل إهمال أحقيتهم بالتواجد كأساسيين، وانعكس ذلك سريعاً على أداء "الأخضر" الهزيل على الرغم من الانتصارين. ومع هذه الأخطاء الواضحة في العمل الفني المقدم، يطرح السؤال الأهم، هل الاختيارات الحالية مبنية على متابعة دقيقة لأدق تفاصيل الدوري السعودي، أم هي حسابات أخرى وتخبطات نجهل أسبابها جميعا؟. أقيمت المعسكرات والتجمعات، وطالب المسؤولون بدعم الأخضر ففتح الشارع الرياضي ذراعيه على أمل إعادة الأمجاد الغائبة وتحقيق حلم التأهل "المونديالي" الخامس، فإن أراد اتحاد القدم المساهمة في كتابة نجاح في آخر أيامه، يجب أن يحاسب المدرب وفريق عمله، على جملة الأخطاء الفنية التي ربما تفقد "الصقور الخضر" الكثير. مواقع كروية أشرس تنتظر منتخبنا الوطني، لاتحتمل المجاملات، ولا التكبر على الأخطاء الفنية الواضحة، استراليا واليابان، وحتى الإمارات بفريقها المنظم، لن تفوت فرصاً أتيحت لتايلند والعراق، لذا فإن المنطق يقول: "حاسبوا مارفيك قبل أن تحاسبوا" .