تتحدث الأوساط الصينية عن عمق العلاقات بين المملكة العربية السعودية وجمهورية الصين الشعبية وما يتم التقدم به في جميع الجوانب وذلك على هامش زيارة ولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- والوفد المرافق له والتوقيع على الاتفاقيات المختلفة بين البلدين. وتعتبر العلاقات الثقافية المتميزة بين الجانبين إحدى الركائز الكبيرة التي يعول عليها المثقفون في المملكة والصين باعتبارها علاقة تاريخية تحمل طابعاً ثقافياً وحضارياً أثر في تاريخ الشعبين ولها بصمات عميقة على حياة الناس وثقافتهم وذاكرتهم الاجتماعية. السفير الصيني: عمق العلاقات سيحقق مزيداً من التعاون بين البلدين ومن ذلك تعزيز الدور المعرفي بين البلدين والذي بادرت مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بإنشاء فرع لها في جامعة بكين على هذا الأساس؛ حيث أقيم حفل وضع حجر أساس له بحضور عدد من المسؤولين الصينيين والسعوديين واحتضنته جامعة بكين، وذلك عقب توقيع الجامعة ومكتبة الملك عبدالعزيز مذكرة تفاهم حول إنشاء فرع للمكتبة في نهاية إبريل 2014، تنفيذًا لما تم الاتفاق عليه بين البلدين حول هذا المشروع في 2009. وذكرت وكالة أنباء "شينخوا" الصينية عن لي يان سونغ نائب رئيس جامعة بكين قوله "إن حجر الأساس ليس حجرًا عاديًا، بل رمز للصداقة بين الشعبين والتبادل الثقافي بين البلدين، موضحًا أنه بعد إنشائه سيقوم فرع مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بدور مهم للغاية في تعزيز التبادلات الثقافية الصينية - العربية" وبالحديث عن فرع مكتبة الملك عبدالعزيز العامة والمزمع افتتاحه مطلع العام القادم تعتبر خطوه غير مسبوقة وتفتح مجالات عديدة متصلة بالمعرفة والعلم والبحث العلمي والدراسات والحوار الإنساني إضافة إلى أوعية المعلومات المختلفة الورقية والإلكترونية فضلاً عن بوابة معرفية يربط موقع مكتبة الملك عبدالعزيز العامة وموقع جامعة بكين. هذه الخطوات تعتبر مهمة في ظل التقنيات الحديثة ووسائل الإعلام المختلفة للتزود بالمعلومة الصحيحة من مصادرها وهو ما جعل مكتبة الملك عبدالعزيز العامة أحد أهم المؤسسات العربية التي قدمت نفسها للعالم بصورة عملية مقنعة جداً عبر مشروعاتها المتنوعة، علماً أن فرع مكتبة الملك عبدالعزيز العامة في جامعة بكين ينفذ على أرض تبلغ مساحتها 12960 مترًا مربعًا وتتألف من ثلاثة طوابق فوق الأرض وثلاثة طوابق تحت الأرض، وسيحتوى على 200 ألف كتاب حول الدراسات العربية يقدمها الجانب السعودي، وعددًا ضخما من المخطوطات الصينية القديمة النفيسة. د. الزيد: جسرنا ممتد من بكين إلى الرياض بذاكرة خمسة آلاف عام كما أنه يقدم خدمات الاطلاع للرواد والباحثين من خلال قاعات القراءة وقواعد البيانات وأيضا ترجمة الكتب ونشرها باللغتين العربية والصينية بعد أن يتم اختيار موضوعاتها بدقة وعناية باعتبار هذه الخطوات من أهداف الفرع الرئيسة التي تقوم على نقل المعرفة من وإلى الآخر واكتساب معارف جديدة. كما أن الفرع سيقوم بإصدار مجلة فصلية ثقافية باللغتين العربية والصينية وهذا سيخدم التبادل الثقافي بين البلدين وتقريب وجهات النظر فيما يتعلق في المعرفة بمجملها وستكون نافذة إعلامية جيدة إذا ما أدركنا وجودها في جامعة عريقة كجامعة بكين بطلابها وأعضاء هيئة تدريسها ومرتاديها وزوارها. ومما لا شك فيه أن مكتبة الملك عبدالعزيز العامة وضعت أهدافا تخدم خطة التحول 2030 والتي تهدف في جوانبها الثقافية لتعزيز دور الشراكة مع المجتمعات الصديقة، كما سيقوم مركز البحوث والدراسات في المكتبة بالإشراف على الترجمة ونشر الكتب والمجلات والمطبوعات، كما سيقوم الجانبان بإدارة المكتبة وتنمية مقتنياتها وإقامة فعاليات ثقافية فيها ومعارض وندوات متنوعة ومحاضرات متخصصة وورش عمل طيلة العام وفقاً لما يخدم الثقافة الصينية العربية. كما تم الاتفاق على تعزيز التبادل العلمي بين المتخصصين من الجانبين ودعم المكتبات الصينية بما تحتاجه من الكتب العربية وجوانبها الفنية وذلك عن طريق مشروعات مكتبة الملك عبدالعزيز العامة كمركز الفهرس العربي الموحد والمكتبة الرقمية العربية، ويعتبر ثاني فرع لمكتبة الملك عبدالعزيز العامة في العالم، والأول خارج العالم العربي. أما محلياً فقد تنوعت فروع المكتبة الرجالية والنسائية ومراكز الطفل والتي بلغت ستة فروع تقدم خدمات كبيرة على صعيد المجتمع بكافة أطيافه وفئاته تماشياً مع برنامج التحول الوطني الذي أطلق مؤخراً لريادة ثقافية متميزة، وهذا ما عبر عنه نائب المشرف العام على مكتبة الملك عبدالعزيز العامة الدكتور عبدالكريم الزيد الذي قال "عندما نطلق فرع المكتبة في بكين فنحن نؤسس علاقة ثقافية وجسرًا ثقافيًا ممتدًا من بكين إلى الرياض عبر طريق الحرير الذي خدم لأكثر من 5 آلاف عام، فالعلاقة الثقافية دائمًا تبقى لتستمر وتقدم الخير والنماء للأجيال القادمة، وإن شاء الله هذا ما سيمثله مبنى فرع مكتبة الملك عبدالعزيز العامة في الصين، ليكون شامخاً وناقلاً لما وصلت له المملكة في عهود سابقة وهذا العهد المجيد الذي تولي من خلاله حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله- وولي عهده، وولي ولي عهده اهتماماً بالغاً بالثقافة والمعرفة باعتبارهما احد أهم عوامل رفع اسم هذا الوطن عالياً، ونحن نسير على هذه الخطوات ونعزز شراكاتنا عربياً وعالمياً بما يساعد على نشر المعرفة في كل مكان وتمكين الأخوة العرب والمسلمين من أدوات المعرفة التي تساعدهم على بناء جيل جديد يهتم بالحضارة ويؤمن بالحوار ويعزز دوره في المجتمع". على صعيد متصل، عقدت اللجنة المشتركة للبوابة الإلكترونية للمكتبات العربية والصينية مؤخراً اجتماعها الأول في مقر مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بالرياض، برئاسة د. عبد الكريم الزيد نائب المشرف العام على المكتبة، ومشاركة مدير إدارة المعلومات والتوثيق بجامعة الدول العربية المستشار أول هالة جاد وسفير جمهورية الصين الشعبية لدى المملكة لي تشنغ ون، ورئيس قسم التعاون الدولي بمكتبة الصين الوطنية وتشانج شيو، وبقية أعضاء اللجنة. وخلال الاجتماع، أكد السفير الصيني لدى المملكة لي تشنغ ون على أهمية العلاقات بين المملكة والصين وأنها متميزة ووجود فرع لمكتبة الملك عبدالعزيز العامة في جامعة بكين أمر مهم ويزيد من الشراكة بين البلدين ويضيف بعداً جديداً على العمل الثقافي المشترك، إضافة إلى أن مشروع إنشاء بوابة معرفية عربية صينية سيجسّد عمق العلاقات العربية الصينية، معرباً عن أمله أن يحقق المشروع تطلعات قادة الدول العربية وجمهورية الصين من أجل مزيد من التعاون والتفاعل بين الثقافة العربية والصينية. وأعربت المستشارة هالة جاد عن شكرها لمكتبة الملك عبد العزيز العامة على جهودها وتسخير إمكاناتها الكبيرة لخدمة الدول العربية ومشروعات المعرفة من المحيط إلى الخليج بالإضافة إلى استضافتها للجنة المشتركة للبوابة المعرفية العربية الصينية ومبادرتها لاستضافة البوابة وتصميمها والإشراف عليها من الناحية التقنية بعد تدشينها. وقالت إن ذلك ليس بغريب عليها فهي تقوم بعمل كبير على صعيد العمل العربي المشترك وإسهاماتها أكثر من أن تحصى فهي قدمت الفهرس العربي الموحد والذي كان حلماً عربياً من الصعب تحقيقه ولكن بفضل الله وجهود الأخوة بمكتبة الملك عبدالعزيز العامة بالمملكة نلحظ أن كل حلم يصبح حقيقة وها نحن أيضا نشهد إنشاء فرع جديد لمكتبة الملك عبدالعزيز في جمهورية الصين الشعبية وهو إنجاح لمساعي نشر المعرفة الذي تقوم به على أكمل وجه. المكتبة من الداخل السفير الصيني لدى المملكة د. عبدالكريم الزيد هالة جاد